ترامب يهدد بوقف المساعدات للأردن ومصر: “ألغوا كل شيء واتركوا الجحيم يندلع”

ترامب يلوّح بإلغاء وقف إطلاق النار في غزة ويدعو لتهجير الفلسطينيين

تصعيد جديد في الأزمة بين إسرائيل وحماس وسط تهديدات أمريكية

كتبت: بريجيت محمد

في تطور لافت للأحداث في الشرق الأوسط، دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إسرائيل إلى إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، ملوّحًا بضرورة التصعيد العسكري إذا لم يتم الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة بحلول ظهر يوم السبت.

تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المفاوضات تعثرًا، حيث هددت حماس بتأجيل إطلاق سراح دفعة جديدة من الرهائن، متهمة إسرائيل بخرق شروط التهدئة.

ترامب يطالب بالتصعيد: “دعوا الجحيم يندلع“

وخلال لقاء صحفي في البيت الأبيض بعد توقيعه على قرارات تنفيذية، صرّح ترامب قائلاً: “إذا لم يتم الإفراج عن جميع الرهائن بحلول ظهر السبت، فسأقول: ألغوا كل شيء واتركوا الجحيم يندلع”. كما أعرب عن شكوكه بشأن بقاء عدد من الرهائن على قيد الحياة، مضيفًا: “أعتقد أن الكثير منهم قد لقوا حتفهم بالفعل”.

وساطة أمريكية متعثرة ووقف إطلاق نار مهدد

يأتي هذا التصعيد بعد أن شارك المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في التفاوض على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والذي تم تأمينه في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس جو بايدن. غير أن ترامب، منذ توليه منصبه، أبدى عدم قناعته بقدرة هذا الاتفاق على الصمود، وطرح خططًا أكثر تشددًا تجاه غزة.

ترامب يدعو لتهجير الفلسطينيين و”امتلاك” غزة

وفي خطوة مثيرة للجدل، كشف ترامب عن مقترح يقضي بتهجير سكان غزة بشكل دائم إلى مصر والأردن قبل إعادة إعمار القطاع، معتبراً أن الولايات المتحدة يجب أن “تمتلك” غزة في المستقبل. وأكد خلال مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” أن إعادة توطين الفلسطينيين خارج القطاع ستستغرق سنوات نظرًا لحجم الدمار الذي خلفته الحرب، قائلاً: “سنقوم ببناء مجتمعات آمنة بعيدة عن مناطق الخطر، وفي غضون ذلك، سأكون مالكها. فكروا في الأمر كمشروع تطوير عقاري للمستقبل”.

تهديدات بوقف المساعدات للأردن ومصر

وفي تصعيد آخر، هدد ترامب بقطع المساعدات عن مصر والأردن إذا لم يوافقا على استقبال اللاجئين الفلسطينيين ضمن خطته. وقال للصحفيين من البيت الأبيض: “ربما أوقف المساعدات للأردن ومصر إذا لم يستقبلا اللاجئين”.

ومن المقرر أن يلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ترامب في واشنطن، حيث سيجري محادثات مع مسؤولين أمريكيين، بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.

ردود فعل متباينة داخل الإدارة الأمريكية

تصريحات ترامب حول غزة فاجأت العديد من كبار المسؤولين في إدارته، حيث لم يكن هناك أي إعلان رسمي مسبق عن خططه للسيطرة على القطاع. ورغم أن الرئيس ناقش الفكرة داخليًا لعدة أيام، إلا أنه لم يكشف عن تفاصيلها إلا مؤخرًا، مما أثار جدلاً واسعًا داخل البيت الأبيض.

وفي محاولة لتبرير موقف الإدارة، قال مستشار الأمن القومي مايك والتز خلال مقابلة مع برنامج “Meet the Press” على شبكة NBC: “إذا لم تعجبك خطته، فقدم خطتك إلى طاولة المفاوضات”، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض تلقى اتصالات عديدة عقب تصريحات ترامب.

مستقبل غزة بين التهجير وإعادة الإعمار

يثير هذا الطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل غزة، إذ إن دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين ومصادرة القطاع قد تزيد من حدة المعارضة الدولية للخطة. كما أن احتمالية انهيار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة في المنطقة، مما يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد العسكري والسياسي.

ومع تصاعد التوترات وغياب رؤية واضحة لحل الأزمة، يبقى السؤال: هل ستؤدي سياسات ترامب إلى تسريع الحلول، أم أنها ستفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط؟

اقرأ أيضا:
سياسة “السلام مقابل المال”: استراتيجية ترامب التي لم تفهمها أوروبا