120 ألف جنيه للحصول على موعد بالسفارة الإيطالية بالقاهرة.. “الجمهورية والعالم” تكشف المستور حول توثيق العقود

كتبت:نجاة أبو قورة

في عالم يعج بالصراعات والمشاكل، حيث تسيطر الأخبار السيئة والعبارات المثبطة على الأجواء، يحاول الكثيرون التقدم في حياتهم سعيًا للنجاح.

البعض يختار الهجرة، بينما ينتظر آخرون فرصة لتحقيق ذاتهم.

ومع السير في الطرق الشرعية والقوانين التي وضعتها بلدانهم، يصطدم البعض بمساومات تعيقهم عن تحقيق أهدافهم.

تحقيق حول سماسرة العقود والسفارات في مصر

“الجمهورية والعالم” فتحت تحقيقًا حول مكاتب السمسرة التي تستغل المصريين الراغبين في توثيق أوراقهم في السفارات بالقاهرة، متحدثين عن التحديات والابتزاز الذي يتعرض له المواطنون.

توثيق أوراق المصريين بالخارج: بين الرفض والابتزاز

التقت “الجمهورية والعالم” بصلاح عبد العزيز، مصري مقيم في ميلانو منذ 20 عامًا، والذي تحدث عن تجربته قائلاً: “بعد أن رزقت بأولادي وأقمت في إيطاليا لفترة طويلة، كان من الضروري توثيق قسيمة الزواج لدى السفارة الإيطالية بالقاهرة للحصول على الجنسية الإيطالية.

لكنني تعرضت لابتزاز من مكاتب السمسرة التي طالبتني بدفع 20 ألف جنيه لتوثيق الشهادة، وانتظرت 20 يومًا للحصول عليها.”

أحمد عبد السلام، مصري آخر يعيش في ميلانو منذ 15 عامًا، تحدث عن معاناته مع نفس المكاتب، حيث قال: “قدمت أوراق ضم عائلي لأسرتي المقيمة في الشرقية، ولم أصدق الأسعار الخيالية التي تطلبها هذه المكاتب لتسهيل الإجراءات، التي قد تستغرق أكثر من عام.”

تساءل أحمد عن غياب دور وزارة الخارجية والهجرة في مراقبة هذه المكاتب، مطالبًا بتدخل فعال لوقف الابتزاز الذي يتعرض له المصريون في الخارج.

معاناة المصريين مع توثيق الأوراق: حالة من الفيوم

فوزية عبد السلام، من قرية بمحافظة الفيوم، حكت عن معاناتها مع تلك المكاتب، قائلة: “زوجي يقيم في بريشيا بإيطاليا منذ 15 عامًا، وأنا منذ عام أتردد على هذه المكاتب لأتمكن من الانضمام إليه مع أولادي.

دفعت مبالغ ضخمة، وكل مرة تُطلب مني مستندات جديدة من زوجي، وحتى الآن لا يوجد موعد إلا بعد 15 أكتوبر.”

أصحاب العقود الموسمية لـ “إيطاليا”.. وابتزاز مكاتب التوثيق بالقاهرة

“حتى تصبح واقعيا، يجب أن تؤمن بالمعجزات”، جملة قالها أحد القادة السياسيين تنطبق حاليا على المجتمع الذي نعيشه، حيث يفرض الواقع علينا أن نبذل كل ما بوسعنا ونعمل بكل جد وإتقان دون انتظار تحقيق النتائج وإنما ننتظر فقط المعجزة التي قد نحصل عليها أولا نحصل عليها.

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشباب المصري، يبحث الكثيرون عن فرص الهجرة المؤقتة عبر العقود الموسمية التي تفتحها الدولة الإيطالية.

إلا أن الحصول على موعد لتوثيق العقد من السفارة الإيطالية في القاهرة تحول إلى كابوس، حيث أصبحت المواعيد تُباع بمبالغ خيالية تصل إلى أكثر من 100 ألف جنيه.

أحد الشباب قال لـ”الجمهورية والعالم”: “أنتظر منذ 4 أشهر للحصول على موعد من السفارة، وكل مرة يقولون لي ‘لا توجد مواعيد’.

لجأت إلى مكاتب السمسرة لأكتشف أن كل موعد له سعر مختلف، يتغير وفقًا للمدة الزمنية المتبقية.”

شاب آخر تحدث عن دفعه 120 ألف جنيه للحصول على موعد لتوثيق عقده، وأكد أن هذه التكلفة تخص الموعد فقط، دون حساب تكاليف العقد أو حجز تذاكر الطيران.

مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية: سنحاول التوصل إلى حل  لتذليل كافة العقبات

من جانبه أكد السفير إسماعيل خيرت مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية، في لقاء سابق لـ “الجمهورية والعالم”، وصول شكاوى كثيرة بخصوص مكاتب بعضها يحصل على أموال مبالغ فيها، والبعض يحصل على هذه المبالغ دون تحقيق الهدف، قائلا “نحن نحاول القضاء على مثل هذه المكاتب من خلال جهات أمنية” والتسهيل للمصريين توثيق أوراقهم من خلال التواصل مع سفراء هذه الدول الأجنبية  للقضاء على السوق السوداء الذي يستغلها بعض المصريين ضد بعض.

وأضاف السفير إسماعيل خيرت “ونحن من خلال وزارة الخارجية والهجرة والمصريين في الخارج سنحاول التوصل إلى حل  لتذليل كافة العقبات”.

الدولة المصرية ودعم أبنائها بالخارج

جدير بالذكر أن الدولة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بالمصريين في الخارج، حيث استمعت إلى مقترحاتهم ومشاكلهم خلال النسخة الخامسة من مؤتمر “المصريين بالخارج” الذي عُقد في أغسطس الماضي تحت شعار “من أم الدنيا.. إلى كل الدنيا”.

اقرأ أيضا:

السفير إسماعيل خيرت لـ “الجمهورية والعالم”: نحاول تذليل العقبات أمام المصريين بالخارج