رفض 215 ألف يورو لمغادرة منزله.. فوجد نفسه محاصراً بالطريق السريع!

387

كتبت: سارة غنيم
الحياة مليئة بالقرارات الصعبة، وبعضها قد يتحول إلى ندم لاحق. هذا ما يعيشه اليوم الجد الصيني هوانغ بينغ، الذي رفض عرضًا حكوميًا بقيمة 215 ألف يورو لمغادرة منزله، ليجد نفسه الآن محاصراً وسط طريق سريع قيد الإنشاء.

بعد إصراره على البقاء في منزله، يعترف بينغ اليوم بأنه لو عاد به الزمن، لكان قبل العرض دون تردد.

منزل وسط الطريق السريع

يقيم هوانج بينج في مقاطعة جينشي، جنوب الصين، في منزل يملكه ويعيش فيه مع حفيده البالغ من العمر 11 عامًا. عندما قررت الحكومة بناء طريق سريع لتطوير المنطقة الريفية، كان المسار المخطط يمر مباشرة فوق منزله.

إلا أن بينغ رفض بشدة مغادرة المكان، ما دفع المهندسين إلى تعديل تصميم الطريق السريع ليحيط المنزل من كل الجهات، متحولًا إلى جزيرة معزولة وسط مشروع ضخم للبنية التحتية.

مع استمرار أعمال البناء، أصبح المنزل محاطًا بالغبار والضوضاء وحركة العمال والآليات الثقيلة. ووسط هذا المشهد الفوضوي، يعترف الرجل العجوز بندمه الشديد على رفض العرض الحكومي، مؤكداً أنه لم يتوقع أن تتغير حياته للأسوأ بهذه الصورة.

منزل يتحول إلى ظاهرة اجتماعية

أثار موقف بينغ اهتمامًا واسعًا في الصين، حيث أصبح منزله رمزًا لمصطلح “بيت الأظافر” أو “Dingzihu”، وهو تعبير صيني يُستخدم للإشارة إلى المباني التي تظل قائمة رغم مشاريع التطوير والهدم المحيطة بها.

انتشرت صور منزل بينغ المحاصر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جذبت العديد من الزوار الراغبين في مشاهدة هذا المشهد غير المعتاد. وقد أُطلق عليه لقب “المالك الصعب”، نسبة إلى إصراره على الاحتفاظ بمنزله رغم كل الظروف.

ظاهرة “بيوت الأظافر” في الصين

تشهد الصين العديد من الحالات المشابهة، حيث يرفض بعض السكان التخلي عن منازلهم لصالح مشاريع التطوير العمراني. ويرجع ذلك إلى التوسع الصناعي السريع في البلاد، الذي أدى إلى تحويل مساحات زراعية شاسعة إلى مناطق صناعية وبنية تحتية حديثة.

في بعض الحالات، اضطر المسؤولون إلى إعادة تصميم المشاريع حول المنازل الرافضة للإزالة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، مستودع في شنغهاي تسبب في تعطيل حركة المرور على طريق رئيسي لمدة 14 عامًا، قبل أن يوافق السكان أخيرًا على عرض تعويضي بقيمة 350 ألف يورو للانتقال عام 2017، بعد سنوات من الرفض.

ندم بعد فوات الأوان

بالنسبة لهوانغ بينغ، فقد بات يدرك اليوم أن عناده كلّفه الكثير. ورغم أنه أصبح شخصية معروفة بسبب قصته، إلا أنه يواجه الآن حياة يومية صعبة وسط الضوضاء والازدحام المستمر. وكما يقول بنفسه: “لو عاد بي الزمن، كنت سأقبل العرض دون تردد.”

Visited 11 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه