فيلم “الشاهد” يقدم رؤية غير تقليدية لإيران بعيدًا عن صور “نظام آيات الله”

631

كتبت- سارة غنيم

ينصح النقاد أولئك الذين يصرون على الحديث عن إيران بوصفها “نظام آيات الله” بمشاهدة فيلم “الشاهد” للمخرج نادر سايفار، والذي شارك في كتابته وتحريره المخرج الإيراني المعروف جعفر بناهي.

وقد حاز الفيلم على جائزة الجمهور ضمن مسابقة Orizzonti Extra في مهرجان البندقية السينمائي، وسيعرض في دور السينما ابتداءً من 31 أكتوبر بتمويل من No.Mad Entertainment.

“الشاهد: صورة إيران بعيدًا عن العمائم وصراع جديد للنساء والطبقات”

 

يعرض الفيلم رؤية مغايرة تمامًا عن إيران؛ إذ لا يظهر فيه أي رمز من رموز “آيات الله”، ولا توجد عمائم سوداء أو بيضاء، لكنه يصور واقعًا معقدًا يعيشه المواطنون الإيرانيون. في هذا السياق، يعيش كثيرون بين حياة بالكاد كريمة وبين فقر مدقع، كما يتعرض بعضهم لضغوط مالية قد تؤدي بهم إلى السجن بسبب الديون.

في “الشاهد”، تتجسد السلطة ليس في المساجد، بل في المنازل الفخمة التي يقطنها رجال أنيقون يتعاملون في أعمال غامضة، ويستفيدون من حماية جهات قانونية مدنية؛ ورغم أن مهمتها الأساسية تبدو كأنها لحماية هذه النخبة من الأغنياء.

وعلى الرغم من أن الفيلم لا يُظهر بشكل مباشر دور “آيات الله”، فإنه يشير إلى أن رجال الدين ما زالوا يمثلون جزءًا من النظام السياسي الذي نشأ بعد الثورة الإسلامية قبل 45 عامًا. لكن في المقابل، تبدو سلطتهم متراجعة تدريجيًا، إذ إن هناك صعودًا واضحًا لمجموعة جديدة من النخبة الأغنياء الذين يديرون مراكز قوة خفية.

دور النساء والتفاوتات الطبقية

“في ‘الشاهد’.. إيران تحت المجهر: أغنياء بلا عمائم وفقراء تحت عبء الديون”

 

يعرض الفيلم النساء الإيرانيات بصورة غير نمطية؛ إذ يصورهن كنساء مثقفات وشجاعات، ويكافحن من أجل حقوقهن. فمنهن المعلمات اللاتي يطالبن بإطلاق سراح زميلاتهن المسجونات بعد مشاركتهن في تظاهرات، وكذلك السيدات المسنات اللاتي يسعين لتحقيق العدالة، حتى وإن كان النظام غالبًا ما يكون هو المنتصر في النهاية. وهناك شابة تبلغ من العمر ستة عشر عامًا تتحدى التقاليد بتمردها العفوي، مما يجسد الأمل في مستقبل أكثر حرية.

من ناحية أخرى، يسلط الفيلم الضوء على قضايا الظلم الاجتماعي والطبقية المتزايدة في إيران، حيث يعيش الفقراء تحت وطأة الفقر، ويمرون بتجارب يومية قاسية، بينما يستمتع الأغنياء الجدد بالنفوذ بدعم من النخبة العسكرية والأوليغارشية. كذلك، يناقش الفيلم الضغط الذي تتعرض له النساء لارتداء الحجاب، ليس فقط من قبل النظام بل من داخل الأسرة نفسها، مما يعكس تأثير النظام الأبوي.

مستقبل إيران في ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية

“إيران بين واقعٍ مرير وحلم التغيير.. قراءة في فيلم ‘الشاهد'”

 

في نهاية المطاف، يطرح فيلم “الشاهد” تساؤلات حول التغيرات المستقبلية في إيران، خاصة مع صعود أجيال جديدة من النخبة الاقتصادية والسياسية المدعومة من القوى العسكرية مثل “الحرس الثوري”.

هذه التساؤلات تدفع المشاهد للتفكير بعمق حول مدى توافق مصالح هذه النخبة الجديدة مع النظام الحالي، وأيضًا عن كيفية تأثير هذا التغير على مستقبل إيران، سواء في ظل الجمهورية الإسلامية أو بدونها.

اقرأ أيضا:
فيلم إيراني محظور يفوز بالفهد الذهبي في مهرجان لوكارنو 

Visited 12 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه