أ.د/ جودة مبروك يكتب: الفنان أحمد حلاوة الأكاديمي صاحب مدرسة خاصة في تجسيد الأدوار المتنوعة

350

أ.د/ جودة مبروك.

((الكلمة تظهر على الجسد قبل اللسان)) بهذه الكلمات أخبرني الدكتور أحمد حلاوة عن مهارات أساسية ينبغي أن تتوافر في الفنان، كان صاحب مدرسة خاصة في تجسيد الأدوار المتنوعة طيلة مسيرته الفنية بالمشاركة مع كبار نجوم الدراما.

لعل أهم ما يميزه الشمولية في الإبداع، فبالإضافة إلى كونه أستاذًا جامعيًّا فهو الممثل الذي له تفرده في أداء الأدوار الصعبة، وهو مخرج العرائس، ويمتلك المشروع الفني ((حلاوة للفنون)) بمدينة السادس من أكتوبر، وكان من حسن ظني أنني زرته فيه، وأطلعني على كم من الفنون والحرف الشعبية والمعارض التي لها طابعها الفريد.

نذكر لهذا الفنان الأكاديمي أنه عندما شرعنا في إنشاء قسم المسرح والدراما بكلية الآداب بجامعة بني سويف أنه كان من المتحمسين للفكرة، ويأخذ على أيدينا مشجعًا لإكمال هذا المشروع على أرض محافظة بني سويف، وذكر لي شيئًا عن المعاناة التي وجدها هو ورفقاؤه في إنشاء ذات القسم في جامعة حلوان، فقد وجدوا حربًا ضد الفكرة كادت أن تعصف بها لولا تدخل الفنان عادل إمام.

أصرّ الفنان القدير أحمد حلاوة على أن يكون ضمن فريق أعضاء هيئة التدريس في الظهور الأول للقسم بكلية الآداب جامعة بني سويف، مصطحبًا سيارته الخاصة التي يقودها بنفسه رغم السفر الطويل وكبر السن والمرض، ولا أنسى أن محاضرته تحولت إلى لقاء فني وثقافي لطلاب الجامعة وليس لقسم المسرح فقط، فكان يحضر له طلاب الأقسام الأخرى إضافة إلى طلاب الكليات المجاورة كالحقوق والتجارة، ذلك بفضل نجوميته الدرامية والسينمائية وقدرته على التفاعل مع جمهور الحاضرين في الصف.

لقد عهدناه خارج الفن متعاونًا ومشجعًا للوجوه الشابة، وأذكر أنه عندما نجحت فرقة الكلية للفنون المسرحية في إقامة عرض مسرحية (خالتي صفية والدير) على مسرح الأوبرا كان أول الحضور، وجلس في الصف الأول، وقد أثنى على أداء الطلاب، وألقى بالآمال في أن تصبح هذه الفرقة باكورة للمسرح الجامعي الذي يسهم في نشر الفن الأصيل المبني على الدراسة والموهبة معًا، ذلك ما كان يؤمن به، وهو الجمع بين الاثنين، فكان يؤمن بأهمية الفن في نشر قيم الفضيلة والتسامح وحب الحياة، مع تقديم النموذج الأخلاقي الملتزم بالتقاليد والهوية المصرية المعروفة على مر العصور.

رحم الله فقيد الفن والعلم الفنان القدير الدكتور أحمد حلاوة.

اقرأ أيضا :ذهب ولكن على أمل العودة .. وفاء سالم تنعي أحمد حلاوة 

Visited 17 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه