السعودية تعيد توجيه استثماراتها: التركيز على مشاريع داخلية كبرى وتخفيف الاعتماد على النفط

1٬088

كتبت – بريجيت محمد

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يغيّر استراتيجيته: من الاستثمار الخارجي إلى تعزيز الاقتصاد الداخلي

تحوّل جديد في استراتيجيات الصندوق

بدأت المملكة العربية السعودية في إعادة توجيه صندوق الاستثمارات العامة (PIF) نحو استثمارات ضخمة خارجية تهدف إلى تعزيز صورة المملكة على الساحة العالمية، بالإضافة إلى تحقيق عوائد اقتصادية طويلة الأمد. هذا التوجه الجديد يتزامن مع رؤية المملكة لعام 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ولي العهد السعودي يكشف عن مشروع اقتصادي طموح يربط بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا في قمة العشرين 

تعزيز الحضور في سوق كرة القدم العالمي

أصبحت المملكة لاعبًا رئيسيًا في سوق كرة القدم العالمية، حيث استحوذت فرق سعودية، مثل الهلال والنصر والاتحاد، على أسماء لامعة مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة.

هذه الأندية، التي تمتلكها جميعًا صندوق الاستثمارات العامة، استفادت من الدعم المالي الكبير لتصبح قوة مؤثرة في الرياضة الدولية.

التركيز على المشاريع الوطنية الكبرى

رغم التوجه نحو الاستثمارات الخارجية، يظل التركيز الأكبر لصندوق الاستثمارات العامة على تطوير البنية التحتية المحلية.

يُخطط الصندوق لاستثمارات ضخمة في مشاريع مثل نيوم، العاصمة المستقبلية الجديدة للمملكة، التي ستصبح مقرًا لمؤسساتها الحكومية الرئيسية.

كما يهدف الصندوق إلى تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط.

استثمارات داخلية ذات عوائد مستقبلية

في السنوات الأخيرة، بدأ صندوق الاستثمارات العامة في تقليل اعتماده على الاستثمارات الخارجية التي تركز على الأسواق الدولية، وذلك لصالح استثمارات داخلية أكثر استدامة.

من بين هذه الاستثمارات، تطوير قطاع التعدين والنقل الجوي، حيث تسعى المملكة لخلق بدائل للطيران الإقليمي مثل طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية.

دعم التنمية الاقتصادية

الصندوق، الذي يدير أصولًا تقدر بحوالي 600 مليار دولار، يركز الآن على دعم التنمية الاقتصادية الداخلية للمملكة.

تشمل هذه الجهود تحسين البنية التحتية الصحية والتعليمية، إلى جانب الاستثمارات في التقنيات المتقدمة والطاقة المتجددة. هذا التحول يعكس رؤية ولي العهد لتأمين مستقبل اقتصادي مستدام للمملكة.

الاستعداد للأحداث العالمية الكبرى

تستعد المملكة لاستضافة عدد من الأحداث الرياضية والثقافية الكبرى في العقد القادم، بما في ذلك كأس آسيا 2027، ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029، والمعرض العالمي 2030 في الرياض.

هذه الأحداث تتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وهي جزء من خطة أوسع لجعل المملكة مركزًا عالميًا للرياضة والثقافة.

التوجه نحو الاستثمارات الاستراتيجية

أعاد صندوق الاستثمارات العامة هيكلة محفظته الاستثمارية للتخلص من الأصول ذات العوائد المحدودة، مع التركيز على الاستثمارات التي تحقق أرباحًا طويلة الأمد.

الهدف من هذه الاستراتيجية هو تقليل الاعتماد على الإيرادات النفطية غير المستقرة، وتوفير مصادر دخل أكثر استدامة.

رؤية مستقبلية طموحة

تواصل المملكة العربية السعودية السير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الطموحة، مدفوعة برؤية ولي العهد. من خلال تركيز استثماراتها على الداخل، تسعى المملكة إلى تعزيز مكانتها الاقتصادية وضمان الاستقرار المالي طويل الأمد.

اقرأ أيضا:
ولي العهد السعودي: تقارب في المفاوضات مع إسرائيل وإمكانية امتلاك سلاح نووي في مواجهة إيران

 

Visited 18 times, 2 visit(s) today

التعليقات متوقفه