زيلينسكي: “نعم للمفاوضات”.. بوتين يشترط ضم 4 مناطق أوكرانية

انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن دعم أوكرانيا وحربها مع روسيا

659

زيلينسكي: “نعم للمفاوضات”.. بوتين يشترط ضم 4 مناطق أوكرانية

إذا كانت الأزمة الأوكرانية عبارة عن مباراة ملاكمة، فيمكن تشبيه الوضع الحالي بمرحلة استكشاف بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما يحدث في الجولة الأولى من النزال. بعد مكالمة هاتفية بينهما، لم تقدم الإدارة الأمريكية بعد رؤية واضحة حول الوضع المستقبلي لأوكرانيا، فيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا والغرب.

وبالرغم من إمكانية وجود اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار خلال عيد الفصح، فإن أي قرارات أخرى ستكون على الأرجح فوق رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يظل مضطراً للبقاء في موقع الدفاع.

في المقابل، يصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بأن الحوار بين بوتين وترامب يجب أن يكون على قدم المساواة. ويضيف أن موسكو لا ترى أي تغيير جوهري في السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا، خاصة مع استمرار تقديم واشنطن الدعم العسكري لكييف.

كما يشير ريابكوف إلى أن أي مفاوضات يجب أن تأخذ في الاعتبار “الواقع على الأرض”، وهو الاعتراف الفعلي بسيطرة روسيا على مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، التي ضمتها موسكو في أكتوبر 2022 من خلال استفتاءات غير معترف بها دولياً.

وفي إشارة إلى موقف موسكو الثابت، يصرح نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غالوزين بأن أوكرانيا لن تكون جزءاً من حلف شمال الأطلسي (الناتو) في المستقبل، مؤكدًا أن أي مفاوضات ينبغي أن تحترم مصالح روسيا.

وفي الوقت نفسه، يتفق المستشار الألماني أولاف شولتز مع خليفته المحتمل فريدريش ميرز على أن أوكرانيا لن تنضم إلى الحلف في المستقبل القريب.

ومع ذلك، أبدى ميرز استعدادًا لتزويد كييف بصواريخ “توروس” المتطورة.

من جانبه، يشير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى استعداد موسكو لإجراء مفاوضات، شريطة أن تحترم مصالحها المشروعة دون الإضرار بمصالح الأطراف الأخرى.

في الأثناء، يعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن شعوره المتزايد بالعزلة، مع عودة نظام التجنيد الإجباري للأوكرانيين من سن 18 إلى 24 عامًا.

وفي مقابلة مع قناة “آي تي في” البريطانية، أكد زيلينسكي أنه “إذا كنت متأكدًا من أن أمريكا وأوروبا لن تتخلى عنا، وأنهما ستستمران في دعمنا مع تقديم ضمانات أمنية، سأكون مستعدًا للتفاوض على أي شكل من أشكال الحوار“.

فيما يتعلق بمسألة وقف إطلاق النار خلال عيد الفصح، يرى زيلينسكي أن تجميد النزاع في هذه الفترة قد يؤدي إلى تصعيد المواقف، مما يشكل هزيمة كاملة لأوكرانيا ولترامب.

وفي هذا السياق، يدعم الاتحاد الأوروبي موقف زيلينسكي، حيث يؤكد أن أي اتفاق سلام يجب أن يحترم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. وفي الوقت نفسه، أشار جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى أهمية التوصل إلى “سلام عادل ودائم يضمن مستقبل البلاد“.

إلا أن بعض الدول الأوروبية تُظهر انقسامات حول هذا الموضوع. فقد وافق رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، الذي كان قد انتقد الصراع الأوكراني، على دعوة الرئيس الروسي بوتين لحضور احتفال روسيا بيوم النصر على النازية في 9 مايو، مما يعكس الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي.

وفي المجال الدبلوماسي، يترقب الجميع المؤتمر الأمني الذي سيعقد في ميونيخ، حيث سيجتمع زيلينسكي مع نائب الرئيس الأمريكي كامالا هاريس يوم الجمعة المقبل.

وحول ما إذا كانت خطة ترامب للسلام ستُعرض في القمة، أوضح كريستوف هيوسغن، منسق المؤتمر، أنه لا يمكنه التأكيد على ذلك. أما مصادر في حلف الناتو فقد استبعدت هذا الاحتمال، مشيرة إلى إمكانية نشر قوات أوروبية لمراقبة وقف إطلاق النار.

من جهة أخرى، يواصل الوضع العسكري في أوكرانيا تصعيده، حيث شن الأوكرانيون هجومًا على مصفاة أفيبسكي النفطية في كراسنودار باستخدام طائرات مسيرة، بينما استهدفت صواريخ أُطلقت من البحر الأسود مدينة أوديسا الأوكرانية.

اقرأ أيضا:
ضغوط داخلية وخارجية: لماذا ألغى زيلينسكي لقاءه مع مجلس الشيوخ الأمريكي؟”  

Visited 19 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه