طالبان: جلد 12 شخصا بينهم 3 نساء على مرأى من آلاف الشهود بداخل ملعب كرة قدم.

351

بريجيت محمد

أعلنت حركة طالبان، الحاكمة في أفغانستان، عن جلد 12 شخصا، بينهم ثلاث نساء، بعد إدانتهم بارتكاب “جرائم أخلاقية” في إقليم لوغار، جنوب كابول، على مرأى من آلاف الشهود بداخل ملعب كرة قدم.

تعرض اثنا عشر شخصا، بينهم ثلاث نساء، للجلد في الأماكن العامة بعد إدانتهم بارتكاب “جرائم أخلاقية”. أي السرقة والزنا والعلاقات الجنسية المثلية. وهذه هي المرة الثانية خلال شهر التي تجلد فيها الجماعة الإسلامية “اللاأخلاقيين” علنا.

تصعيد يمكن أن يشير إلى العودة إلى الممارسات المتشددة التي حدثت في حكم طالبان السابق في التسعينيات. على الرغم من أنهم عندما استولوا على السلطة العام الماضي ، تعهدت طالبان بأن تنتهج مسلكا أكثر اعتدالا. لكن منذ أن عادت الجماعة المسلحة للحكم وهي تنتهج مسلكا قمعيا ضد الحريات بشكل عام، ولا سيما تلك المتعلقة بحقوق المرأة والاطفال.

وتؤكد تقارير بأن 19 شخصا تعرضوا للعقوبة نفسها، الأسبوع الماضي، في ولاية تاخار، شمالي أفغانستان.

ويأتي الجلد بعد أسبوع من صدور أمر من المرشد الأعلى لطالبان، هبة الله أخوند زادة، يقضي بفرض عقوبات على جرائم معينة بما يتماشى مع قراءة وتأويل الحركة الصارمة للشريعة الإسلامية. ينص هذا التفسير للشريعة الإسلامية على عمليات الإعدام وبتر الأطراف والرجم علنا، على الرغم من أن مثل هذه الجرائم وعقوباتها لم يتم تعريفها رسميا حتي الان.

وهذا هو الشتاء الثاني منذ تولي طالبان السلطة قامت بتجميد الأموال الأجنبية وأصبح الملايين على وشك المجاعة.

واضطر بعض الآباء إلى بيع أعضائهم إن لم يكن أطفالهم، الذين يتم بيعهم لتجنب المجاعة.

“نحن في كارثة إنسانية والحالة مأساوية” يقول عبد الوهاب،( الذي يعيش خارج هرات، ثالث أكبر مدينة في البلاد، في مخيم يضم آلاف المنازل الطينية الصغيرة، المليئة بالنازحين الذين دمرتهم الحرب والكوارث الطبيعية).

ويضيف عبد الوهاب: “يستمر أطفالنا في البكاء ولا ينامون، ليس لدينا طعام. لذلك نذهب إلى الصيدلية ونشتري أدوية مهدئة ونعطيها لأطفالنا لتخديرهم وتنويمهم حتى يناموا”.

وتنتشر على نطاق واسع ممارسة إعطاء المؤثرات العقلية للأطفال لجعلهم ينامون ولا يتضورون جوعا.

يقول الأطباء أنه عند إعطاء هذه الأدوية للأطفال الصغار الذين لا يحصلون على تغذية كافية، فقد تتسبب في تلف الكبد لديهم، إلى جانب مجموعة من المشاكل الأخرى مثل الشعور بالتعب المزمن واضطرابات النوم والسلوك.

لكن الأهوال لا تتوقف عند هذا الحد، فهناك قصص حزينة وفظيعة ،ومنها علي سبيل المثال لا الحصر “قصة عمار “، لقد خضع عمار لعملية جراحية لإزالة كليته قبل ثلاثة أشهر، وحصل على حوالي 270 ألف أفغاني، 3100 دولار، استخدم معظمها لسداد الأموال التي اقترضها لشراء الطعام لعائلته.

و أم فتاة صغيرة أجبرت أيضا على بيع كليتها قبل سبعة أشهر لسداد دين، لقطيع من الأغنام مات جميعا بسبب أزمة الغذاء في البلاد. ولم يكن المبلغ الذي حصلت عليه أقل بقليل من ثلاثة آلاف دولار كافيا لتدبر أمورها: وتقول المرأة :”الآن نحن مضطرون لبيع ابنتنا البالغة من العمر عامين ، والأشخاص الذين أخذنا منهم القرض يضايقوننا كل يوم”. بينما يعترف زوجها: “في بعض الأحيان أعتقد أنه من الأفضل أن تموت بدلا من أن تعيش هكذا”. وبعيدا عن اهتمام العالم، يمكن أن تظل الأزمة الأفغانية مخفية لأن الرجال والنساء والأطفال هنا أقل أهمية.

Visited 16 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه