كتبت :بريجيت محمد
مخاوف من “مفاجأة أكتوبر”: تصاعد التوترات الإقليمية وتهديدات غير مسبوقة في السباق الرئاسي الأمريكي
مع اقتراب نهاية أكتوبر/تشرين الأول، تتزايد المخاوف من حدوث مفاجآت غير متوقعة قد تؤثر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفقاً لما يحذر منه الخبراء والمحللون السياسيون.
تأتي هذه المخاوف بعد الدمار الهائل الذي سببه إعصار ميلتون، وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، حيث يخشى البعض أن تتحول الأوضاع إلى تصعيد عسكري شامل، ربما بمشاركة إيران بشكل كامل في النزاع الإقليمي المتفاقم.
من جهة أخرى، تتزايد المخاوف أيضاً من وقوع حوادث عنف تستهدف المرشحين، كما حدث في محاولتي اغتيال سابقتين لدونالد ترامب في شهري يوليو وسبتمبر الماضيين.
ويعتقد الخبراء أن “مفاجأة أكتوبر”، التي عادة ما تحدث تأثيراً مفاجئاً يشبه الزلزال في المراحل النهائية من الحملات الانتخابية، قد تكون وشيكة.
مفهوم “مفاجأة أكتوبر” في التاريخ السياسي الأمريكي
يرجع مصطلح “مفاجأة أكتوبر” إلى عام 1980، عندما أعرب فريق حملة رونالد ريغان عن مخاوفه من أن الرئيس حينها، جيمي كارتر، قد يتمكن من إطلاق سراح 52 أمريكياً كانوا محتجزين كرهائن في السفارة الأمريكية في طهران قبل يوم الانتخابات، بهدف تعزيز شعبيته في اللحظات الأخيرة.
كان مدير حملة ريجان، بيل كيسي، هو أول من استخدم هذا المصطلح، محذراً من احتمالية استغلال كارتر لهذه الفرصة لتحقيق مكاسب سياسية.
ومع ذلك، لم يتم إطلاق سراح الرهائن إلا بعد دقائق من أداء ريجان لليمين الدستورية، مما أثار شكوكاً واسعة حول وجود اتفاق سري بين حملة ريغان وإيران لتأجيل الإفراج عن الرهائن.
ورغم أن تحقيقاً في الكونغرس عام 1993 لم يجد أدلة قوية على هذا التواطؤ، إلا أن وثائق جديدة تم اكتشافها لاحقاً قد تدعم هذه الفرضية بشكل “جوهري وإن كان ظرفياً”، وفقاً لما ذكره المؤرخ ماكس بوت.
مفاجآت أكتوبر أخرى في التاريخ الحديث
على مر السنين، شهدت الولايات المتحدة مفاجآت مماثلة خلال حملاتها الانتخابية. ففي عام 1992، قبل أيام من الانتخابات، تم اتهام وزير الدفاع السابق كاسبار واينبرغر بالتستر على فضيحة “إيران كونترا” التي طالت إدارة ريجان.
أثرت هذه الأخبار سلباً على حملة الرئيس جورج بوش الأب، الذي أصدر عفواً عن واينبرغر بعد خسارته الانتخابات.
وفي عام 2000، قبل أسبوع واحد من التصويت، تم الكشف عن أن جورج بوش الابن قد تم توقيفه لقيادته تحت تأثير الكحول قبل 24 عاماً، مما أثر سلباً على شعبيته في اللحظات الأخيرة.
ورغم ذلك، تمكن بوش من الفوز بالانتخابات بعد تدخل المحكمة العليا لصالحه في ولاية فلوريدا بفارق ضئيل جداً.
المفاجآت في القرن الواحد والعشرين
في عام 2004، ظهر شريط فيديو لأسامة بن لادن قبل أيام من الانتخابات، ما أعاد قضية الإرهاب إلى الواجهة وساهم في إعادة انتخاب جورج بوش الابن على حساب منافسه جون كيري.
أما في عام 2016، فقد شهدت الانتخابات إعادة فتح التحقيق في قضية رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهيلاري كلينتون قبل أيام قليلة من التصويت، مما أثر سلباً على حملتها وساهم في فوز دونالد ترامب.
المستقبل المجهول لمفاجأة أكتوبر 2024
مع دخول السباق الرئاسي الأمريكي مرحلة حساسة، يبقى السؤال حول “مفاجأة أكتوبر” هذا العام مفتوحاً. هل ستكون هناك أزمة جديدة في الشرق الأوسط؟ أم هل ستحدث تطورات غير متوقعة تؤثر على مسار الانتخابات كما حدث في السابق؟ الأيام القليلة المقبلة ستكشف لنا عن الإجابة.
التعليقات متوقفه