رجب طيب أردوغان: السلطان الحديث واستراتيجية العمق الاستراتيجي

إحياء الإمبراطورية: استراتيجية أردوغان لقيادة العالم الإسلامي

943

كتب:فرشوطي محمد
تشير “العثمانية الجديدة” إلى المفهوم الجيوسياسي الذي يعكس تطلعات تركيا الحديثة، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، لاستعادة نفوذ الإمبراطورية العثمانية، ولو بصيغ جديدة تتجاوز السيطرة المباشرة إلى الهيمنة السياسية والعسكرية.

هذا الطموح يندرج ضمن رؤية تسعى إلى استعادة الهيبة الإقليمية وتحقيق دور مركزي في العالم الإسلامي السني.

صعود العثمانية الجديدة

بدأت هذه الرؤية بالتبلور في عهد الرئيس التركي الأسبق تورغوت أوزال خلال الثمانينيات، لكنها اتخذت أبعادًا أعمق وأكثر استراتيجية مع أردوغان، الذي وصف بأنه “سلطان العصر الحديث”.

استندت هذه الرؤية إلى صياغة أيديولوجية قدمها أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية ورئيس الوزراء السابق، تحت مفهوم “العمق الاستراتيجي”، حيث تعمل تركيا على تعزيز نفوذها في المناطق التي كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، مثل الشرق الأوسط والبلقان وآسيا الوسطى.

الخطوات العملية

شهدت سوريا أبرز تحركات تركيا لتحقيق هذه الرؤية. قدمت أنقرة الدعم للمتمردين والجماعات المسلحة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، لتغيير موازين القوى في سوريا.

في المقابل، أصبحت المناطق الشمالية السورية أشبه بمحمية تركية تخضع لنفوذ أنقرة.

لم تتوقف تحركات تركيا عند سوريا، بل امتدت إلى ليبيا عبر دعم حكومة الوفاق، وناغورني كاراباخ في الصراع الأذري-الأرميني، بالإضافة إلى تعزيز حضورها في البلقان وأفريقيا، بما في ذلك الصومال.

الرموز السياسية والدينية

حرص أردوغان على تعزيز الروح القومية والدينية بإعادة إحياء رموز الإمبراطورية العثمانية. ومن أبرز الخطوات المثيرة للجدل تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، في خطوة تُعتبر رمزية لاستعادة الهوية الإسلامية للإمبراطورية العثمانية.

كما حرص على زيارة قبور سلاطين عثمانيين، مثل سليم الأول، والاحتفال بذكرى فتح القسطنطينية.

المكاسب والتحديات

تمكنت تركيا من تحقيق مكاسب استراتيجية كبيرة، منها تقليص نفوذ إيران الشيعية والوجود الروسي في سوريا، بالإضافة إلى الحد من التحركات الكردية. كما عززت أنقرة دورها كقوة إقليمية قادرة على التأثير في مسارات الأحداث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

مع ذلك، يثير هذا النهج قلقًا دوليًا، حيث تُتهم تركيا بالسعي لإحياء إمبراطورية عثمانية جديدة تتحدى القوى الغربية والإقليمية.

أردوغان: من لاعب كرة قدم إلى “سلطان”

منذ توليه السلطة قبل أكثر من عقدين، أظهر أردوغان قدرة على تعزيز قبضته داخليًا وخارجيًا. قاد إصلاحات دستورية منحت الرئاسة سلطات واسعة، وقضى على المعارضة الداخلية ليكرس نفسه كقائد طموح يسعى لإعادة صياغة الدور التركي عالميًا.

تركيا في 2024: العودة إلى مركز المسرح

في العام 2024، كرّس أردوغان طموحه ليصبح “سلطانًا” جديدًا، مستندًا إلى رؤية تعتمد على استعادة أمجاد الماضي العثماني وتوظيفها لتحقيق دور إقليمي وعالمي بارز.

هذه الطموحات، وإن أثارت الإعجاب لدى البعض، تثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار الإقليمي والتوازنات الدولية.

اقرأ ايضا:

تقرير.. إسرائيل تساعد أردوغان في الحفاظ علي الفوضى في الشرق الأوسط
سفير تركى سابق يحذر أردوغان ابتعد عن استفزاز الجيش المصري
أردوغان : عاجلا أم آجلا سنحطم رأس الجماعة الإرهابية لأن الحشرات تتكاثر دائما والمستنقع لم يجف

المسماري: أسقطنا 3 طائرات مُسيرة واذا لم تتوقف مليشيات أردوغان عن مهاجمة قواتنا ستكون المعركة مستمرة ولن تنتهى الا بالقضاء عليهم.

 

Visited 27 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه