إسبانيا تحت وطأة الكارثة: 500 جندي إضافي في فالنسيا لمواجهة الفيضانات
فالنسيا، إسبانيا -ماركو لويجي
تعاني منطقة فالنسيا من دمار واسع بعد فيضانات كارثية خلفتها العاصفة دانا، مما أسفر عن وفاة أكثر من 200 شخص، وفقًا لآخر تحديثات خدمات الطوارئ.
وتواصل الفرق جهود البحث عن المفقودين، حيث لم يتم حصر العدد بدقة بعد.
وفي الوقت نفسه، يستمر نقص المياه الصالحة للشرب لما يقارب 366,000 نسمة في حوالي 20 بلدية، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء عن 50,000 شخص.
جهود طوارئ وإغاثة مكثفة
تضافرت جهود الطوارئ مع انضمام 500 جندي إضافي إلى 1200 آخرين للمساعدة في الإغاثة، وسط تطلعات بوصول وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا للإشراف على العمليات. تتركز أولويات فرق الطوارئ على ضمان توفر الماء والغذاء والدواء للمناطق المتضررة.
بسبب الأضرار الناجمة عن انفجار الأنابيب وتراكم الطين الجاف، لم تتمكن العديد من البلديات المتضررة من البدء في تنظيف المناطق المتضررة، فيما تتواصل الجهود لإعادة تأهيل المرافق الأساسية والبنية التحتية الحيوية.
تدمير الطرق وتعطيل السكك الحديدية
أدت الفيضانات إلى تدمير أكثر من 150 طريقًا، وقطعت أجزاء من الطريق السريع A7 الرابط بين مدريد وفالنسيا، حيث تتواجد أعمدة طويلة من المركبات المتوقفة على جانبي الطريق. وفي الوقت الراهن، تم التعرف على 15 من أصل 158 ضحية انتشلت جثثهم، حيث تم إجراء عمليات التشريح في مشرحة مؤقتة أقيمت في موقف للسيارات، بينما أنشئت مشرحة ثانية في معرض فالنسيا لاستيعاب العدد المتزايد من الضحايا.
وزير الدفاع: “ربما لا يزال هناك أحياء بين الأنقاض”
صرحت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز بأن هناك احتمالًا لوجود أشخاص ما زالوا على قيد الحياة وسط الأنقاض. وأضافت: “كان بعض السكان في مرائب منازلهم أو في أماكن منخفضة يحاولون إنقاذ سياراتهم،
وقد يكون بينهم من ما زال على قيد الحياة”. كما أعربت الوزيرة عن شكرها وتقديرها لجهود 1200 جندي من وحدة الطوارئ بالجيش، مؤكدة أن العدد اللازم من الجنود والمعدات سيستمر في الانتشار لدعم عمليات الإنقاذ والإغاثة.
مهاجرون يطبخون للمتضررين
أظهر المهاجرون تضامنهم مع المتضررين من خلال تجهيز وجبات طعام في شوارع بيكانيا، إحدى المناطق التي تأثرت بشدة. تطوع عشرات المهاجرين من أفغانستان وسوريا وفنزويلا وجورجيا للطهي، مستعينين بمواد غذائية تم جمعها من مطاعم وفنادق محلية غمرتها الفيضانات.
وأكد أحد المتطوعين الفنزويليين أن “المساعدة لا تتطلب فروقًا أو جنسيات، بل رغبة في تخفيف المعاناة عن الآخرين”.
إعادة تأهيل البنية التحتية في فالنسيا
صرح وزير النقل والتنقل الإسباني، أوسكار بوينتي، أن الجهود تتركز حاليًا على إعادة فتح الطريق السريع A7 الذي تعرض لأضرار جسيمة، متوقعًا إعادة تشغيله في غضون 10 إلى 12 يومًا.
وفيما يتعلق بالنقل بالسكك الحديدية، أفاد بوينتي بأن إعادة تشغيل خط القطار فائق السرعة بين مدريد وفالنسيا قد تستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد إعادة بناء نفقين متضررين في بلديتي تورنت وشيف.
أما بالنسبة للقطارات الإقليمية، فقد تتطلب عمليات إعادة التأهيل الشاملة عدة أشهر لتشغيلها بكامل طاقتها.
وأكد الوزير أن البدائل المتاحة حاليًا للتنقل محدودة، حيث يعتمد التنقل على استعادة الطرق الرئيسية، مشيرًا إلى أهمية استمرار العمل لتسهيل التنقل بين فالنسيا والمناطق المجاورة.
اقرأ أيضا:
حصيلة مأساوية: إعصار دانا يتسبب في وفاة 51 شخصًا في إسبانيا
التعليقات متوقفه