ردود الفعل الدولية على خطة ترامب للسيطرة على غزة وترحيل الفلسطينيين
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أعلن فيها أن الولايات المتحدة قد “تسيطر” على قطاع غزة وتعمل على نقل السكان الفلسطينيين إلى دول أخرى في المنطقة أو خارجها، ردود فعل شديدة ومتنوعة على الساحة الدولية. وقد لاقت هذه التصريحات إدانة واسعة من قبل مختلف الأطراف الفلسطينية والعربية، في حين رحبت بها الحكومة الإسرائيلية.
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستتولى “السيطرة” على قطاع غزة، محولًا إياه إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
واعتبر ترامب أن الوضع في غزة بعد الحرب مع حماس قد جعل الحياة هناك غير قابلة للاستمرار، حيث أشار إلى أنه لا بد من إعطاء سكان غزة “فرصة للعيش” بعيدًا عن الظروف الراهنة. كما ذكر أن هذه الفكرة لم تُؤخذ على محمل الجد، مشيرًا إلى أنه سيبحثها مع قادة آخرين دون أن يحدد هويتهم.
غزة: نكبة فلسطينية جديدة؟
أثارت هذه التصريحات تساؤلات حول إمكانية تكرار ما يسمى بـ “النكبة” الفلسطينية، التي أدت إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم في عام 1948. رياض منصور، رئيس الوفد الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، ندد بالفكرة، مؤكدًا أن سكان غزة يجب أن يكون لهم الحق في العودة إلى أراضيهم في إسرائيل.
وقال منصور: “إذا كان البعض يعتقد أن بإمكانهم إرسال سكان غزة إلى مكان أفضل، فليدعوا هؤلاء الفلسطينيين يعودون إلى ديارهم الأصلية، حيث توجد أماكن جميلة ينتظرون العودة إليها“.
من جانبها، أدانت القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس الخطة الأمريكية، مؤكدة رفضها القاطع لمحاولات الاستيلاء على القطاع أو تهجير الفلسطينيين من وطنهم. وأكد مكتب رئيس السلطة الفلسطينية أن هذه الدعوات تمثل تحديًا لحقوق الفلسطينيين في العودة والاستقلال.
في المقابل، أشاد سامي أبو زهري، القيادي في حركة حماس، بالمبادرة الأمريكية، واصفًا إياها بأنها “وصفة للفوضى والتوتر في المنطقة”. وأكدت الحركة أن المقاومة ستستمر حتى تحقيق حرية الشعب الفلسطيني واستقلاله.
ردود الفعل العربية والدولية
على الصعيد العربي، أثارت تصريحات ترامب استياء كبيرًا. في بيان رسمي، رفضت المملكة العربية السعودية أي محاولة لإبعاد الفلسطينيين عن وطنهم، مؤكدة أنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. كما أكدت الرياض أنها ستواصل العمل من أجل إعادة إعمار غزة ودعم القضية الفلسطينية.
ورفضت دول عربية أخرى، مثل مصر والأردن، اقتراح ترامب بنقل الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة، محذرة من أن أي خطة تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين ستزعزع استقرار المنطقة.
وأشارت هذه الدول في بيان مشترك إلى أن أي محاولة “لإقتلاع” الفلسطينيين ستشكل تهديدًا للأمن الإقليمي.
على الصعيد الدولي، عبرت الصين عن معارضتها للفكرة، مؤكدة أنها تدعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وحكم أنفسهم في غزة. من جانبها، عبرت أستراليا عن دعمها لحل الدولتين في الشرق الأوسط، مؤكدة رفضها للخطة الأمريكية بشأن غزة.
في أوروبا، وصف العديد من المسؤولين الأوروبيين خطة ترامب بأنها “غير مقبولة”، مؤكدين أنها تمثل انتهاكًا لحقوق الفلسطينيين. وقالت نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، بينا بيتشيرنو، إن الفكرة “تمثل جريمة”، فيما وصفها النائب الإيطالي لورا بولدريني بأنها “مشروع تطهير عرقي حقيقي“.
موقف ترامب وحكومته
على الرغم من الإدانة الواسعة للخطة، أصر ترامب على أنه لا يعارض حل الدولتين، مؤكدًا أن هذا كان جزءًا من السياسة الخارجية الأمريكية لعقود. وأضاف أن غزة كانت “جحيمًا” لسكانها، وأنه يجب منحهم فرصة للعيش حياة أفضل، ولكن هذا لا يعني اتخاذ موقف حاسم بشأن الدولتين أو أي حل آخر.
في إسرائيل، رحبت الأوساط اليمينية المتطرفة بفكرة ترامب حول غزة. وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير، الذي استقال من حكومة نتنياهو احتجاجًا على اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، وصف الفكرة بأنها بداية “صداقة جميلة”. كما أشاد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بخطة ترامب، معتبرًا إياها خطوة جديدة ومبتكرة.
اقرأ أيضا:
ترامب يدعو لإعادة توطين سكان غزة في دول أخرى ويؤكد تواصله مع مصر والأردن