إسرائيل تواجه عزلة متزايدة في أوروبا وسط تصاعد الصراع مع غزة

العداء للإسلام يعوق المبادرات السياسية الداعمة لفلسطين في أوروبا

0 161

سارة غنيم

مع تصاعد الانتقام الإسرائيلي على غزة إثر مذبحة 7 أكتوبر، وتصاعد الصراع بين حكومة بنيامين نتنياهو وأعدائها التاريخيين مثل حزب الله وإيران، تزداد عزلة إسرائيل في أوروبا، بما في ذلك ألمانيا. وفقًا لتحقيق أجرته مجلة الإيكونوميست، لم يتحدّ أي من جيران ألمانيا ضد تطبيقها لأشد القوانين قمعًا للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين. كما أشار التحقيق إلى أن إيطاليا هي الدولة الأوروبية التي تسجل أدنى نسبة ممن لديهم رأي إيجابي تجاه إسرائيل، حيث بلغت النسبة 7% فقط. رغم ذلك، لا يزال العداء تجاه الإسلام عائقًا كبيرًا أمام أي مبادرة سياسية في القارة.

انعزال إسرائيل في أوروبا

مع تزايد الإجراءات القمعية التي اتخذتها دول أوروبية مثل ألمانيا ضد المظاهرات المؤيدة لفلسطين، تشهد إسرائيل انخفاضًا في شعبيتها في معظم أنحاء القارة. إيطاليا، على وجه الخصوص، سجلت أدنى مستوى في دعم الرأي العام لإسرائيل.

العداء تجاه الإسلام: عائق المبادرات السياسية

في ظل الظروف الحالية، يعوق العداء تجاه الإسلام في أوروبا أي محاولات جدية لإعادة النظر في العلاقات مع إسرائيل أو تبني موقف نقدي تجاه سياساتها. هذه الظاهرة تعكس اتجاها متزايدا من القلق إزاء الهجرة والمجتمعات المسلمة في القارة.

الصراع كصدام حضارات

كما يحذر المحلل توتشي، الحزب الحاكم في إيطاليا، الذي يسيطر على المشهد السياسي منذ أكثر من عامين، يتبنى رواية مشابهة لحزب الليكود الإسرائيلي، حيث يصور الصراع على أنه صراع حضارات بين الغرب والعالم الإسلامي. هذه الرواية تجد صدىً واسعًا في المدن الأوروبية، حيث يُنظر إلى غزة كساحة معركة رمزية لهذا الصراع.

الولايات المتحدة: محاولة طمأنة القاعدة الديمقراطية

العلاقة بين القيادة السياسية في الولايات المتحدة والجمهور حول قضية إسرائيل تعكس تناقضًا مشابهًا لما يحدث في أوروبا. في حين لا يرغب العديد من الأمريكيين في التواطؤ مع حكومة نتنياهو، يتجنب المسؤولون اتخاذ موقف صارم من الحرب. بدلاً من ذلك، يتم الترويج لأخبار حول ضعف الرئيس بايدن لطمأنة الديمقراطيين.

تأثير بروكسل على بقاء الحكومات

وأخيرًا، يعتمد البقاء السياسي للحكومات الأوروبية على دعم بروكسل، التي تميل إلى اليمين تحت قيادة أورسولا فون دير لاين. رغم إدانتها للهجمات الإيرانية على إسرائيل، كانت حريصة على تجنب التعليق عندما حولت إسرائيل غزة إلى أنقاض، مما أثار استغراب العديد من الدبلوماسيين.

إعادة ترتيب القوى السياسية الأوروبية

من اللافت أن الأحزاب اليمينية الشعبوية، التي من المفترض أن تقدم رؤية بديلة عن الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط، تميل إلى إعادة تنظيم نفسها مع المؤسسة الأوروبية بمجرد اقترابها من السلطة. هذا ما حدث مع جيورجيا ميلوني، ومن المتوقع أن يحدث مع اليمين المتطرف الألماني والنمساوي أيضًا

ترجمة من صحيفة Inside Over للصحفي الايطالي

باولو موسيتي كاتب ومراسل.

اقرأ أيضا:

عملية “النظام الجديد” الإسرائيلية: التسلل، التسريبات، واستهداف حزب الله 

 

Visited 11 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق