د\ محمد داوود
أبو تريكة تكثيف وتمثيل نموذجي لطبقة المتعلمين، الإنتلجنسيا المصرية، اللي اتأسست في مدارسنا بفلوسنا، على مناهج تعليم منحازة ضد مصرية مصر لصالح الفتح الإظلامي، ويقال الإسلامي، يعني الغزو والاحتلال العربجي ويقال العربي لمصر.
النموذج ده شايل عقل المحتل الإظلامي، العربجي، مدعومًا بالمقدس، تاجر الخوف والمجهول، وهو عقل احتلال واخد شكل دين مدجج بالكراهية والاستعلاء، والخرافة، والضلالات، والاشتغالات، والمراوغة، والعمل على دعم وتأكيد المظاهر المتخلفة زي الحجاب ومكرفونات الجوامع، ومصادرة مصر لصالح الدين الإظلامي.
أبو تريكة رمز، أو مجموعة معاني، لا يحبها إلا دأنجي، هو نفسه المدرس اللي بيحول الحصص لدروس في الكراهية الدينية، والمذيع اللي خطابه ديني رجعي مثال محمود سعد وتامر أمين وعمرو الليثي، والمحامي اللي بيرفع قضايا حسبة ضد بنات تيك توك، واللا ممثلة قالت كلمة أو لبست فستان مش ع الكيف، والطبيب اللي مشغل قرآن في عيادته، وبيزيف الحقايق العلمية لصالح الدين حتى أضرار الصيام يقلبها فوايد، وينخع افتكاسات من دي مالهاش أساس زي دكتور حوسام موافي.. واللا كاتب رجعي مراوغ عامل بتاع حريات لابس قناع معارض سياسي نصير الديموقراطية وشغال بفلوس دولة عدو زي قطر مثال بلال فضل، أو كائن ممتلئ رجعية عامل شاعر زي فاروق جويدة.. إلخ.
أبو تريكة تركيبة عقلية دول أمثلة ليها، تركيبة تجدها في أبوك وأمك، أخوك وأختك وصحابك وقرايبك المخترقين رجعيًا، أبناء الثقافة التقليدية الموالية لدولة البداوة، المنتَجة بالعقل المصري اللي اتشكل في قرون طويلة كابن وربيب للرجعية الدينية اللي رضعته بول إبل، ولسه ما اتفطمش.
أبو تريكة هو دول كلهم، ممكن أحيانًا ياخدوا مواقف مختلفة ظاهريًا، تحسبهم أشتاتَا وهم مجتمعون على دعم الرجعية الدينية والإرهاب بوعي أو بدون وعي، وده أخطر من الإرهاب الدموي المباشر، دول كلهم يتحشدوا ويتجيشوا بسهولة في أي واقعة تحصل في أقاصي الأرض لمسلمين، لكنهم يطرمخوا ع القضايا المصرية ولو مصيرية وتمس وجودنا، بل خطابهم ومواقفهم دايمًا ضد المصلحة المصرية، مثلًا هتلاقيهم مع الانفجار السكاني (عاوزين يزودوا عدد المظلمين تناكحوا تكاثروا ويقول لك السكان ظروة بشرية). وتلاقيهم ضد كل مفكر واللا كاتب مناوئ للرجعية الدينية، مثال هجمة بلال فضل على دكتور سيد القمني.
وفي العموم هما دايمًا مملتئين بالسخط ع البلد، سخط مجاني متربص، أساسه غياب الانتماء لمصرية مصر، وانعدام الشعور بالامتنان، والرغبة المسعورة المستورة والمعلنة أحياناً في استعادة التواجد الرسمي لدولة البداوة البائدة، دولة الوطيان والجلافة ويقال دولة الخلافة.
العقلية دي تركيبة وطيان في شكل إنسان. وطيان مصنوع بفلوسنا في مدارسنا اللي مناهجها معادية لمصرية مصر، بتعتبرها جزء تابع في كل رجعي خارجها ولازم تكرس نفسها لخدمته، مصر مش هوية خاصة منفصلة، بل جزء من كيان رجعي ممكن مرحليًا نقول له الوطن العربي لغاية ما نقدر نخليها خلافة على منهاج البداوة العربانية القديمة، ويقال على منهاج النبوة.
وفوق الرباية عاى الثقافة التقليدية الإظلامية النموذج الأبوتريكاوي اتعلم في مدارسنا المتصادرة رجعيا واتستف مخه بمنظومة أكاذيب زي:
الفتح الإسلامي جه ينقذ مصر من زولم الرومان.
الفتوحات الإسلامية كانت دفاعية وكانت الجنود بتخش البلاد بالورود.
الفتح العثماني حلو وبسمسم، بس الاحتلال الفرنسي والإنجليزي شريرين.
في غزوة بدر طلع المسلمين يقطعوا الطريق على قافلة لاسترداد الأموال (المهاجرين كانوا فقرا في حين اللي معاه كان له عزوته أساسًا).. ويبقى قطع الطريق عادي عادي.
وهكذا.. وهكذا.. إلخ.. إلخ.
ده أبو تريكة..
بفلوسنا بننتج نموذج أبو تريكة في مدارسنا اللي بتخلي الحكاويت الدينية اللي مالهاش إثبات تاريخي بتاع ماضي العربان يقين راسخ وحاضر في الذهن (كأساس ومنطلق وغاية ووسيلة) أكتر من التاريخ الموثق، أكتر من المومياوات والنقوش في جدران المعابد والمقابر المصرية القديمة، بل أكتر من حقايق العلم، والواقع الملوس، وفوق شروطه.
التعليقات متوقفه