خالد الحديدى
من المعروف ان الصين ينقصها البترول لتصبح اكبر اقتصاد في العالم. لا يوجد بترول في الأراضي الصينية. ولكن يبدو ان هناك احتياطي مهول من البترول والغاز في بحر الصين. ويوجد ببحر الصين عدة مجموعات من الجزر. وكانت دائماً هناك نزاعات على ملكية هذه الجزر. وكانت اليابان مسيطره على جزء كبير منها وكان هناك نزاع دائم بينها وبين الصين على ذلك. لكن بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، وقرارها بعدم تأسيس جيش لها كي لا تدخل في اي حرب مره اخرى، وبعد ان بدأت الصين تقوى اقتصادياً تمكنت الصين من السيطره على بعض من الجزر الموجودة في بحر الصين وبدأت تحسن فيهم وتزيد من مساحاتهم بالردم والبناء حتى اصبحت جزر وليست شعاب مرجانية فقط. ولم تكن الصين الوحيدة التي تقوم بذلك في بحر الصين الجنوبي بل قد سبقتها كل من الفلبين وماليزيا في ذلك. ولم تكن الصين اول من بنى مطار هناك، ولكن هذا ما لفت انتباه امريكا التى قام اوباما بعد ذلك بمبادرة المحور الآسيوي وبدأ بناء قوة امريكية من الأساطيل والطائرات وحتى الجنود في بحر الصين الجنوبي وفي القواعد العسكرية الامريكية في البلاد المجاورة.
نجحت خطة الصين في تثبيت وجودها في هذه الجزر ولكن بدأت امريكا في مناوشات مستمرة معها حول هذه الجزر بحجة انها لها الحق في الملاحة في هذه المناطق التي تعتبر أعالي البحار. ولكن عندما بدأت الصين في البحث عن البترول والغاز بدأت التحرشات تزيد في الوتيرة والحدة. ومنذ فشل المحادثات التجارية بين البلدين وبدء امريكا رفع حدة التحرش بالقبض على الرئيس المالي لشركة هواوي والتي هى ايضاً ابنة صاحب الشركة، بدأت الصين تتعامل بشئ من الشدة مع هذه التحرشات. وكانت اولها عندما حاولت بعض السفن الحربية الامريكية الاقتراب من احدي جزر سبراتلى في بحر الصين الجنوبي، قامت الصين بإرسال عدة طائرات حربية لتحذر السفن من عدم الاقتراب وإلا ستضطر الطائرات بفتح النيران عليها. فأسرعت السفن في الابتعاد لأنها كانت اول مره يواجهوا بتصدي من الصين بشكل عسكري واضح.
مع زيادة ضعف الاقتصاد الامريكي كان لابد ان تقوم بشيء ما لتسوية الملعب كي تقابل فيه اعدائها بشكل متوازن يحسن من فرصتها في الانتصار. فكان لابد من هدم اقتصاد عدوتها الأساسية الصين، وكل محاولات ذلك عبر الضرائب الجمركية التي فرضتها امريكا على الواردات الصينية لم تفى بالغرض لان الصين لديها تعاملات تجارية مع العالم كله. فكان يجب افتعال اعتداء يؤدي بضرب الصين في اقتصادها.
فكان فيروس كورونا.
قام هذا الفيروس بعدة ادوار مفيدة للفئة الحاكمة لأمريكا، إذ انه اصبح هو المتهم الأول في فشل الاقتصاد الامريكي، وهو الذي اغلق الصين عن اخرها لمدة ٣ اشهر وضرب اقتصادها ضربة قوية، واعطى امريكا الفرصة لقلب الموازين بأعلامها العالمي باتهام الصين بنشر هذا الفيروس والتلويح بطلب التعويضات لكل بلاد العالم للأضرار التي تسبب فيها هذا الفيروس. لكن الصين لم تعد نفس البلد المحافظ المتحكم في أعصابه والذي يفضل عدم الدخول في مواجهات. اصبحت الصين قوة عالمية لا يستهان بها، وعندما ايقنت انها الان في حرب فرضت عليها، فبدأت تستخدم اساليبها الأكثر ذكاء في الرد والدفاع عن نفسها أمام الهجمات الامريكية.
