عبدالله منتصر
أثبتت التجارب علي مر العصور ان العزيمة والإرادة تصنع المعجزات وتتلاشي أمامها كل مقدرات الحياة، فيصبح الحلم بعيدا امام فئة من الناس كانت اتاحت لهم الحياة كل السبل الممكنة، بينما يصبح نفس الحلم قريبا أمام فئة يراها الكثير تعجز عن الإهتمام بأمور انفسهم، فيثبتوا للعالم أجمع دونية نظرتنا اليهم ومدي قوتهم في ارادتهم التي استطاعت تحقيق ما لم نحن نستطيع نحن تحقيقه او حتي الإقتراب منه.
كانت القصة بدأت ولا زالت تسرد واقعا حقيقيا يدفعنا الي الأمام عندما نري طالبا بريطانيا علي الرغم من اصابته بـ”التوحد” يستطيع التغلب علي اقرانه من الطلاب ليحصل علي مكان لدراسة الطب في الجامعة، فيسجل أعلي آداء ضمن طيف التوحد، حيث يكون حاصل الذكاء نحو 70% او أكثر.
هذا ويبلغ من العمر 18 عاما ويدعي هارفي سميث، وقد تم تشخيصه بـ “اضطراب طيف التوحد” وذلك قبل العامين، لتبدأ القصة بمزاح من صديق له ان حلمه في ان يصبح طبيبا ليس بالمتناول، بينما كان الطالب الموهوب يتابع عملا دراميا امريكيا قصته تشير الي جراح مصاب بالتوحد ومتلازمة الموهوب “ذا غوود دكتور”.
من جانبه يقول الشاب الذي يعيش مع والديه في “تشيلمسفورد اسيكس” كان أصدقائي يمزحون معي فقط ولكن في ذلك الوقت أخذت الأمر علي محمل الجد، مضيفا ان الالتحاق بكلية الطب أمر صعب للغاية لأي شخص، ولكن بصفتي مصاباً بالتوحد ومن خلفية فرص منخفضة في مدرسة تتلقى دعما من السلطات المحلية، وقد فكرت في ما هو احتمال أن أكون ضمن أعلي 10% ليتم قبولي.
كما ان شخصية الطبيب الخيالية في المسلسل التلفزيوني، حسبما نشرت “البيان” أعطته سببا للتغلب علي الصعاب، ولا سيما أن ذاكرته الفوتوغرافية قوية مثله، اضافة الي انه يحب التعرف إلي جسم الإنسان وكيف يتم اختراق أنظمته ثم إصلاحها.
الجدير بالذكر ان الطبيب الطموح الذي شارك قصته في اليوم العالمي للتوعية بالتوحد واحد من ثلاثة طلاب في مدرسة “غريت بادو الثانوية” والذين تقدموا لدراسة الطب، وكان عليه اجتياز اختبار القبول ولم يكن لدي أساتذته ومدرسته الخبرة، لكنهم قدموا له الكثير من الدعم العاطفي والمساعدة.
كما يذكر أنه كافح في الشهادة الثانوية العامة ولم يكن يعلم أنه مصاب بالتوحد وقتها، قائلا “لا يفهم الناس الطريقة التي أتصرف بها وهذا يمكن أن يؤثر في علاقاتي معهم”، ولذلك لم يكن واثقاً بطلب المساعدة من المعلمين ولم يكلف نفسه عناء المحاولة.
وجاء الدعم من مشروع زيرو غرافيتي للانتقال الاجتماعي، والذي جمعه مع طالب في السنة الخامسة في كلية الطب في جامعة سانت جورج بلندن وانخرطا مع طلاب طب آخرين في مجتمع المنصة فتحسنت قدرات تواصله وثقته، وأتت جهود هارفي ثمارها فأحرز درجات عالية في امتحان يوكات في أغسطس الماضي وتلقي عرضا لدراسة الطب في جامعة إيست أنجليا ما يقربه من هدفه أن يكون جراحا.
التعليقات متوقفه