الجولاني: إسقاط الأسد هو الهدف الأساسي لهيئة تحرير الشام

كتبت:بريجيت محمد

أكد أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، في مقابلة حصرية مع شبكة CNN، أن الهدف الأساسي لتحالف المتمردين هو الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وأوضح الجولاني أن جماعته تسعى لإنهاء ما وصفه بـ”النظام الاستبدادي”، وإقامة حكومة تقوم على مؤسسات منتخبة تعكس إرادة الشعب.

كما أضاف الجولاني في مقابلة على شبكة “سي أن أن” الأميركية، اليوم الجمعة: “يبقى هدف الثورة السورية إسقاط هذا النظام. من حقنا استخدام جميع الوسائل المتاحة لتحقيق ذلك”، منتقدًا الدعم الإيراني والروسي للأسد، ووصف النظام بأنه “ميت” رغم هذه المحاولات لإنقاذه.

تقدم المعارضة على الأرض: السيطرة على حلب وحماة

حققت قوات المعارضة السورية تقدمًا ميدانيًا سريعًا خلال الأيام الأخيرة، إذ تمكنت من السيطرة على مدينة حلب، ثاني أكبر مدن البلاد، قبل أن تتجه إلى مدينة حماة الاستراتيجية وتسيطر عليها بالكامل.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرًا له، أن المتمردين دخلوا مدينتي الرستن والتلبيسة في محافظة حمص خلال الساعات القليلة الماضية، وسط غياب تام لقوات النظام. وأضاف المرصد أن قوات المعارضة أصبحت الآن على بُعد خمسة كيلومترات فقط من مدينة حمص، ثالث أكبر مدن سوريا، مما يشير إلى تصعيد كبير في المواجهات العسكرية.

تحولات في صورة الجولاني: من جهادي إلى قائد سياسي؟

على الرغم من تعدد الفصائل المعارضة واختلاف أيديولوجياتها، فإن الهدف المشترك لجميع القوى يبقى الإطاحة بنظام الأسد. ومع ذلك، تثير التحركات الأخيرة لهيئة تحرير الشام والجولاني تساؤلات حول طبيعة طموحاتهم المستقبلية.

يحاول الجولاني تقديم نفسه بصورة أكثر براغماتية وأقل تشددًا. في لقاء مع وسائل الإعلام الغربية، حرص على الظهور في بيئة مفتوحة وفي وضح النهار، بعيدًا عن أسلوب المخابئ السرية، مما يعكس رغبته في تعزيز مصداقيته على الساحة السياسية.

وأشار الجولاني إلى التحولات التي طرأت على شخصيته ومسيرته، قائلاً: “الشخص في العشرينات يختلف عن الأربعينات أو الخمسينات. هذه طبيعة بشرية”. ويُذكر أن الجولاني بدأ حياته كمقاتل في تنظيم القاعدة في العراق، ثم عاد إلى سوريا خلال الحرب الأهلية ليقود فرع التنظيم المعروف بجبهة النصرة، والذي تطور لاحقًا ليصبح هيئة تحرير الشام في عام 2017.

مستقبل سوريا: تساؤلات مفتوحة

وسط هذا التصعيد العسكري والسياسي، يبقى مستقبل سوريا غامضًا. فهل تستطيع المعارضة الحفاظ على زخمها الميداني، وهل يعكس خطاب الجولاني تحولًا حقيقيًا نحو مسار سياسي جديد، أم أن هذه التحركات مجرد واجهة لتغيير تكتيكي ضمن صراع طويل الأمد؟.

اقرأ أيضا:
هيئة تحرير الشام تعلن سيطرتها على مدينة حماة بالكامل والجولاني يوجه رسالة للعراق ويدعو لعدم التدخل في الصراع السوري
تصاعد النزاع في سوريا: المعارضة تتقدم جنوبًا وإيران تدعم الأسد وسط تحذيرات تركيا من إقامة دولة كردية
تركيا وروسيا وإيران.. صراع المصالح يتجلى في معركة حلب
محاولة انقلاب في دمشق والجيش السوري يتصدى للهجمات: استمرار الاشتباكات والأنباء المتضاربة