الأدب هو الحل
ابراهيم غنيم
لماذا نحن مهمشون ؟ الأمة الاسلامية لا تستطيع ان تصم دين بالإرهاب لأنها تؤمن بكل الاديان .
فما هو سر الهزال الذي اصاب الادب العربي؟
لا ترقي امة الا بمستوي رقي ادبها وعملها وفنها ، لأن الأدب يرقي بمستوي الانسان ويجعله صنوا للآخر في اي مكان وهو السفير الذي يعبر تعبيرا حقيقيا عن مضمون رسالة اي امة من الأمم، واذا كنا قد غيبنا دور الادب لظروف ما مرت بنا في بلداننا العربية فيجب ان ننتبه من الآن فصاعدا ونطلق العنان لدور الادب ليكون السفير لنا في كل بقاع العالم حتي نقف معهم عقلا بعقل وفكرا بفكر وحجة بحجة , ان وقوفنا في هذه الاماكن يحتاج من كل الادباء والمثقفين والمبدعين علي مختلف الوانهم ان يتقدموا ويقتحموا كل مكان في العالم .
ويعد نجيب محفوظ هو الوحيد الذي وضع قدم الادب العربي علي الساحة الدولية وان كان قد سبقه بعض الكتاب التي ترجمت بعض اعمالها لتشويه صورتنا او اظهار عيوبنا التي تلامس عقولا تم تفريغها تماما لتتقبل ما ينقل اليها من صور مشوهة لمجتمعنا العربي .
وفي حقيقة القول اننا لم نجد لغة تخاطبهم بها فنحن كمن يخاطب شائقي التريللات في وسائل الاعلام بانهم السبب في احتلال الطرق ونحن نعلم انهم سائرون في الطرقات لا يسمعون لما نقول لانهم مشغولون في النظر الي الطريق لمعرفة اين يقف رجل المرور .
اذن فالرسالة لا تصل إليهم .
نحن لا نرقي الي لغة الخطاب والتي هي جزئية من جزئيات الادب لأننا نقف في خندق المدافع عن نفسه .
واذا كانت الصورة قد اثرت بالفعل وبالدخول الي كل مشاهد علي دور الادب الذي له الاثر الكبير في مخاطبة العقل واقناعه وتفعيل فرضية القراءة فقد اثرت بالسلب لأنها تنقل مشاهد القتل والالم هنا وهناك ،حتي صورة الجندي الاسرائيلي الذي يهرس بسيارته شابا فلسطينيا متعمدا ليصبح هذا خبرا في ارشيف الصور دون ان يتأثر او تتحرك مشاعره او يتأثر المشاهد.
وكذلك صور الهدم والتجريف ونزع الاشجار وتعذيب البشر اصبحت هواية عند الاميركي والاسرائيلي يتلذذ بها بدعوي محاربة الارهاب وكان علي هؤلاء ان يعرفوا ان الارهاب فرد وليس دولة واذا كانت هناك جماعات او دول تقف وراء الارهاب وتموله فما ذنب الشعوب التي تقتل وتحرق وتهدم بيوتها وتغتال وتعذب وتغتصب .
الصورة حيتما تحل محل الادب وتصبح السفير الذي يدخل الي كل الامكنة فأنها سوف تخلق نمطا بشريا سيكون اخطر ما يكون اذا لم يسعفه الادب ليزيل اثر العتامة من قزحية عينه.
اذا فالأدب يجب ان يأخذ دوره في ظل هذه الوضعية او في ظل هذا المأزق وتفسح له مساحات المشاهدة والرؤية وكذلك الفن الراقي ليزيل اثر هذه الصور التي تطالعنا وتقتحم علينا الحجرات .
واقول وأنبه كل فرد باننا مستهدفون بذلك وان ما نراه وما نشاهده وما نسمعه من سبنا واتهامنا انما هو حرب لن تبقي ولن تذر شيئا من هويتنا وستحولنا الي كيانات مهزومة لا نستطيع الا ان نقف في خندق الدفاع وتحليل الصور وتحليل الآراء وصب جام الغضب واللعنات لنقدم لهم مزيدا من الادلة علي اتهامنا .
