البنتاجون يضع خططًا للانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سوريا
تعمل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) على إعداد خطط لسحب القوات الأمريكية بالكامل من سوريا، وفقًا لما كشفه مصدران مسؤولان في الوزارة لشبكة NBC News.
وأكد المصدران أن الرئيس السابق دونالد ترامب وكبار مسؤولي إدارته أبدوا اهتمامًا جديًا بمغادرة القوات الأمريكية للبلاد، حيث يجري حاليًا إعداد خطط انسحاب تتراوح بين 30 و60 و90 يومًا.
ورغم عدم صدور أي تعليق رسمي حتى الآن من وزارة الدفاع، التي يقودها بيت هيجسيث، المذيع السابق في قناة فوكس نيوز، إلا أن تصريحات ترامب الأخيرة عززت صحة هذه الأنباء.
فعند سؤاله عن احتمال سحب القوات الأمريكية من سوريا، قال: “سنتخذ قرارًا بشأن هذه المسألة”، مضيفًا أن “سوريا في حالة من الفوضى بالفعل، وهم لا يحتاجون إلى مشاركتنا”.
وكان البنتاجون قد أعلن في ديسمبر أن عدد القوات الأمريكية في سوريا يصل إلى نحو ألفي جندي، وهو رقم يتجاوز التقديرات السابقة البالغة 900 جندي. يُذكر أن ترامب، خلال ولايته الأولى، حاول في عام 2019 تنفيذ انسحاب مشابه، لكنه واجه معارضة من وزير الدفاع آنذاك، جيمس ماتيس، ما أدى إلى استقالة الأخير.
ومع ذلك، فإن فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية قد يدفعه إلى المضي قدمًا في تنفيذ خطط الانسحاب بالكامل.
وتتولى القوات الأمريكية في سوريا مهمة مواجهة فلول تنظيم داعش، بالإضافة إلى تقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف يضم ميليشيات ومتمردين، غالبيتهم من الأكراد.
وتلعب هذه القوات دورًا رئيسيًا في احتجاز آلاف الإرهابيين التابعين لداعش وعائلاتهم في منشآت شديدة الحراسة. ولذلك، أبدى مسؤولو الدفاع الأمريكيون قلقهم إزاء تداعيات انسحاب محتمل، لا سيما بعد تنفيذ واشنطن مؤخرًا غارة دقيقة في شمال غرب سوريا استهدفت عنصرًا بارزًا في تنظيم مرتبط بالقاعدة.
على الصعيد السياسي، شهدت سوريا تطورًا لافتًا، حيث تسيطر منذ 8 ديسمبر جماعة هيئة تحرير الشام الموالية لتركيا على دمشق، بقيادة أحمد الشرع.
وخلال زيارته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية وتركيا، أكد الشرع أن الرياض أبدت “استعدادًا حقيقيًا لدعم سوريا في بناء مستقبلها”، مشيرًا إلى أن المحادثات ركزت على مشاريع في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والتعليم والصحة، بهدف تعزيز الاستقرار في المنطقة.
وفي أنقرة، التقى الشرع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن الشرع تعهد “بإعادة أو القضاء على جميع أعضاء حزب العمال الكردستاني”، الذي تصنفه أنقرة كمنظمة إرهابية. في المقابل، يسعى الشرع إلى تقديم نفسه كزعيم ديمقراطي لسوريا، حيث أعلن في مقابلة مع مجلة “الإيكونوميست” أن حكومته ستشكل مجلس وزراء جديدًا خلال شهر، يضم تمثيلًا واسعًا لمختلف شرائح المجتمع. لكنه في مقابلة أخرى أشار إلى أن تنظيم انتخابات ديمقراطية قد يستغرق ما بين أربع وخمس سنوات.
يبقى مستقبل الوجود الأمريكي في سوريا والمشهد السياسي هناك رهن التطورات المقبلة، وسط تصاعد النقاشات داخل الإدارة الأمريكية حول مدى تأثير انسحاب محتمل على توازن القوى في المنطقة.
