بعد احتراق سيارتها.. مصري ينقذ سيدة ايطالية من الموت في إيطاليا

ايطاليا – نجاة ابو قورة 

رفعت بعض النماذج المشرفة علم بلادها يحلق في سماء العالم لما قدموه من مواقف انسانية وشجاعة يجب علي الجميع تقديرها في انقاذ حياة البعض من موت محقق دون النظر عن عرقه ولونه او ديانته او ما قد يصيبه جراء محاولته، معتقدا انه ما دام الهدف نبيل وانساني فيجب المحاولة والمغامرة والتضحية.

كانت قد مرت سنوات قدرت بخمسة عشر عاما، منذ وصوله الي ايطاليا قادما من احدي قري محافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، يشاهد عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي ما يصادفه البعض من كوارث تودي بحياة الكثير اوقاتا كثيرة، ولم يكن يعلم انها سوف تتحول الي حقيقة تصادفه امام عينة، فتدفعه شهامته محاولا انقاذ حياة سيدة من موت كاد ان يكون محققا.

والتقت “الجمهورية والعالم” بالشاب، علاء الدين سليمان ابراهيم، بمقر اقامته في ايطاليا، يروي لنا قصة انقاذه سيدة اشتعلت في سيارتها النار وهي بداخلها ليقفز مسرعا محاولا اخراجها، بينما لم يفكر فيما قد يحدث له اذا ما ساءت الأمور.

يقول علاء الدين، لم افكر في شئ  وقتها سوي ان يساعدني الله في انقاذ هذه الروح، بينما كنت استعد للصلاة سمعت فجأة صوت ارتطام احدي السيارات فأسرعت في الوصول اليها لأجدها تحترق وبها سيدة ايطالية، لأجد نفسي اندفع نحوها في محاولة لإخراجها وانقاذ حياتها، حيث انها كانت لحظات فارقة في حياتي، ولم افكر في زوجتي وأولادي قدر ما كان هدفي انقاذ السيدة واخراجها من السيارة المشتعلة قبل ان يصيبها مكروه.

وأضاف علاء الدين لـ “الجمهورية والعالم”، كانت لحظه فارقة بين الحياة والموت، ومحاولات مضنية لا أعرف كم مضي من الوقت حتي تمكنت بفضل الله من انقاذ تلك السيدة، ولم أصدق نفسي أنها خرجت للحياة مرة أخري، وقد ساعدني بعض المارة ممن تجمعوا حول الحادث لكنه كان توفيق من الله أن انقذها.

ووجه علاء الدين الشكر الي صديقه علي حرحش، لأنه قدمه الي رئيس جمعية لوتس بميلانو، سناء مغازي، والتي احتفت به وأسرته، مضيفا “كنت سعيدا وأنا ألمس هذه الحفاوة من بعض المصريين، ثم فوجئت بتواصلها مع السينداكو,Dottss paola  Garlaschlli sindaco  di voghera، والذي بدوره عرض عليها تكريمي لماقمت به من انقاذ روح انسان، وقام بتكريمي والمشاركة بحضور Daniele salerno “رئيس المقاطعة”، معبرا عن سعادته في حضور “الجمهورية والعالم” والتواجد المستمر ومشاركة المصريين مناسباتهم بشكل دائم.

من جانبها تقول الزوجة آلاء محمد، شعرت بالخوف علي زوجي وأنا أراه يحاول انقاذ تلك السيدة وسحبها من داخل سيارتها المشتعلة، فوقفت ادعو الله ان ينقذهما سويا، وردد اطفالي “عدي وسارة” بعض الآيات القرءانية، وبعدها نظرت في عيونهم الفخر والإعجاب بوالدهم علي ما قدمه في انقاذ انسان.

وعندما سألنا المصري الشجاع علاء الدين عن كيفية وصوله الي ايطاليا وما كان يحلم في تحقيقه، افاد بأن شقيقه سبقه في السفر الي ايطاليا منذ اكثر من 25 عاما، وكان حافزا له في السفر والإقامة في هذه المدينة الصغيرة التي تبعد عن ميلانو بأكثر من 70 كيلو، مضيفا “اهلها لاينظرون الي الأجانب نظرة عنصرية، وسمات الطيبة فيهم تذكرني بطيبة أهل قريتي، فأنا أعمل في بيتساريا في المساء صاحبها ايطالي ولم أجد منه اي سلوك يدل علي تعصبه، وفترة الصباح أعمل ساعتين كحارس لأحد الأبنية، ولم يعاملني أحد من السكان كمغترب.

أما عن بناء أسرة واستقراره أشار الي انه لم يفكر بالزواج من ايطالية رغم تواجده لأكثر من 15 عاما والتعرف علي تقاليدهم، بينما كان الهدف في الزواج من مصرية اقرب اليه تفهما ودينيا حتي تتقارب وجهة النظر وتكون لغة الحوار مشتركة، ليوفقني الله بزوجة تحمل عني الكثير من الأعباء ورزقت منها بعدي 10 سنوات في الصف الرابع الأبتدائي وسارة 5 سنوات.