كانت الصين عندما أدركت ان لديها وباء سريع الانتشار قد قامت بإبلاغ منظمة الصحة العالمية به كما متفق عليه دولياً وذلك لاتخاذ الاحتياطات اللازمة بالتبليغ الدولي كي لا ينتشر الوباء في العالم. وقامت منظمة الصحة العالمية بالإبلاغ وطلبت من جميع الدول أخذ الاحتياطات اللازمة. ولذا عندما بدأ ترامب بتسمية هذا الفيروس بالفيروس الصيني او فيروس ووهان، أسرعت المنظمة العالمية بإطلاق اسم كوفيد ١٩ عليه كي لا يلتصق اسم الفيروس الصيني به كما حدث مع الانفلونزا الإسبانية والتي كانت قد بدأت في امريكا من الاصل. وهذا التصرف من ترامب لفت انتباه الصين الى نية اتهامها بنشر هذا الفيروس ولذا كانت مستعدة بخطة الرد على كل من دخل مع ترامب في هذه الخطة من اوروبا او استراليا وأوقفت الجميع. لكن امريكا مازالت تسلك نفس الطريق لانها لها هدف محدد من وراء ذلك وهو التصعيد في التوتر بينها وبين الصين وايضاً استراتيجية جديده لترامب يستخدمها في حملته الانتخابية.
اتهام الصين بانها هى العدو الأول لأمريكا وأنها تسعى لإسقاطه في الانتخابات القادمة هى استراتيجية تستخدم في الانتخابات الامريكية وكما راينا ذلك في انتخابات ٢٠١٦ عندما كانت روسيا هى العدو الأول وكيف استخدمت في محاولة محاربة ترامب. هذه المره ترامب نفسه يستخدم الصين على انها العدو الأول لأمريكا وأنها تريد فوز بايدن للتخلص من ترامب الذي يقف لها بالمرصاد.
منذ يومين أصدرت وكالة رويترز خبر عن تقرير صيني يحذر بكين من رد فعل عالمي ضد الصين يشبه في قوته ما حدث بالنسبة لميدان تيانامين في ١٩٨٩ اشارة ما حدث في ساحة تيانانمن في بكين التي كانت محتلة من قبل طلاب جامعيين صينيين طالبوا بالديمقراطية والإصلاح.
وإنها ستواجه موجة عداء متزايدة كالمتسببة في تفشي فيروس كورونا عالمياً. ويقول التقرير ان هذه الموجه بقيادة امريكا وقد تؤدي الى مواجهة عسكرية.
كانت منظمة الصحة العالمية قد افادت بان الصين كانت قد أبلغتها بانتشار الفيروس لديها وقامت بكل ما هو مطلوب منها كما تنص الاتفاقيات الدولية. ولكن امريكا تجاهلت ما اصدرته هذه المنظمة لإجلاء ساحة الصين لان امريكا لديها أجنده خاصه. ولكن عندما تمادت امريكا في هذا المنوال قامت منظمة الصحة العالمية بالتصريح بان امريكا لم تشارك المنظمة اي ادلة لديها تربط كورونا ومختبر صيني.
ويبدو ان ذلك أدي بترامب الى إيقاف مدفوعات امريكا للمنظمة فأصبح بيل جيتس هو اكبر ممول لهذه المنظمة الان
ولكن مازالت المنظمة تحذر من بقاء الفيروس معنا لوقت طويل وتطالب الجميع بالتعاون الدولي لإيجاد الطرق الممكنه لهزيمته. وفي سياق اخر كشفت وسائل إعلامية في هولاندا عن ان فيروس كورونا لا يهاجم الرئتين فقط بل ايضاً يهاجم الأمعاء حيث يتكاثر فيها. وبذلك فما قيل عن انه أسهل نزول كورونا الى الأمعاء لان احماض المعدة تقتله اتضح انه كلام غير صحيح.
