كتبت :بريجيت محمد
رفضت منغوليا اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته الأخيرة، رغم كونها دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية، التي تفرض التزامًا باعتقال المطلوبين.
هذه الخطوة أثارت تساؤلات حول مدى التزام الدول الأعضاء بالتعاون مع المحكمة، خصوصًا في ظل دعم “الدول الصديقة” لروسيا.
في الوقت ذاته، وافق البرلمان الأوكراني مؤخرًا على التصديق على “نظام روما الأساسي”، الذي يُلزم أوكرانيا بالاختصاص القضائي للمحكمة الجنائية الدولية، لكنه تضمن استثناءات مهمة.
كما أقر البرلمان الأوكراني أن المحكمة لن تملك صلاحية النظر في جرائم الحرب التي ارتكبها مواطنوها لمدة سبع سنوات بعد سريان الاتفاقية.
هذه الخطوة تثير الشكوك حول مدى نجاح جهود المحكمة في محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في النزاع الأوكراني الروسي.
موقف المحكمة من منغوليا والبحث عن العدالة الدولية
أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، أن منغوليا ستضطر لتقديم تفسيرات حول رفضها اعتقال بوتين.
خان أوضح أن المفاوضات جارية مع السلطات المنغولية وأن المحكمة قد تقدم توصيات في حال عدم التعاون.
وأشار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إلى سابقة اعتقال قادة سابقين في يوغوسلافيا، مثل “رادوفان كاراديتش وسلوبودان ميلوسيفيتش،” الذين كانوا يوماً ما أصحاب نفوذ وقوة قبل أن يتم تسليمهم للعدالة.
تحقيقات دولية مستمرة في جرائم الحرب
تواصل المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاتها بشأن الجرائم المرتكبة خلال الحرب الأوكرانية الروسية.
في مارس 2023، أصدرت المحكمة مذكرات توقيف ضد بوتين وماريا لفوفا-بيلوفا، مفوضة حقوق الطفل في روسيا، بتهمة الترحيل غير القانوني للأطفال الأوكرانيين.
الجدير بالذكر ان مذكرات توقيف صدرت بحق قادة عسكريين روس، مثل سيرجي شويغو وفاليري جيراسيموف، لدورهم في الجرائم الموجهة ضد المدنيين.
روسيا ترفض التعاون والمحكمة تواجه تحديات
من جانبها، لا تعترف روسيا باختصاص المحكمة الجنائية الدولية.
وفي ظل هذا الوضع، اضطر بوتين إلى إلغاء عدة رحلات دولية إلى دول موقعة على نظام روما الأساسي، تجنبًا لخطر الاعتقال.
أبرز تلك الغيابات كان عن قمة بريكس التي انعقدت في جنوب إفريقيا في يوليو 2023.
حاليًا، تواصل المحكمة سعيها لتحقيق العدالة رغم التحديات، حيث تتصدر قائمة المطلوبين الدوليين إلى جانب بوتين كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت.
اقرأ أيضا:
التعليقات متوقفه