عميد كلية اللغة العربية يكتب لـ “الجمهورية والعالم” .. الإشعاع الحضري في المنقول من الألفاظ ..
أ.د عبدالباسط عطايا
كلمة ( قميص) وردت في القرآن الكريم أكثر من مرة
(و جاؤوا على قميصه بدم كذب ) ( اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا ) من سورة يوسف..
تلك الكلمة فهم البعض طبعا أنها أخذت الحصانة من خلال ورودها في القرآن ( بلسان عربي مبين ) وحصلت على الجنسية العربية ..
وهنا يجب التفرقة من خلال نص القرآن
إذ أن
الكلمة وردت في النسق القراني بسبكه وحبكه ومن ثم غدت من بنية اللسان العربي أي البيان العربي وهي لبنة من لبنات البناء الأسلوبي ومن هنا يكون الرد على من حاول التشكيك في ( بلسان عربي مبين ) وقالوا كيف ووردت كلمات غير عربية في القرآن… راجع كتاب المعرب للجواليقي ..
نعود إلى كلمة ( قميص ) التي مازلنا نستعملها بشراهة حتى يومنا الشاهد لنعرف من أين دخلت اللسان العربي ..
ورد أن كلمة قميص ( مأخوذة على الأرجح من Camisia اللاتينية ..وفي اللاتينية الركيكة Camusia وفي اللغة البيزنطية Kamasos فهي منقولة من اللاتينية إلى العربية وإلى السريانية أيضا – قميصتا – ….ويحتمل أن تكون من أصل يوناني …) ص 287 معجم الدخيل في العربية فتح الله سليمان ..
والقميص طبعا معروف لنا طبعا وهو ما يلبس على جلد الإنسان
وهناك قميص النوم وهو ثوب رقيق ترتديه المرأة عند النوم …
والسؤال هنا
هل نقلت تلك الكلمة هكذا وحدها نقلا عشوائيا ؟ أو نقل عفاريتي ؟ ومن نقلها إذن ؟ غير منكور أنه كانت هناك علاقات تجارية بين العرب وغيرهم وورد في القرآن الكريم رحلتا الشتاء والصيف وقد نقلت الكلمة بحقيقتها وشعاها الحضاري
نقلت مع القمصان طبعا و القميص لاشك سحر الأعين وكان له تأثير واضح على أعضاء البعثة التجارية ومن ثم كان الاهتمام به والحرص على جلبه إلى بلاد العرب …
وكان في التعريف به جانب ثقافي وصناعي أيضا عرفه أهل التجارة بمعنى أن الكلمة حملت معها أسلوب الاستخدام وثقافة الأمة التي صنعته وهكذا …
وذلك يجعلنا نسلم تسليما بأن علاقة ثقافية حضارية معرفية علمية كانت قائمة بين العرب وغيرهم من الأجناس الأخرى الأمر الذي يجعلنا نرد بكل يقين على دعاة الإغلاق ودعاة العرب الاقحاح …وأن لدينا الأصل من كل شيء ….
لكم كانت كلمة ( قميص ) كاشفة وفاضحة ودالة ….
التعليقات متوقفه