وتتسابق البلاد المختلفة وشركات الدواء المختلفة لإيجاد المصل الواقي من كورونا وآخر اخبار ذلك السباق ان هناك شركة دواء صينية يبدو انها توصلت الى مصل يقي من الاصابة بكورونا وقد تم تجربته على الحيوانات وبدأت التجارب السريرية عليه في ابريل. ولو تمت بنجاح فالشركة المكتشفة له على قدرة ان تصنع ١٠٠ مليون مصل في مدة قصيره.
طبعاً لو تمكنت الصين من ايجاد المصل الواقي قبل امريكا ستتهم بانها هى التي صنعت الفيروس ولذا فلديها المصل من الأول. وكما هو الحال في كل اتهامات امريكا فهذا ايضاً يفتقر الى المنطق. ما دافع الصين في قتل أعداد مهولة من مواطنيها وتعمد خساراتها الاقتصادية التي منيت بها على مدار ثلاثة اشهر طالما لديها المصل؟ لماذا لم تقوم بتطعيم الجميع من الأول بدون الانتظار لخمسة اشهر وحتى انتشر في العالم كله وقتل ما يقرب لربع مليون شخص؟ لكن المنطق ليس من سمات السياسة الامريكية لانها تعودت على إمكانية إقناع المواطن الامريكي بأي شئ عن طريق الإعلام.
لو صح هذا المصل في وقاية البشر من كورونا فلا ندري ما ستقوم به جماعة الشر لاستكمال خطتها.
وفي سياق متصل مازال الغموض يلف مقتل عالم صيني يحمل الجنسية الامريكية اقترب من تحقيق نتائج مهمة عن كورونا
الباحث عثر عليه مقتولا بعدة طلقات نارية
وقد عثرت السلطات في ولاية بنسلفانيا الأميركية على جثة باحث طبي كان على وشك تحقيق اختراق علمي بارز بشأن فيروس كورونا الجديد.
وقال المسؤول الطبي لمقاطعة أوليغني، إن الباحث بكلية الطب في جامعة بيتسبيرغ، بينغ ليو، البالغ من العمر 37 عاما، عثر عليه مقتولا السبت داخل منزله في روس تاونشيب، شمالي بيتسبيرغ.
وأضاف أنه عثر على ليو ميتا جراء إصابته بجروح ناجمة عن طلقات نارية في الرأس والرقبة والجذع، وفق ما نقلت شبكة “إن بي سي” نيوز.
وبعد ساعة من العثور على جثة ليو، عثر على شخص آخر اسمه هاو غو (46 عاما) ميتا داخل سيارته على بعد أقل من ميل من منزل ليو.
وأفاد المحقق في شرطة روس تاونشيب بريان كوليب، لمحطة “إن بي سي” إن الرجلين كانا يعرفان بعضهما.
ويعتقد المحققون أن غو قتل ليو قبل أن يعود إلى سيارته حيث توفي متأثرا بإصابته لنفسه بجروح، فيما ذكرت شبكة “سي إن إن” إن غو انتحر بعدما أقدم على قتل ليو.
وأوضح كوليب أن السلطات مازالت تحقق في العلاقة بين الرجلين وحول احتمال وجود دافع للقتل.
وكان ليو، الذي حصل على شهادة دكتوراه في علوم الكمبيوتر من جامعة سنغافورة الوطنية، قد عمل كزميل ما بعد الدكتوراه في جامعة كارنيجي ميلون قبل أن يصبح باحثا مساعدا في كلية الطب بجامعة بيتسبيرغ.
وفي بيان، وصفت جامعة بيتسبرغ ليو بأنه “معلم ممتاز وباحث غزير شارك في تأليف أكثر من 30 بحثا، وتركز عمله على بيولوجيا النظم”.
وقالت الجامعة إن ليو “كان على وشك تحقيق نتائج مهمة للغاية تجاه فهم الآليات الخلوية التي تكمن وراء عدوى فيروس كورونا الجديد والأساس الخلوي للمضاعفات اللاحقة”.
وتعهدت الجامعة ببذل قصارى جهدها “لإكمال ما بدأه ليو في محاولة للإشادة بتميزه العلمي.
التعليقات متوقفه