السيسي يفتتح قمة الدول النامية تحت شعار “الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة”

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، التي تُعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت عنوان “الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة: نحو تشكيل اقتصاد الغد”.

القمة تشهد حضور قادة الدول الأعضاء في المنظمة بالإضافة إلى عدد من قادة الدول النامية والمنظمات الإقليمية والدولية.

وفي الجلسة الافتتاحية، تسلم الرئيس السيسي الرئاسة الدورية للمنظمة، حيث ألقى كلمة شاملة ركزت على تعزيز التعاون بين الدول النامية لمواجهة التحديات الدولية. كما أشار الرئيس إلى أهمية العمل المشترك لمواجهة الأزمات التي تعصف بالعالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.

كلمة الرئيس السيسي

وفي كلمته، رحب الرئيس السيسي بالوفود المشاركة، مؤكدًا أن القمة تمثل فرصة مهمة لتعزيز التضامن والتكامل بين الدول النامية. وأعرب عن تقديره للجهود التي بذلتها دولة بنجلاديش خلال رئاستها للمنظمة، وهنأ السكرتير العام للمنظمة، السيد إيزياكا عبد القادر إمام، على جهوده في التحضير للقمة.

وأضاف الرئيس السيسي أن القمة تعقد في وقت يعاني فيه العالم، وبخاصة الشرق الأوسط، من صراعات وأزمات متعددة، أبرزها استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والتهديدات الأمنية في لبنان وسوريا. وأعلن الرئيس عن تخصيص جلسة خاصة لمناقشة الأوضاع في فلسطين ولبنان.

التحديات والفرص أمام الدول النامية

ناقش الرئيس السيسي التحديات الكبيرة التي تواجه الدول النامية، مثل نقص التمويل وتفاقم الديون، بالإضافة إلى الفجوة الرقمية والمعرفية.

وأكد أن التعاون المشترك وتبادل الخبرات يعدان السبيل الوحيد للتغلب على هذه التحديات، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات، الاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، فضلًا عن مشروعات الزراعة والطاقة المتجددة.

وأعلن السيسي عن استعداد مصر لمشاركة تجاربها الناجحة في مجالات التنمية، مثل مبادرات “حياة كريمة” و”تكافل وكرامة”، إضافة إلى مشروعات البنية التحتية والعمران.

وفي إطار دعم التعاون بين الدول الأعضاء، أعلن الرئيس السيسي عن عدة مبادرات جديدة خلال فترة رئاسة مصر للمنظمة، شملت:

تدشين “شبكة لمديرى المعاهد والأكاديميات الدبلوماسية” لتعزيز التعاون وبناء قدرات الدبلوماسيين.

إطلاق مسابقة إلكترونية لطلاب التعليم ما قبل الجامعي في مجالات العلوم والهندسة.

تدشين “شبكة للتعاون بين مراكز الفكر الاقتصادي” لتبادل الأفكار والرؤى حول التعاون الاقتصادي والاستثماري.

عقد اجتماعات دورية لوزراء الصحة لمناقشة سبل الاستفادة من التطبيقات التكنولوجية لتطوير القطاع الصحي.

كما أعلن الرئيس عن اعتزام مصر التصديق على اتفاقية التجارة التفضيلية للمنظمة، لتسهيل التجارة البينية بين الدول الأعضاء.

واختتم الرئيس السيسي كلمته بالتأكيد على أهمية هذه القمة لتحقيق أهداف الدول الأعضاء، متمنيًا التوفيق لجميع المشاركين في مشاورات ومباحثات مثمرة تحقق مصالح شعوب الدول النامية في إطار التعاون المستدام.

الجدير بالذكر أن قمة الدول الثماني النامية تأتي في وقت حاسم، حيث تشهد المنطقة تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة، مما يضاعف من أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء لمواجهة هذه التحديات وتحقيق التنمية المستدامة..