حسين روناغي يواصل معركته ضد النظام الإيراني بخياطة شفتيه في احتجاج صامت
كتبت :بريجيت محمد
في خطوة جديدة من الاحتجاجات المتواصلة في إيران، نشر الناشط حسين روناغي صورة له على موقع “إكس” احتجاجًا على انتحار الناشط كيانوش سنجاري.
وكان سنجاري قد أقدم على الانتحار في طهران قبل أربعة أيام بعد أن أعلن عن عزمه على تنفيذ هذه اللفتة المتطرفة إذا لم يتم الإفراج عن أربعة معتقلين.
رغم ذلك، لم تفرج السلطات الإيرانية عن المعتقلين، مما دفع سنجاري إلى نشر صورته وهو يقف في تقاطع مزدحم في العاصمة طهران، معلنًا عبر تغريدته: “ستنتهي حياتي بعد هذه التغريدة”.
وأضاف: “آمل أن يستيقظ الإيرانيون يومًا ما ويهزمون العبودية. لا ينبغي سجن أي شخص بسبب تعبيره عن آرائه. الاحتجاج حق لكل مواطن إيراني”.
بعد ساعات من نشره لهذه التغريدة، تم تأكيد وفاته.
وفي خطوة تضامنية، نشر حسين روناغي، أحد أبرز منتقدي النظام الإيراني، صورة له مع شفتيه المغلقتين، وقال: “ربما هذا سيجعلك تفكر”.
وأضاف روناغي، الذي يعتبر من أكثر المنتقدين نفوذًا للنظام الإيراني، أنه “لن يقبل الصمت والظلم، ولن يسمح للطغاة بالهيمنة عليه”.
كان روناغي قد تعرض لعدة إصابات في ركبته اليسرى نتيجة هجوم من ضباط يرتدون ملابس مدنية في العام الماضي، مما دفعه للخضوع لعملية جراحية.
ومنذ ذلك الحين، استمر في تحفيز رفاقه على عدم الاستسلام. في الأشهر الأخيرة، أعلن عبر موقع “إكس” أنه تم استدعاؤه مرتين للمحاكمة بسبب مشاركته في الاحتجاجات المتعلقة بوفاة مهسا أميني، لكنه رفض المثول أمام المحكمة.
وعندما تم استدعاؤه للمرة الثالثة، اختار عدم الاعتراف بالمحكمة الثورية، مؤكدًا موقفه الثابت ضد النظام.
في آخر منشور له، كشف روناغي أنه بعد استجوابه في المحكمة الثورية، تم نقله إلى غرفة من قبل عملاء حماية الاستخبارات من السلطة القضائية.
هناك، حاولوا إجباره على فتح شفتيه، لكنه رفض، مكتفيًا بكتابة كلمات على ورقة بيضاء: “كلماتي هي كلمات كيانوش ورغباتي هي أمنيات كيانوش”. بعد عدة ساعات، تم إطلاق سراحه.
الاحتجاجات في إيران تعكس استمرارًا طويلًا من المعاناة ضد القمع السياسي، في وقت يعاني فيه العديد من الإيرانيين من قمع حرية التعبير وحقوق الإنسان.
من أجل الكرامة وحقوق الإنسان في إيران لا يزال مستمرًا رغم الثمن الباهظ.
اقرأ أيضا:
شجاعة وتحدي: قصة نساء يصنعن التاريخ بثورتهن ضد القمع
سلطات السجن الإيرانية ترفض نقل الحائزة على جائزة نوبل نرجس محمدي إلى المستشفى بسبب رفضها ارتداء الحجاب