القنصل السنغالي في ميلانو لـ”الجمهورية والعالم”: افريقيا تملك سلة غذاء العالم وعلينا ان ندافع عن هويتنا بكل الطرق
أهم تصريحات القنصل السنغالي خلال حواره مع “الجمهورية والعالم” في ميلانو
- السنغال دولة علمانية بالرغم من ارتفاع نسبة المسلمين الي 97%
- يجب التوسع في زراعة القمح حتي نستطيع سد فجوة الأمن الغذائي
- لن ننسي دور مصر في حل النزاع بين موريتانيا والسنغال في عهد مبارك
- افريقيا تملك سلة غذاء العالم وعلينا ان ندافع عن هويتنا بكل الطرق
- من المؤسف ما يحدث بين الأشقاء في السودان من أجل السلطة
- من اهم الصادرات المصرية للسوق السنغالي الأدوية والأسمنت والأسماك
- اغتيال القذافي بسبب طرح فكرة انشاء الولايات المتحدة الإفريقية لإقامة تكامل اقتصادي
ميلانو – نجاة ابو قورة
ترجمة – سارة عبد الجواد
عبر القنصل العام للسنغال في ميلانو، Mamadou Lamine Diouf ، عن رؤية بلاده في الأحداث الجارية، من خلال نافذة “الجمهورية والعالم” في ميلانو، مشيرا الي عمق العلاقة بين مصر والسنغال منذ الستينات ومدي ترابط الدولتين علي مر الأعوام والتوافق في الرؤي، حيث تم القاء الضوء علي مشاكل القارة السمراء.
كانتDott. Ssa Yacine Soumarae Ndao “المستشار القانوني لسفارة السنغال في ميلانو” قد رحبت باللقاء الصحفي المصري من خلال بوابة “الجمهورية والعالم” معبرة عن مدي الترابط الوثيق بين الدولتين وترحاب القنصل العام بهذا اللقاء.
هذا وتعد مصر هي الدولة الثانية التي اعترفت باستقلال السنغال عام 1960 بعد فرنسا، حيث قام الرئيس جمال عبد الناصر وقتها بمساندة حركات التحرر والإستقلال من الإستعمار الغربي، فنشأت صداقة قوية بين عبدالناصر والرئيس الشاعر ليوبولد سنغور “أول رئيس للسنغال بعد الاستقلال عن فرنسا” وامتدت فترة رئاسته 20 عاما، قبل ان يتنازل في 1980 عن الحكم للرئيس عبده ضيوف من ١٩٨١ حتي ٢٠٠٠.
يقول القنصل السنغالي لـ “الجمهورية والعالم” ان السنغال من دول غرب افريقيا التي يتم فيها الإنتقال الي السلطة سلميا من خلال صناديق الإقتراع وليس عسكريا، مشيرا الي ان مدة الرئاسة كانت 7 سنوات قبل ان يتم تخفيضها الي 5 سنوات وأن الحكم فيها رئاسي.
وأضاف Mamadou Lamine Diouf ، علي الرغم ان ٩٧% من السكان مسلمين وشديد التعلق بالطرق الصوفية التي وصلت من المغرب العربي منذ قرنين، الا ان الدستور نص علي أن السنغال دولة علمانية، وتقوم علي مبدأ التسامح الديني وتوافق بين الديانات والأعراق، فلا يوجد تمييز بين المسلم والمسيحي فكلنا بشر.
وتابع، الرئيس ليوبولد سنغور كان مسيحيا كاثوليكيا وزوجته فرنسية، وكذلك الرئيس عبده ضيوف والذي نشأ في أسرة مسلمة الا أنه تزوج من فرنسية، ثم انتقلت السلطة الي الرئيس الثالث عبدالله واد، والذي اتي عن طريق انتخابات وتنافس شريف واستمرت فتره رئاسته من ٢٠٠٠ الي ٢٠١٢.
كما نوه الي ان السنغال لم تعرف انقلابا عسكريا، حيث يتم الانتقال للسلطة بأسلوب ديمقراطي، وأنها تتبع القانون الفرنسي وان اللغة الرسمية في الدواوين الحكومية هي الفرنسية والتي يتحدث بها اكثر من ٥٠% من الشعب السنغالي، هذا الى جانب بعض اللغات العرقية مثل الوولوف كلغة معترف بها يتحدث بها في مناطق جنوب غرب السنغال وايضا الديكاريتيه والتى يتحدث بها فى العاصمة دكار ومعترف بها أيضا.
ويري Mamadou Lamine Diouf ، ان الصراعات العرقية في بعض المناطق في القارة الإفريقية التي غذتها سياسة الدول الاستعمارية تحدث لنهب الثروات الطبيعية فيها وبقاءها في دائرة التخلف حتي لاتنهض، وبالتالي تغذية النزاعات العرقية في القارة السمراء والذي يؤدي الي الصدام والمواجهات العسكرية، مشددا علي انه لابد من استئصال بذور الخلاف فيما بيننا، مشيرا الي ان افريقيا هي مستقبل العالم لما تتمتع به من موارد طبيعية “اراضي شاسعة تصلح للزراعة، البترول، الذهب” وانه يجب التوسع في زراعة القمح حتي نستطيع سد فجوة الأمن الغذائي.
