السيسي في القمة العربية الإسلامية: الحل الوحيد للمنطقة هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة
مصر تدين العدوان على غزة وتؤكد دعمها للبنان في القمة العربية الإسلامية
كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الإسلامية غير العادية بالرياض
بسم الله الرحمن الرحيم
أخى صاحب السمو الملكى، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولى عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، رئيس مجلس الوزراء،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالى السيد أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية،
معالى السيد حسين إبراهيم طه، أمين عام منظمة التعاون الإسلامى،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في بداية حديثى، أود أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة على استضافة هذه القمة غير العادية، في ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد، وعقب أكثر من عام من العدوان المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، في ظل صمت دولي مخجل وعجز فادح عن الوفاء بواجباته في مواجهة هذا التهديد الخطير للأمن والسلم الدوليين.
إن المواطنين في دولنا العربية والإسلامية، وكل أصحاب الضمائر الحرة حول العالم، يتساءلون، وبكل حق، عن جدوى أي حديث عن العدالة والإنصاف في ظل ما نشهده من إراقة يومية لدماء الأطفال والنساء والشيوخ.
ونحن نقولها بوضوح: إن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق. ما يحدث من عدوان على الأراضي الفلسطينية واللبنانية لا يمكن قبوله، وهو يضع النظام الدولي بأسره أمام اختبار حقيقي.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
مصر تدين بشكل قاطع حملات القتل الممنهج التي تمارس بحق المدنيين في قطاع غزة، ونعلنها بوضوح: نحن لن نقبل بأي مخططات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء من خلال تهجير السكان المحليين قسريًا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة.
إن الشرط الأساسي لتحقيق الأمن والاستقرار هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها “القدس الشرقية”.
كما تؤكد مصر التزامها الكامل بتقديم الدعم للبنان الشقيق، بهدف صمود مؤسسات الدولة اللبنانية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، في مواجهة العدوان والتدمير الذي يتعرض له الشعب اللبناني، وسنعمل جاهدين لوقف إطلاق النار فورًا، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم “1701” بشكل كامل وغير انتقائي.
وفي ختام كلمتي، أوجه حديثي ليس فقط إلى الشعوب العربية والإسلامية، بل إلى زعماء وشعوب العالم أجمع، وأقول لهم:
“إن مصر، التي تحملت مسؤولية إطلاق مسار السلام في المنطقة على مدار عقود، ما زالت متمسكة بالسلام كخيار استراتيجي ووحيد لمنطقتنا، وهو السلام القائم على العدل، واستعادة الحقوق المشروعة، والالتزام الكامل بقواعد القانون الدولي.
ورغم قسوة المشهد الحالي، فإننا متمسكون بالأمل، وواثقون من أن الفرصة لا تزال ممكنة لإنقاذ منطقتنا والعالم من ممارسات عصور الظلام، والانتقال إلى بناء مستقبل يستحقه الأجيال القادمة، عنوانه الحرية والكرامة والاستقرار والرخاء”.
وفقنا الله جميعًا لإنهاء هذه المأساة المستمرة، وتحقيق آمال شعوبنا نحو عالم يسوده العدل والأمن والسلام.
أشكركم لحسن الاستماع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القمة العربية الإسلامية
في وقت سابق، وصل قادة الدول العربية والإسلامية وممثلوهم إلى مقر انعقاد القمة العربية الإسلامية في الرياض، لمناقشة سبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان.
تأتي هذه القمة امتدادًا للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي استضافتها السعودية في نفس اليوم من العام الماضي.
التعليقات متوقفه