انقلاب عسكري في الجابون: استيلاء ضباط كبار على السلطة وإعلان قيد الإقامة الجبرية للرئيس بونجو
المواطنون في الجابون يخرجون لدعم الجيش بعد الانقلاب وعزل الرئيس علي بونجو. "فيديو"
ليبرفيل (الجابون) ، 30 أغسطس 2023 – لم يتم بعد حل الأزمة الأفريقية المرتبطة بالانقلاب في النيجر ، حيث تنفتح جبهة أخرى من عدم الاستقرار في القارة. هذه المرة في الغابون الصغيرة.
انقلاب في الجابون: في البلد الأفريقي الذي يزيد عدد سكانه قليلا عن مليوني نسمة ، أعلن عشرات الجنود ورجال الشرطة إلغاء الانتخابات وحل “جميع مؤسسات الجمهورية” و “نهاية النظام”.
وجاء إعلان الانقلاب بعد وقت قصير من نشر النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم السبت، والتي شهدت فوز الرئيس الحالي علي بونجو أونديمبا، الذي يتولى السلطة لمدة 14 عاما، بولاية ثالثة بنسبة 64.27٪ من الأصوات.
وفي الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء، أعلن عدد من كبار الضباط في الجيش الجابوني عن استيلائهم على السلطة خلال ظهورهم على التلفزيون الرسمي. أعلن هؤلاء الضباط إلغاء الانتخابات وحل المؤسسات، وأغلقوا الحدود حتى إشعار آخر. تزامن ذلك مع تقارير عن إطلاق نار من أسلحة أوتوماتيكية في عاصمة البلاد ليبرفيل.
كما أفاد الانقلابيون أنهم قاموا بوضع الرئيس علي بونجو تحت “الإقامة الجبرية”، حيث تم احتجازه برفقة عائلته وأطبائه. كما تم اعتقال أحد أبنائه بتهمة “الخيانة العظمى”، وأيضًا تم اعتقال عدد من الوزراء وذلك وفقًا لما أعلنه الضباط العسكريون الذين نفذوا الانقلاب.
في بيان تلاه عسكريون على التلفزيون الرسمي، أكدوا أنهم يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع في البلاد. وذكروا أن تحركهم جاء نتيجة لـ”حوكمة غير مسؤولة” أدت إلى تفاقم الوضع الاجتماعي وتدهور الأوضاع. أشاروا إلى أن قرارهم بالانقلاب جاء بهدف الدفاع عن السلم من خلال إنهاء النظام القائم.
في سياق متصل، خرج المئات إلى شوارع العاصمة ليبرفيل احتفالًا بإعلان الانقلاب والإطاحة بالحكومة.
هذا وقد كشفت مجموعة من كبار ضباط الجيش عبر التلفزيون الرسمي عن مصير الرئيس علي بونجو، بعد وقت قصير من إعلانه فوزه في انتخابات لولاية ثالثة.
وأفاد الانقلابيون بأن الرئيس علي بونجو قيد الإقامة الجبرية، محاطًا بعائلته وأطبائه، وهذا وفقًا للعسكريين الذين نفذوا الانقلاب في الصباح.
تجدر الإشارة إلى أن الأحداث الأخيرة في الجابون جاءت بعد إعادة انتخاب الرئيس علي بونجو، الذي يشغل منصب رئيس البلاد منذ 14 عامًا، لولاية ثالثة. حصل بونجو على نسبة 64.27٪ من الأصوات، وفقًا للإعلان الذي قدمته الهيئة الوطنية المكلفة بالانتخابات. فاز بونجو على منافسه الرئيسي ألبير أوندو أوسا الذي حصل على 30.77٪ من الأصوات. شارك في الانتخابات أيضًا 12 مرشحًا آخرين حصلوا على نسب صغيرة من الأصوات.
أثارت هذه الانتخابات التوتر في الجابون، وظهرت مخاوف من اندلاع اضطرابات بعد العملية الانتخابية التي شملت الرئاسة والبرلمان والتشريعية. حاول بونجو من خلال هذه الانتخابات تمديد السيطرة على السلطة التي استمرت لعائلته لأكثر من 56 عامًا. في الوقت نفسه، شددت المعارضة على ضرورة التغيير في البلاد، التي تعد من الدول الفقيرة والغنية بالنفط والكاكاو.
تزايدت المخاوف بسبب غياب المراقبين الدوليين خلال العملية الانتخابية، وتعليق بث بعض وسائل الإعلام الأجنبية، إضافة إلى قرار السلطات بقطع خدمة الإنترنت وفرض حظر ليلي للتجوال في جميع أنحاء البلاد بعد الانتخابات. هذا أثار شكوكًا بشأن شفافية العملية الانتخابية.
يُذكر أن الجابون شهد محاولة انقلاب عسكري في يناير 2019، عندما استولى جنود لفترة قصيرة على محطة إذاعية وبثوا رسالة تشكك في صحة قدرة بونجو على القيام بواجبه الرئاسي بعد تعرضه لجلطة دماغية قبل ذلك بأشهر. تمت تدارك الوضع في وقت لاحق بعد مقتل اثنين من المشتبه بهم في التورط في محاولة الانقلاب واعتقال آخرين.
اقرأ أيضا:
التعليقات متوقفه