وعن علاقة مصر بالسنغال يقول، ربما مرت فتره بعدت فيها مصر عن عمقها الجغرافي الإفريقي الا انها كان لها دور في حل النزاع بين موريتانيا والسنغال في عهد الرئيس مبارك بينما لم تشهد طفرة في النشاط الاقتصادي بين البلدين، ونحن نري تحولا من عوده مصر بقوة الي عمقها الإفريقي، حيث أصبحت تتحدث بلسانها وتدافع عن حقوق القارة السمراء في كل المحافل الدولية.
وعلي صعيد الزيارات المتبادلة بين الرئيس المصري والسنغالي، فقد حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي علي حضور المؤتمر الذي عقد في دكار العاصمة ٢٠١٩، وذلك لبحث السلم والأمن في القارة لمحاربة الفكر المتطرف، ودور الأزهر في نشر الوسطية الإسلامية في القارة وزيادة عدد بعثاتها وكذلك زيادة عدد الطلاب السنغاليين للدراسة في الأزهر، مما يؤكد توافق الرؤي بين البلدين في كافه القضايا الدولية والإقليمية، مشيرا الي زيارة الرئيس السنغالي لمصر وحضوره مؤتمر أسوان ٢٠٢٢، الذي طرح فكرة التنمية المستدامة كطريق للتنمية في القارة وطرح المشاكل التي تواجه القارة السمراء.
وشدد علي انه يجب علينا ان نتوحد وتكون لنا رؤي مشتركة من خلال منظمة الوحدة الافريقية، وان نتصدي لكل الخلافات فيما بيننا وان نحافظ علي مواردنا الطبعية، مؤكدا اننا نمتلك الأيدي العاملة والذكاء والموراد الطبيعية، وانه يجب علينا ان ندافع عن هويتنا الإفريقية بكل الطرق ومحاربة الإحتلال الذي يهدف الي نهب واستغلال مواردنا الطبعية.
وعن الهجرة الغير شرعية والإتجاه نحو الشمال نتيجة الحروب والتسحر الذي قضي علي كثير من الأراض الزراعية، قال القنصل العام للسنغال بأن افريقيا ليست فقيرة فهي تملك سلة غذاء العالم، وذكر عدد المواطنين السنغال في ايطاليا، موضحا انهم حوالي ١٦٠ الف منهم ما يقرب من ٥٠ الفا بشكل قانوني في شمال ايطاليا ويعملون بطريقة قانونية.
وأشار الي كلمة الرئيس السنغالي ماكي سال، خلال زيارته لمصر ٢٠٢٢ اثناء قمه المناخ فى شرم الشيخ، والذي تحدث فيها عن افريقيا التي تدفع الثمن نتيجة لتغير المناخ بفعل الدول الصناعية الكبري وانبعاثات الغاز الحراري، مما أدي الي التسحر وكثرة الفياضانات في افريقيا، كما ان قيمة مليار دولار التي تقدمها الدول الغنية للقارة السمراء للقضاء علي ظاهرة التسحر للإهتمام بمشروعات تحسين التربه الزراعيه لتوائم تغير المناخ وبالتالى للحد من الهجرة الغير شرعية ليست كافية، فإذا كان الشمال يبحث عن حل لمشكلات التغيرات العنيفة في المناخ عليه الوفاء بمسؤليته تجاه افريقيا المنكوبة بالجفاف، وبالتالي عليه الإتجاه نحو الجنوب بمشروعات تنموية.
وعن الحرب في السودان يقول Mamadou Lamine Diouf بأنه من المؤسف ان يتصارع الشقيقان من أجل السلطة وتراق دماء شعبها، متسائلا من يدفع ثمن هذا التصارع بقوة السلاح غير الشعوب.
ونوه القنصل الي ظاهرة الهجرة الغير شرعية لن تختفي، بينما علينا ان نحد منها بترابط الدول الافر يقية فيما بينها، وان تفتح الحدود للشباب لتبادل الخبرات العلمية والاستفادة من دولة كمصر التي تشهد طفرة في مجال البنية التحتية وبناء المدن الجديدة، مما نري تحسن الوضع في مجال الطرق والكباري، مشيرا الي ان هناك اكثر من ٩ شركات مصريه تستثمر في السنغال في مجالات مختلفة، منها تحسين البنية التحتية والزراعة، التي تعد اهم نشاط اقتصادي في السنغال “القمح – السمسم” حيث وصل حجم التبادل التجارى بين البلدين ٦٨ مليون دولار، ومن اهم الصادرات المصرية للسوق السنغالي “الادوية ، الاسمنت ، الملابس الجاهزة ، الموبيليا” اضافة الي الأسماك ويعتبر من اهم الواردات المصرية.
كما اعاد القنصل العام للسنغال في ميلانو، ذاكرة التاريخ حينما قام الرئيس الليبي معمر القذافي بطرح فكرة الولايات المتحدة الافريقية، لإقامة تكامل اقتصادي فيما بينها، يخدم شعوبها، مما كان سببا في اغتياله من قبل الدول الإستعمارية لأنه سيقف في طريق طموحها لنهب ثروات القارة السمراء.
وفي نهاية اللقاء اكد بأن شعار جمهورية السنغال “شعب واحد – هدف واحد – إيمان واحد”.
الجدير بالذكر ان Mamadou Lamine Diouf “القنصل العام للسنغال في ميلانو” قد تسلم العمل في يوليو 2022.
التعليقات متوقفه