هل نستطيع الصمود في هذا الخندق ؟
نشاهد صور القتل والقبح والخطف والاغتيال ونقلب الصورة لنري الرقص والعري والكلمات المفرغة من المضمون وننام ملء جفوننا ننتظر ؟؟ الجلاد وبثه وقبحه واتهامه وصلغه وطعامه وسلاحه وآدبه وفنه وآلاته ودواءه ودقيقه نرقص علي موسيقاه نغني يا ظالمني هل ؟؟ هل تتحول منابرنا الاعلامية الي منابر تهاجم بدلا من الدفاع تتوجه برسالتها الاعلامية لإخبار كل من يقتل من اجل القتل لا عقيدة له ولا دين , حتي وان كانت امريكا واسرائيل تفعلان ذلك
اذن لماذا لا نهاجم ؟
نحن نمتلك ادلة الادانة للعالم الغربي كله منذ ان احتل ارضننا ونهب ثرواتنا ومكن الصهيونية من ترسيخ وجودها علي الارض العربية لتكون قاعدة للانقضاض علينا وتدمير وتخريب امكانياتنا الذاتية وارادتنا واشعارنا بالانهزامية والخوف وتسليحها بقنابل الغناء الشامل
نمتلك ادلة ادانة امريكا التي احتلت أفغانستان والعراق وتتحرش بسوريا والسودان وتسعي لتحتوي ليبيا لتكون القاعدة التي تنطلق منها باتجاه مصر ان هذا المخطط بدأ من قبل الحادي عشر من سبتمبر وعلى وجه التحديد منذ وعد بلفور 1917
ومنذ الحروب الصليبية وحتي الآن ظهر الادب الغربي الذي يطفح بالكراهية لكل ما هو اسلامي وما هو عربي ولم يظهر عندنا ادباء علي نفس المستوي من الكراهية للبشرية جميعا خاصة واننا نملك الوصول اليهم بأدبنا وتراثنا بعد ان خلقوا منا بعض الكيانات المشوهة فكريا ؟؟ ودفعتهم لتشويه صورتنا ثم وصمتهم بالإرهاب بعد ان صدرته لنا .
اننا لم نستطيع ان نوضح صورة شارون كاهانا او بوش الذي يقع من فوق دراجته بانهم هم القتلة الحقيقيون
ان التاريخ يوثق نفسه بنفسه ، الصور تؤكد ذلك والاشرطة تحتفظ وتحفظ في الوعي ليعرف الانسان لحظات الخيانة البشرية للكيان الانساني .
كله يعرف صدق الذرائع ويعرف كذبها ،هذا الفعل لن ينسي من الذاكرة لان الاطفال تشاهده كما تشاهد افلام الكرتون وتنفعل بها ومعها دون ان تجد ملاذا امنا لمستقبلها ووعيها ترتاد طفولات شائكة يصنعها اغبياء التاريخ وملاك الزيف وحاملي مفاتيح الزنا زين وقبيحي المناظر التي يرسم علي سيماها اثار الكذب والافتراء .
ان دور الادب دور مهم في رسم صورة ومحو اخري ليساعد الذاكرة علي التخلص من اثار الالم والهزائم النفسية ووضع الانسان في مكانه الذي يجب ان يقف فيه ، ينشط وعيه الذي يغيب احيانا ويغوص في وحل التنطع احيانا اخري ،وكما ان القراءة هي المدخل الي المعرفة وهي المدخل الي باقي الخطوات التي توصل الإنسان الي معرفة ربه وكيانه وانسانيته ، فان الادب هو الوعاء الذي تغرف منه البشرية زادها الي اعادة كيان الانسان الي وضعه الطبيعي ، لذا وجب علي الامم والدول ان تعطي للأدب وللأديب الحصانة التي تجعله حر في التعبير عن الزمن بكل ما فيه وما عليه دون المساس به لان الادباء وهم نواب الشعوب هم اداة صناع القرار هم الوعي والبصيرة .
فهل نبدأ بتفعيل دور الادب؟ لأنه اللسان الذي سيوضح للآخر اننا اذا كنا ابتلينا بهم فذلك لأننا صنعنا بلاءنا بأنفسنا لغياب دور الادب لان ادبياتنا كانت للدفاع فقط ، لن ننهض الا اذا كان للأدب دور في الهجوم نحن في حاجة الي ذلك لم يكن امامي الا ان اطرح هذا الطرح لأعرف رأي الادباء؟
الارهاب بلا دين
الارهاب فساد في الارض
[…] اقرأ للكاتب الأدب هو الحل […]