أ.د/ جودة مبروك يكتب لـ الجمهورية والعالم: (الطالب الأستاذ)

479

ليست مقولة من فراغ بل نتاج عراك مع تجارب التعلم وواقعية عالمنا وفرضية العلم، فلا بدَّ أن نتبنى هذا المنطق حتى تنمو العقول وتتفتح المواهب العلمية، بإعطاء الطالب الفرصة لممارسة التدريس أمام زملائه وأساتذته.

لقد تصفحت منذ يومين انطلاقة هذه المبادرة في جامعة الوصل بكلية الآداب بإمارة دبي، بتوجيه من مدير الجامعة أ.د/ محمد أحمد عبد الرحمن وهو تربوي حاصل على الدكتوراه من إنجلترا، حيث قامت الطالبة ملاك محمود رضا الطالبات بإلقاء محاضرة عنوانها: تعلُّمُ العروض رؤية جديدة، لعل وجه الإبداع  في هذا الأمر ليس فقط في تحمل الطالبة المسؤولية وفي شجاعتها في التصدي لموقف كبير كهذا، بل في تطلعها للجديد في هذا العلم الجاف الصعب على التناول على مستوى التفاعل والمشاركة.

فما أحوجنا في مدارسنا وجامعاتنا إلى تبني هذه المبادرة وغيرها؛ لتكون شعارًا للمرحلة القادمة، في إعطاء الفرصة للجيل الصاعد من التلاميذ للإبداع في شتى صوره، وممارسة التجارب وإدراك النجاح بأنفسهم، ولا يحول بين ذلك سوى أمرين مهمين من وجهة نظري: إدارة ناجحة واثقة الخطى، تؤمن بدورها في تفعيل منظومة القيم وتكامل الأدوار ووقدرتها على خلق سبل لنجاح المؤسسة التعليمية وإذابة العراقيل أمام ألوان التفوق والرقي، والثاني: معلمٌ يرى أن طلابه امتداد له، وثمرة من عصارته الفكرية وأنهم جزء أصيل ومكون من مكونات الدرس على أنه فن، وليس مطلوبًا منه أن يكون داخل الصف الأستاذ فقط، بل عليه أن يقنع طلابه أنهم أصحاب دور في عملية التعلم لا يقلُّ عنه، وأنهم شركاء في إنتاج المعرفة ونسج التقدم والوصول إلى المعلومات بطريقة ذاتية، فنصل إلى عقول نضجت في بحر التجربة.

فتحية إجلال إليك جامعة الوصل في مبادرتك التي كانت تنقصنا في زمان الإبداع، وتبقى مبادرات أخرى، مثل: الطالب الأديب، والطالب الكاتب، والطالب المؤلف، والمؤتمر الذي يقوم عليه الطلاب من ألفه إلى يائه من حيث التنظيم وتأليف الأبحاث… تلك حكايات عذبة داخل الصف، تشحذ الهمم وتقوِّي الروح، ولا تبقي على اليأس ، وتأخذ بيد أبنائنا نحو صناعة النجاح ودوام الأمل ، فلا شيء ينجِّح كالنجاح، والأمل عنوانه.

Visited 7 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه