القاصّة فاديا عيسى قراجة لـ«الجمهورية والعالم»: “أضع الرجل والمرأة تحت مجهر كتاباتي، كلاهما ظالم ومظلوم، وكلاهما يلهمان الجمال”
أجري الحوار – خالد محمود
فاديا عيسى قراجه، كاتبة سورية مبدعة تنشط في مجال الكتابة القصصية والروائية. تتمتع بموهبة فذّة في صياغة الحكايات وتحاكي ببراعة تجارب الحياة وتحدياتها في كتاباتها. تجسد كلماتها روحًا فنية مميزة وعميقة، تأخذ القارئ في رحلات سردية ملهمة.
بدأت فاديا الكتابة منذ صغرها، حيث استكشفت عالم القصص والخيال في سن مبكرة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الكتابة جزءًا من هويتها ووسيلة للتعبير عن آرائها ومشاعرها. تجسدت شغفها بالقصص في تجاربها الأولى حين كانت تُنشر قصصها القصيرة في صفحة أدبية محببة إليها.
تُعد فاديا من المدافعات عن حقوق المرأة، حيث تتناول قضايا المجتمع من خلال عدسة نقدية تعبر عن الظلم والمظلومية التي تواجهها النساء والرجال على حدّ سواء. تعمل على تسليط الضوء على تحديات المرأة والمجتمع بأسلوب يجمع بين الواقعية والإبداع، وتعمل على إيصال رسالتها من خلال أعمالها الأدبية.
تتمتع فاديا بقدرة فائقة على تحليل النفس البشرية واستكشاف العلاقات الإنسانية، مما يجعل من كتاباتها تجربة فنية وثقافية قيّمة للقراء. تمزج بين الواقع والخيال في رواياتها، وتقدم قصصًا تجذب القراء من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية.
باختصار، فاديا عيسى قراجه هي كاتبة تجمع بين الجمال الأدبي والرؤية الثاقبة، تسعى لإيصال رسالتها بأسلوب فريد ومؤثر، وتترك بصمتها في عالم الأدب بقصصها الملهمة والمؤثرة.
من خلال حوارها مع الجمهورية والعالم، أثبتت فاديا مكانتها كأحد الكتاب المميزين في عالم الأدب، وأكدت جدارتها في أن تكون صوتًا مؤثرًا يحمل رسالة الأدب والمعاناة الإنسانية.وكان لنا معها هذا الحوار:
ما الذي دفعك للانخراط في مجال الكتابة القصصية ؟ وما هو أول قصة قمت بنشرها ؟
– هذا السؤال ربما لا يكفيه ألف جواب وقد لا أجيد الاجابة عليه، وقد لا أقنع القارئ
الكتابة تأتي في زمن لا نهتم بتأريخه.. كل ما اعرفه أنني بدأت الكتابة في سن مبكر وبالتحديد في المرحلة الابتدائية وكنت أشعر بفرح كبير كلما أنجزت قصة عن الأرانب والغزلان والذئاب، وكبر الهدف القصصي شيئاً فشيئاً, حتى تورطت بهذا العالم الجميل, وهذه أجمل ورطة أعيشها حتى اللحظة .. أما عن اول قصة نُشرت لي فهي بعنوان / ورقة/ في صفحة هواة أعتز يها وكان لشاعرنا الجميل غسان لافي طعمة محرر الصفحة، الأثر الجميل والمشجع لكل من يكتب في هذه الصفحة، وخرج من الصفحة أسماء مهمة نهتز بها وعلى رأسهم الشاعرة الصديقة المقيمة في مصر قمر صبري الجاسم .
مجتمعنا يشهد العديد من التحديات التي تواجه المرأة. هل تعتبرين نفسك مدافعة عن حقوق المرأة؟ وكيف تحاولين إيصال هذه الرسالة من خلال كتاباتك؟
– إن أردت الحقيقة هو يشكل تحدياً للمرأة والرجل على حدّ سواء وخصوصاً خلال زحمة السوشيال ميديا وتكريمات الفيسبوك الوهمية، والصفحات التي تصنع مبدعاً في عشرة ايام، كل هذه العوامل جعلت من المبدع مثل القابض على الجمر, فمن اين للمبدع العربي ان يحصل على مقومات الاستمرارية والاحتفاء والانتشار, وكل ذلك تتحكم به شللية واقعية وافتراضية .
اما عن الشق الثاني من السؤال أكمل ما قلته أنني أضع الرجل والمرأة تحت مجهر كتاباتي, فكلاهما ظالم ومظلوم, وكلاهما تقوم الحياة عليه وكلاهما يخلقان الجمال, فكما لاحظت في قصصي انني احمّل الرجل كما أحمّل المرأة سبب الخلل في العلاقة بينهما وأتمنى ان تعود إلى قصة الغرق في قارورة رجل كيف أن المرأة تبيح جسدها لمتسول دون ان تعيش جمال التجربة وتفهم موسيقا الجسد في تلك اللحظة.
من بين المجموعات القصص التي قمت بنشرها. بناءً على تجارب شخصية أو وقائع حقيقية؟ ما هي اكثر تحديات كتابة القصص القصيرة بالنسية لك وكيف تتغلبين عليها؟
– هي خليط بين قناعات أحولها لقصص بعد عملية تدوير دقيقة، وبين واقع يحدث امامي او أسمع به.. يجب الا نكرر تجاربنا الشخصية في كتاباتنا /حسب قناعتي/ كيلا تترهل تجربتنا بسبب داء النرجسية, أو الجهل بمتطلبات القصة التي تفرض شروطها القاسية وهيمنتها التي لا ينازعها عليها شيء ..
تحديات كتابة القصة بالنسبة لأي مبدع تتجلى بالرقيب الاجتماعي والسياسي.. بعض الكتّاب يحتال على الرقيب .. مثل تجسيد الواقع على لسان الحيوانات مثلما أبدع ابن المقفع والبعض يضرب عرض الحائط بالرقيب التعس الذي وفي أغلب الحالات لا يقرأ.. ربما انا من النوع الثاني وهذا ما يقلل من رصيد ابداعي في وطني..
قصصك غالباً ما تشتهر بالتركيز على التفاصيل والجمال. ما هو الجانب الذي تحبينه في كتابة هذا النوع من القصص ؟
– شكراً على هذه الملاحظة الجميلة، واتمنى ان يكون لقصصي هذا الصدى .. كل منا عندما يمسك كتاباً تجذبه الكلمة الأولى. . فإما ان يترك الكتاب بعد أول سطر فيه, او يلتهمه دفعة واحدة والسبب هو الجمال .. فجمال الكتابة امر لا يستقيم لكل من قال أنه كاتب.. والتركيز على التفصيل يعطي بعداً آخر للكتابة ولا اقول الإغراق في التفاصيل.. فهذه خلطة سحرية لا تأتي إلا بتنوع القراءة الأدبية، والموهبة والايمان بها .. فالقراءة هي ضخ دماء جديدة في عروق كتاباتنا وموهبتنا.
حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات عن كتاباتك هل يمكنك مشاركة أحد اللحظات المميزة التي شعرت بها بالفخر بما حققته ؟
– شكراُ على هذا السؤال ،أريد أن أقول شيئاً جميلاً .. ان أول من يطلع على نصوصي هي أمي التي لا تقرأ ولا تكتب, ولكنها تشعر وتحس وتصوّب .. وهي تصر أن أقرأ لها نصوصي, في كل نجاح وتكريم حصلت عليه, او اختطفنه كانت امي هي من تحتضنني . فهل هناك اجمل من هذه الصديقة الصدوقة التي تشاركني اجمل اللحظات وتقف معي في احلك الأوقات .
كنت حائزة على جائزة اتحاد الكتاب فرع حمص لعامين متتاليين . كيف يؤثر التكريم والتقدير على الهامك وتحفيزك للمضي قدماً في الكتابة ؟
– أي نجاح او تكريم هو اعتراف الآخر بمنجزك, وبالتالي هو فرصة ذهبية كي تتطور, ولا تقف عند أي نجاح ..ففي كل جائزة هناك مسؤولية تتعاظم, وهناك خوف وترقب .. فالجوائز لها من السلبيات كما الايجابيات .. علبنا أن نضع ذلك نصب أعيننا.
هل هناك موضوعات معينة تجذبك وتشعرين بأنك تودين استكشافها بشكل مستمر في كتاباتك ؟
– الكاتب يجب ان يكتب كل الأنماط ويقتفي كل المدارس.. فمن يمتلك الثقافة والموهبة والحضور يجب ألا يتوقف عن التجريب هذا بالنسبة للتقنية, اما اللغة فربما تجذبني اللغة التراثية بعد تعشيقها بلغة العصر .. والمواضيع كما تعرف وكما قرات بأنني احتفي بلغة الجسد وبالعلاقة المشوهة بين الرجل والمرأة, لا أقول تجذبني بقدر ما هي رسالتي في قول كل ما هو مسكوت عنه في أجمل مخلوقين عليهما إعادة ترتيب بيتهم الداخلي وليس التركيز فقط على الخارجي أعني المظاهر الكاذبة في حياة كل منهم .
ككاتبة تعملين على تحقيق التغيير الايجابي من خلال قصصك. ما هو النوع من الردود التي تتلقينها من قراءك؟
– كل منا يشعل شمعة ويمضي.. لا أدري إن كنت قد صنعت الفارق الذي يحلم به كل مبدع.. ربما لأنني أكتب دون مراعاة لأي رقيب, مما يجعلني تحت مجهر الانتقادات والهجوم وهذا على فكرة يسعدني جداّ لأنني أعتبر بان رسالتي وصلت, فكلما خلخلت ثوب المجتمع, وانتقدت ثوابت وضعية لها النتائج السلبية على المرأة او الرجل, أو أحدثت ضجة بكتاباتك [أقصد تلك الضجة التي تحرك ركود المجتمع ] يجب ان تعرف ان السهم أصاب الهدف, وهذا غاية ما . يتمناه أي مبدع.
ما هو المشروع القادم الذي تعملين عليه؟
– لديّ مخطوط رواية ومجموعة قصصية جاهزة للطباعة.
هل هناك تحديات محددة تواجهينها في مشروعك القادم؟
– بالطبع التحدي الأول و الأخير الوضع الاقتصادي الذي يوقف المشاريع الأدبية وغيرها في سوريا, إضافة إلى الرقيب بكافة أنواعه .
كاتبة قصصية ولدت في سوريا مدينة حمص، أصدرت خمس مجموعات قصصية : مساحة للحياة دار المعارف حمص 1996 رغبات بيضاء مطبعة اليمامة 2003 زقورة مريم دار العوام دمشق القصة الأخيرة دار الشمالي 2010 أهل المغارة الجزائر. 2016 جائزة اتحاد الكتاب فرع حمص لعامين متتاليين 2000- 2003 تنويه مسابقة عبد الباسط الصوفي حمص 2005جائزة المزرعة سوريا 2006 جائزة وزارة الداخلية سوريا 2010 .
كما طبعت رواية مرج الزهور في مصر.
الدكتورة عايدة الجوهري لـ«الجمهورية والعالم»: نوال السعداوي عززت فيّ روح التمرد
الجمهورية والعالم تحاور الشاعرة اللبنانية وفاء أخضر
” جريدة الجمهورية والعالم ” تحاور الشاعرة والاديبة اللبنانية نسرين بلوط
الجمهورية والعالم تحاور المخرجة الكويتية فرح الهاشم
الجمهورية والعالم تلتقي بفنانة الكاريكاتير الكويتية سارة النومس
الجمهورية والعالم تحاور الشاعر الجزائري علاء الدين قسول
خاص ..الجمهورية والعالم تحاور الفنان التشكيلى جمال مليكة
الجمهورية والعالم تحاور القنصل السنغالي في ميلانو
[…] اقر أ أيضا: القاصّة فاديا عيسى قراجة لـ«الجمهورية والعالم»: “أض… […]