ترامب يتحدى العالم: هل سيحتل بنما وكندا كما أعلن في تصريحاته المثيرة؟

894

في خطوة أثارت الكثير من الجدل، أعاد الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، دونالد ترامب، إطلاق تصريحاته المثيرة للجدل عبر منشور على شبكة التواصل الاجتماعي Truth بمناسبة عيد الميلاد.

يأتي هذا البيان في وقت يتناقض فيه بشكل واضح مع خطاب الرئيس الحالي جو بايدن، الذي اكتفى بتقديم تهنئة تقليدية بمناسبة موسم “اللطف والرحمة”.

ترامب، الذي لطالما عرف بأسلوبه الاستفزازي، أضاف لمسة مثيرة للجدل في تصريحاته هذه المرة. حيث تمنى “عيد ميلاد سعيد للجميع، بما في ذلك الجنود الصينيين الرائعين”، مشيرًا إلى سيطرتهم “غير القانونية” على قناة بنما، في وقت “تستثمر فيه واشنطن مليارات الدولارات في الإصلاحات لكنها لا تمتلك أي استراتيجية واضحة”.

وتابع ترامب منتقدًا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، واصفًا إياه بـ”الحاكم”، وأضاف أن “كندا إذا أصبحت ولايتنا الحادية والخمسين، فإننا سنخفض ضرائبها بأكثر من 60%، وستتضاعف أنشطتها الاقتصادية فورًا، وسيتم حمايتها عسكريًا مثل أي دولة أخرى في العالم”.

وفيما يخص جرينلاند، أكد ترامب أنها “منطقة ضرورية للأمن القومي الأمريكي”، مشيرًا إلى أن “شعبها يرغب في أن تكون الولايات المتحدة هناك، وسنكون كذلك”.

توضيح مواقف ترامب بشأن بنما وكندا وجرينلاند

تصريحات ترامب تحتاج إلى بعض التوضيح، خاصة فيما يتعلق ببنما. حيث تسيطر الصين على اثنين من الموانئ الخمسة القريبة من قناة بنما، ولكن البنية التحتية للقناة نفسها تظل تحت إدارة السلطات البنمية منذ عام 1999.

وتدير الولايات المتحدة موانئ أخرى في المنطقة. صحيفة وول ستريت جورنال أشارت إلى أن “كل سفينة، بغض النظر عن علمها، تدفع نفس الضرائب المحددة وفقًا لحجم السفينة ونوعها”، في وقت حذرت فيه فاينانشال ديلي من أن “التهديدات بغزو للاستحواذ قد تسبب مشاكل أكبر مما يتخيل”.

أما فيما يتعلق بكندا، فقد كشف تقرير من فوكس نيوز أن ترامب ناقش إمكانية دمج كندا كولاية 51 للولايات المتحدة مع رئيس الوزراء جاستن ترودو، الذي تمت دعوته مؤخرًا لتناول العشاء في منتجع مار إيه لاغو. ورغم أن الاقتراح قوبل “بالضحك العصبي”، إلا أن ترامب كان يتحدث بجدية عن العلاقات التجارية بين البلدين.

أما عن جرينلاند، فقد كانت موضوعًا للنقاش منذ عام 2019، عندما تحدث ترامب خلال فترة ولايته الأولى عن إمكانية شراء جزء من الأراضي الدنماركية. تُعتبر جرينلاند مهمة من الناحية الاستراتيجية نظرًا لموقعها الجغرافي ومواردها الطبيعية التي تجذب انتباه كل من موسكو وبكين.

المخاوف الدولية والتأثيرات السياسية

وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، تكشف تصريحات ترامب عن طموحات توسعية ضمن فلسفة “أمريكا أولًا”، والتي تتضمن مواجهة التحديات التي تطرحها الصين. المسؤولون في الإدارة الجديدة يرون أن تحذيرات ترامب بشأن بنما تحمل رسالة محددة: “انتهت عقود من التجارة الأمريكية التي مولت نمو الصين”.

من جانبه، ذكر واشنطن بوست أن الإدارة القادمة قد تتبنى سياسة أكثر صرامة تجاه أمريكا اللاتينية، مع تأثير واضح لعقيدة مونرو التي تضع أمريكا في موقف المراقب والمهيمن على أي تدخل أجنبي في الأمريكتين.

تحليل الخبراء: تكتيك المساومة أم نوايا توسعية؟

واختتم وانج يومينج، الخبير في المعهد الصيني للدراسات الدولية في بكين، بتحليل أشار فيه إلى أن تصريحات ترامب قد تكون مجرد تكتيك تفاوضي للحصول على مزيد من الفوائد الأمريكية في الموانئ البنمية. هذا التكتيك يتماشى مع أسلوبه المعتاد في السياسة، الذي يجمع بين التصريحات العدوانية والمساومة المباشرة.

ومع ذلك، تظل النوايا الحقيقية للرئيس المنتخب غامضة للكثيرين، مما يجعل مواقفه مثارًا للشكوك والجدل المستمر في الأوساط السياسية والدولية.

في النهاية، تظل تصريحات دونالد ترامب حول بنما وكندا وجرينلاند تعبيرًا عن فلسفته السياسية المثيرة للجدل، والتي تعتمد على تعزيز القوة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية في الساحة الدولية، وسط تساؤلات حول مدى جدية هذه التصريحات وتداعياتها على السياسة العالمية.

اقرأ أيضا:
ترامب يلوّح بإجراءات لاستعادة قناة بنما: ماذا يعني ذلك لبنما والعالم؟
هل ترامب يخطط لاحتلال كندا؟ تفاصيل تصريحات الرئيس الأمريكي حول الولاية 

Visited 17 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه