يوسف زيدان:مفهوم «الإيمان» صار اليوم من أهم المفاهيم وأكثرها خطورة، وهو ما يقتضى البحث فيه بإمعان.
يوسف زيدان –
فى الحديث النبوى تعريف محدد للإيمان: هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل.. وهو حديث رواه كثيرون ورفضه كثيرون من أهل الحديث، لكن ذلك لم يمنع انتشاره وذيوعه حتى صار من مشهور الأحاديث، وهناك زيادات فى الحديث، قبل وبعد العبارة التى أوردناها .
وهناك اشتباك بين أسنة محدثى السنة فى صحة إسناده، لكن المعنى الوارد فى عبارة «ما وقر فى القلب وصدقه العمل» تحظى بقبول عام ولا تثير أية اعتراضات، ربما لأنها تطابق ما جاء فى صريح الآيات القرآنية، من أن الإيمان لا يقتصر على الاعتقاد القلبى بصحة الأمور الدينية «الوحى، البعث، الرسالة» وإنما يقترن بعمل الجوارح والأعضاء، أى بالعبادة: يقيمون الصلاة، يؤدون الزكاة.. إلخ، يعنى أن الإيمان اعتقاد وقول وفعل، بل هو انقياد تام للأوامر الإلهية الواردة فى صحيح الدين: سمعنا وأطعنا.
ومن هنا، تطور مفهوم الإيمان من دلالته العامة، إلى الاقتصار على المعنى الدينى، إلى تجاوز الاعتقاد القلبى إلى الفعل التطبيقى، إلى الانقياد التام.
وطبعاً، ها هنا خطر شديد! لأن الانقياد إلى غير الصحيح من الدين، مدمر! وأصحاب المذاهب كلهم يؤكدون أنهم هم وحدهم الذين يعرفون صحيح الدين، وغيرهم على الباطل أو هم المنحرفون «الضالون، الكافرون» وبالتالى فإن «المؤمن» بهذا المذهب أو ذاك، عليه أن ينقاد لما يقرره كبار هذا المذهب أو ذاك.
وهكذا يتحول الإيمان من خبرة روحية ترتقى بالفرد، إلى جعله فى بعض الأحيان قنبلة موقوتة قد تنفجر فى وجه المعارض والمعترض والمختلف.
ونظراً للارتباط بين مفاهيم الإيمان والتقوى والسمع والطاعة والانقياد، وهو ما تؤكده نصوص دينية لا حصر لها، فإن مفهوم «الإيمان» صار اليوم من أهم المفاهيم وأكثرها خطورة، وهو ما يقتضى البحث فيه بإمعان.
اقرأ للكاتب:يوسف زيدان: السعودية تشييع جنازة الوهابية ومصر تستقبلها بالترحيب ومباركة المعمَّمين
يوسف زيدان: فجاجة انتقاد النبى محمد صلى الله عليه وسلم، بسبب كثرة زوجاته
جند عمرو بن العاص تنازعوا فيما بينهم لإحتلال بيوت اﻹسكندرانيين و سبى ذرية ساكنيها
يوسف زيدان :الدولة الدينية في الإسلام خرافة.. و الشريعة ليست كتالوجاً يجب الالتزام به
يوسف زيدان يا قوم .. كفاكم هَرَجًا وسَبَهْلَلةً :المعراج ليس موجود في القرأن
يوسف زيدان :رأى المسيحيون أن «يسوع» هو المسيح المخلِّص من الخطيئة الأولى، فآمنوا به
[…] […]