المانيا.. بعد عقد من التحدي.. فريدريك ميرز يطيح بإرث ميركل ويتولى المستشارية

المستشار الجديد لألمانيا: ميرز يعد بإصلاحات كبرى داخليًا وخارجيًا

0 24

فريدريك ميرز: المستشار القادم لألمانيا وتعهداته الثلاثة

برلين – في خطوة حاسمة، صوت الألمان اليوم لصالح فريدريك ميرز، المحامي والسياسي المخضرم في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ليصبح المستشار القادم لألمانيا.

يبلغ ميرز من العمر 69 عامًا، وهو محام سابق يتمتع بخبرة طويلة في الساحة السياسية، اشتهر بنهجه المحافظ الحازم وروحه القتالية. لعب لسنوات دور المعارض القوي لأنجيلا ميركل، وها هو اليوم يحقق انتصارًا بعد عقد من التحدي، مستعيدًا زعامة الحزب وقيادة البلاد.

الوعود الثلاثة: الهجرة والاقتصاد والمكانة الأوروبية

قدم ميرز ثلاثة وعود رئيسية خلال حملته:

  1. تشديد سياسات الهجرة، في خطوة تستهدف الحد من تدفق المهاجرين وتعزيز الرقابة على الحدود.
  2. إحياء الاقتصاد الألماني، وسط حالة الركود التي تضغط على أكبر اقتصاد صناعي في أوروبا.
  3. استعادة النفوذ الألماني في أوروبا، من خلال تبني سياسة أكثر قوة على المستوى الإقليمي والدولي.

كما أكد التزامه بعدم التعاون مع حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، رغم أنه كان قد تعرض سابقًا لانتقادات بسبب تلميحات إلى احتمال التقارب معهم.

رهان طويل ضد ميركل

لطالما كان ميرز خصمًا لميركل، التي أطاحت به سياسيًا قبل أكثر من 20 عامًا. واليوم، بعد أن انسحبت المستشارة السابقة من المشهد السياسي، يعود منافسها القديم ليقود ألمانيا، محققًا انتصارًا شخصيًا وسياسيًا طال انتظاره.

ويُعد هذا الفوز أيضًا انتقامًا سياسيًا متأخرًا لمرشده الراحل فولفجانج شويبله، الذي كان من أشد المدافعين عن إرث المستشار الأسبق هيلموت كول، قبل أن تسيطر ميركل على الحزب وتغير مساره.

مسيرة سياسية متقلبة

رغم خبرته الطويلة في البرلمان، لم يشغل ميرز أي منصب وزاري أو إداري رفيع، حيث بدأ حياته السياسية في “يونغ يونين” (اتحاد شباب الديمقراطيين المسيحيين)، ثم انتُخب نائبًا في البرلمان الأوروبي بين عامي 1989 و1994، قبل أن يدخل البوندستاغ ويصبح زعيم كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي بين عامي 2000 و2002، حتى اصطدامه بميركل.

بعد خروجه من المشهد السياسي، عمل في قطاع المحاماة والشركات الكبرى، حيث تولى رئاسة فرع شركة بلاك روك العملاقة في ألمانيا، كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة منظمة “Atlantik-Brücke” لتعزيز العلاقات عبر الأطلسي. لكنه عاد إلى السياسة بعد إعلان ميركل انسحابها، ليواجه صراعًا داخليًا طويلًا حتى تمكن أخيرًا من قيادة الحزب والفوز بمنصب المستشار.

السياسة الخارجية: موقف صارم تجاه الولايات المتحدة

أوضح ميرز أنه لن يتبع نهجًا استرضائيًا تجاه الولايات المتحدة، مؤكدًا ضرورة “وضع استراتيجية أوروبية مشتركة” لمواجهة التحديات الدولية، ومشدّدًا على أهمية استعادة ألمانيا لصوتها القوي في السياسة الأوروبية والعالمية.

التحديات المقبلة

ورغم فوزه، لا تزال هناك تساؤلات حول قدرته على الحكم بفعالية، خاصة أنه معروف بمواقفه الحادة وصعوبة تقديمه تنازلات سياسية. كما تشير بعض التقديرات إلى ضعف شعبيته بين الناخبات.

لكن السباق قد انتهى، والتحدي الحقيقي يبدأ الآن في ألمانيا التي تواجه تحولات عالمية كبرى، وسط ترقب داخلي ودولي لمستقبل القيادة الجديدة في برلين.

اقرأ أيضا:
الانتخابات الألمانية 2025: التوقعات والتحالفات المحتملة في البوندستاغ
الانتخابات الألمانية 2025: استطلاعات الرأي، التوقعات، وأبرز المرشحين 

 

Visited 6 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق