حرب الذرائع والتدخل الخارجي في الخليج

893

كتب: خالد الحديدى
في تسعينيات القرن الماضي أصبح المواطنين يشكّون كثيراً من الحروب في أماكن بعيده في أطراف العالم بالنسبة لهم ولا يعرفون عنها اَي شيء. ولذا عندما نوي السياسيون في الدولة العميقة الهجوم علي العراق كلفوا شركه للعلاقات العامة تؤلف لهم الأكاذيب التي يمكنهم بها إقناع رجل الشارع بوجوب الدخول في حرب مره اخري بعد غزو صدام حسين للكويت. اكثر هذه الأكاذيب انتشاراً كانت للفتاة الشابة “نيره” الكويتية والتي أدلت بشهادتها امام الكونجرس في أكتوبر ١٩٩٠. روت قصه مريعة عن الجنود العراقيين .

قال نيرة : لقد تطوعت للعمل في مستشفى العدن ، وبينما كنت هناك رأيت الجنود العراقيين يدخلون المستشفى بأسلحتهم ، ويدخلون حجرات الأطفال حيث توجد الحضانات كانوا يخرجون الأطفال من الحضانات ويأخذون الحضانات ثم يتركوا الأطفال على أرضية الحجرة الباردة ليموتوا. بحسب قولها.

كانت هذا مثال على البروباجندا السوداء، كانت أكذوبة فا هذه الكويتية “نيرة” لم تزر في حياتها المستشفى وكانت القصة برمتها ملفقة كجزء من حملة شنتها شركة العلاقات العامة هيل آند نولتون التي دفعت الحكومة الكويتية لها ١٢ مليون دولار للعمل على حملة متكاملة للتأثير وإقناع الرأي العام الأمريكي بمساندة حرب ضد الديكتاتور صدام حسين بعد غزوه للكويت وكان الرأي العام الأمريكي حتى تلك اللحظة يقف ضد العمل العسكري.

مرت ثلاثة شهور بين شهادة نيرة وبداية الحرب وخلال تلك الشهور أعيدت حكاية الأطفال الذين أخذوا من حضانتهم بشكل مستمر ومتكرر .

وقد روى الرئيس الأمريكي بوش الأب هذه الرواية ليس مره او مرتين بل ست مرات في مناسبات مختلفة علي مدار الأشهر السابقة للحرب.

ثم أعيدت القصة في مجلس الشيوخ ومرر القرار بالحرب وبدأت الحرب في يناير ١٩٩١

والمشكلة، كانت في نيره. واتضح من التحقيق التي  قامت به قناة سي بي سي ان “نيره” لم تكن مجرد فتاة كويتية عاديه بل هي “نيره الصباح” ، ابنة “سعود الصباح” السفير الكويتي لدي واشنطن وشهادتها كتبتها لها مؤسسة “هيل ونولتون” للعلاقات العامة والتي كانت المؤسسة الكويتية “مواطنين لتحرير الكويت” قد كلفتها بذلك للمساعدة في الاقناع بخوض حرب الخليج. ومجموعة الكونجرس لحقوق الانسان التي استمعت لشهادة نيره اتضح انها أيضا من تأليف شركة هيل ونولتون.

 حرب الخليج الثانية

كما نعرف جميعاً الان ان حرب الخليج الثانية في ٢٠٠٣  كانت مبنيه بالكامل علي الأكاذيب. كلنا نتذكر رواية صدام حسين وأسلحة الدمار الشامل التي باعها كولين پاول للعامة عن طريق الأمم المتحدة. ولكن في هذه القضية ترأس الاعلام مهمة بيع الفكرة للعامة.

قادت النيويورك تايمز القضية بقصة چوديث ميلر عن أسلحة الدمار الشامل العراقية والتي نري الان انها كانت كلها ملفقه ولَم تكن منابعها صادقه اطلاقاً. ولكن باقي الاعلام اصطف ورائها وكله ردد نفس الرواية وتسأل البرنامج الإخباري الليلي علي إي بي سي ما مدي خطورة أسلحة الدمار الشامل العراقية علي أمريكا، وجريدة تايم تتسأل هل صدام فعلاً ، وبنيه صافيه ، سيتخلص من أسلحة الدمار الشامل التي لديه؟ وقبل التأكد من صحتها، إذاعة روايات عن مخزون بأسلحة كيماويه في أماكن متفرقه ، وتأكيد وجودها عن طريق المانشيتات ودون اَي تردد. وأي شخصيات إعلاميه كانت تظهر اَي نوع من التشكك في هذه الاخبار، حتي شخصيات محبوبه جداً مثل فيل دوناهيو صاحب اكثر البرامج شعبيه وقتها ، حجبوا عن الظهور علي الهواء بدون إنذار.

وفِي شهاده علي هذه الحقبة وبعدها بسنين افاد دوناهيو ان معدي البرامج كانت لديهم أوامر بعدم استضافة احد يعارض الحرب دون وجود اثنين من مؤيديها.

والان نعرف انه لم يكن هناك أي وجود لكميات الأسلحة الكيماوية وان الحكومة كذبت مع سبق الإصرار لإدخال البلاد في الحرب وكانت اقوي معارضه قابلتها إدارة بوش لهذه الحرب – التي هي مؤرخه انها جريمة ضد الإنسانية.

اقرأ أيضا: حرب الذرائع والتدخل الخارجي 

Visited 5 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه