هجمات أمريكية على الحوثيين وإسرائيل تستعين بجواسيس يمنيين في مواجهة التهديدات
شنت القيادة المركزية الأمريكية (Centcom) أولى عملياتها العسكرية لعام 2025 ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن. وأفادت القيادة أن الغارات الجوية استهدفت موقعين تحت الأرض، يُستخدمان كمستودعات ذخيرة لأسلحة متطورة.
ووفقًا للبيان الرسمي، تهدف هذه العمليات إلى “إضعاف قدرات الحوثيين المدعومين من إيران، والحد من تهديداتهم لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وللسفن العسكرية والتجارية المارة في الممرات البحرية”.
وجاءت الغارات بعد يومين من تصريحات يحيى سريع، المتحدث باسم الحوثيين، عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث أعلن أن جماعته هاجمت حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري ترومان” وأعاقتها عن تنفيذ عملياتها في السادس من يناير.
في المقابل، لم تؤكد القيادة المركزية الأمريكية هذه المزاعم، لكنها نشرت صورًا تظهر تنفيذ عمليات جوية ضد مواقع حوثية في اليوم التالي.
تجنيد إسرائيلي لمواطنين يمنيين
في تطور مرتبط، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية جندت عددًا من اليهود اليمنيين ممن نشأوا في بيئة تتحدث اللغة العربية. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “كان نيوز”، يهدف هذا التجنيد إلى تعزيز فهم اللغة والثقافة اليمنية لدعم جهود إسرائيل في مواجهة الحوثيين.
وأشار التقرير إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة أوسع تنسقها الولايات المتحدة وإسرائيل، وتهدف إلى التصدي للتهديدات المتزايدة من الحوثيين. وتعتبر تل أبيب أن هذه الجماعة تشكل تهديدًا استراتيجيًا، مما دفعها إلى تكثيف أنشطتها الاستخباراتية في المنطقة.
موقف البنتاغون من الأزمة
صرحت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، سابرينا سينغ، أن المزاعم الحوثية حول استهداف “يو إس إس هاري ترومان” غير صحيحة. وأوضحت سينغ أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى القضاء التام على الحوثيين، بل تعمل على تقليص قدراتهم الهجومية بشكل مستمر.
وأضافت: “لا يمكن القضاء على كل القدرات الهجومية، لكن كل ضربة تقلل من فرص استخدام هذه القدرات ضد سفننا أو حلفائنا”.
هجمات محدودة في ديسمبر وتغير الأولويات
شهدت الأنشطة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين في ديسمبر 2024 تباطؤًا نسبيًا، إذ نفذت القيادة المركزية هجومين فقط في ذلك الشهر.
وكان آخرها هجومًا استهدف مواقع حوثية قبل عشرة أيام من حادث عرضي، تمثل في إسقاط سفينة “يو إس إس جيتيسبيرغ” مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ. لم يسفر الحادث عن خسائر بشرية، لكن التحقيقات لا تزال جارية.
الحوثيون يغيرون أهدافهم
تشير تقارير استخباراتية إلى تحول في استراتيجيات الحوثيين، إذ أصبحت الهجمات ضد إسرائيل أولوية مقارنة بالعمليات السابقة التي استهدفت السفن التجارية في البحر الأحمر. ومع ذلك، لا تزال آثار الهجمات السابقة واضحة، حيث تسبب تصاعد التهديدات في انخفاض حركة المرور عبر مضيق باب المندب بنسبة تُقدر بـ50%.
التأثير على حركة الملاحة
نتيجةً للمخاطر، لجأت العديد من شركات الشحن العالمية، مثل “ميرسك”، إلى تغيير مساراتها واستخدام الطريق البحري حول جنوب إفريقيا لتجنب المرور عبر مضيق باب المندب. ويعد هذا التحول دليلًا على استمرار تداعيات التهديدات الحوثية على الأمن البحري والاقتصاد العالمي.
التعليقات متوقفه