بريجيت محمد
تعتبر قناة السويس من أبرز الشرايين البحرية في العالم، حيث تمثل رابطاً حيوياً يصل بين الشرق والغرب، وتسهم بشكل كبير في تسهيل حركة التجارة العالمية. ومع تزايد التهديدات التي تواجه حركة الملاحة في المنطقة، لا يمكن إغفال الأثر البالغ لهذه التهديدات على استقرارية قناة السويس وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد المصري والعالمي.
وفقاً لمذكرة بحثية صادرة عن وكالة “بلومبيرغ إنتليجنس”، فإن القناة شهدت انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 44% في إيراداتها خلال شهر يناير الماضي، وذلك بسبب تغيير مسار السفن التجارية العالمية لتفادي التهديدات التي تشهدها المنطقة، مما أثر بشكل كبير على حركة الملاحة والتجارة في المنطقة.
تقدم جريدة “الجمهورية والعالم” في تقرير لها الأثر البالغ لهذه التهديدات على حركة الملاحة في المنطقة، واهمية قناة السويس الاستراتيجية في التجارة العالمية.
تعد قناة السويس من أبرز العناقيد البحرية الحيوية في العالم، حيث تربط بين الشرق والغرب، وتجمع بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا. تشكل هذه القناة المائية الرابط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، مما يعزز القدرة التجارية من وإلى المحيط الهندي.
تم افتتاح قناة السويس في عام 1869، ومنذ ذلك الحين، أصبحت واحدة من أهم المراكز المائية في العالم. تُعتبر بوابةً مهمة تربط مياه أوروبا ببحر العرب والمحيط الهندي ودول حوض آسيا والمحيط الهادئ.
بفضل موقعها الاستراتيجي، تعتبر قناة السويس طريقًا مهمًا لنقل البضائع والمواد الأساسية والسلع الاستهلاكية والمنتجات بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.
لا يوجد بديل لقناة السويس في المنطقة، حيث يقع الشريط الرقيق من الأرض المصرية في مكانه، مما يجعله الوحيد القادر على دعم ممر مائي اصطناعي بهذا الحجم.
اليوم، تقطع السفن المسافة من إيطاليا إلى الهند – وبالعكس – بحوالي 4400 ميلا بحريًا. وبسرعة 20 عقدة، يستغرق الطريق حوالي 9 أيام، مما يعد فترةً أقصر بكثير من الطرق البديلة المتاحة.
تُنقل حوالي 80٪ من التجارة العالمية عبر البحر، وتمر حوالي 12٪ من حجم حركة المرور البحرية العالمية عبر قناة السويس.
وبما أن القناة تعتبر مركزًا رئيسيًا لنقل الطاقة والمواد الخام والسلع الاستهلاكية والمنتجات، فإنها تلعب دورًا حيويًا في استقرار التجارة الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قناة السويس تعد مركزًا إقليميًا رئيسيًا لنقل النفط والمواد الهيدروكربونية الأخرى، حيث يتم نقل حوالي 7-10٪ من النفط العالمي و 8٪ من الغاز الطبيعي المسال عبر هذا الممر المائي.
تعتبر دول آسيا وأوروبا من أكثر الدول تضررًا في حالة انقطاع حركة المرور عبر قناة السويس. ومع ذلك، فإن عواقب أي انقطاع في حركة المرور بهذا النطاق ستكون ملموسة على مستوى العالم بأسره.
بالتالي، فإن الحفاظ على استمرارية حركة المرور عبر قناة السويس يعد أمرًا بالغ الأهمية لاستقرار التجارة العالمية والاقتصاد العالمي بشكل عام يمثل وجود قناة السويس تطورًا حضاريًا هامًا في مجال النقل البحري العالمي، وتعتبر من البنى التحتية الأساسية التي تدعم التجارة العالمية وتسهم في ازدهار الاقتصادات العالمية.
التعليقات متوقفه