المعادن النادرة: المفهوم، الأهمية، والاتفاق الجديد بين أوكرانيا والولايات المتحدة

0 79

كتبت : سارة غنيم
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء، أنه سيستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن يوم الجمعة المقبل، لتوقيع اتفاق سيسمح للولايات المتحدة باستغلال الموارد المعدنية في أوكرانيا.

وقال ترامب خلال الاجتماع الأول لحكومته بعد عودته إلى البيت الأبيض الشهر الماضي: “الرئيس زيلينسكي سيأتي الجمعة، وقد تأكدنا من الاتفاق. سيكون هذا اتفاقًا ضخمًا جدًا”.

وفي الأسابيع الأخيرة، طغى الحديث عن “المعادن النادرة” و”المواد الخام الحرجة” على الأخبار السياسية. ورغم تداول هذه المصطلحات بشكل مكثف، إلا أن تعريفها العلمي غير موحد على المستوى العالمي، مما يترك مجالًا كبيرًا للغموض.

فالمواد الخام الحرجة، على سبيل المثال، هي فئة واسعة تضم موارد تُعتبر أساسية للتقنيات المتقدمة، مثل إنتاج البطاريات أو الرقائق الإلكترونية الذكية، ولكن من الصعب الحصول عليها أو استخراجها بسبب ندرتها أو توزيعها غير المتوازن في أنحاء العالم.

يشمل مصطلح “المواد الخام الحرجة” مجموعة من الموارد التي تتسم بأهمية بالغة لبعض التقنيات المتطورة أو لانتقال الطاقة، مثل البطاريات أو محركات السيارات الكهربائية.

هذه المواد تشمل الليثيوم (الضروري للبطاريات)، النيوديميوم (المستخدم في المغناطيسات للمحركات وتوربينات الرياح)، والسيليكون (الأساسي في الألواح الشمسية). كما تدخل مواد مثل الغاليوم والجرمانيوم في صناعة الرقائق الإلكترونية الأكثر تقدمًا.

أما “الأتربة النادرة”، فهي مجموعة فرعية من المواد الخام الحرجة، وتشمل 17 معدنًا نادرًا نسبيًا مثل التيربيوم واللويتيوم والإيتريوم. رغم أن هذه المعادن ليست نادرة بالمعنى الحرفي للكلمة، إلا أن استخراجها ومعالجتها يتطلب تقنيات معقدة ومكلفة، ما يجعلها مرغوبة للغاية.

كما أن العديد من هذه المواد توجد في مناطق محدودة حول العالم، مما يزيد من تحديات تأمين إمدادات مستقرة.

كنز التيتانيوم في أوكرانيا المحتلة… وزيلينسكي: “سأستقيل فورًا إذا انضممنا إلى الناتو” 

تعد أوكرانيا مصدرًا واعدًا للعديد من هذه المعادن النادرة. فهي تمتلك احتياطيات كبيرة من الليثيوم، التيتانيوم، واليورانيوم، بالإضافة إلى كونها من بين أكبر منتجي الجرافيت في العالم قبل الغزو الروسي.

هذه المعادن تستخدم في صناعات متعددة، مثل صناعة الأطراف الاصطناعية والطيران، وكذلك في إنتاج الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

على الرغم من أن باطن الأرض الأوكراني غني بالموارد المطلوبة، فإن استخراج هذه المعادن ليس بالأمر السهل أو الاقتصادي. فالكثير من الرواسب لم يتم استكشافها بشكل كامل بعد، بسبب العقبات القانونية والبيروقراطية،

كما أن بعض المناطق التي تحتوي على المعادن النادرة تقع في الأراضي التي تحتلها روسيا، مما يعقد الوصول إليها.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة للاستفادة من هذه الموارد الأوكرانية، يظل التحدي الأكبر هو كيفية تأمين إمدادات ثابتة من هذه المواد الخام الهامة، في ظل المخاوف من أن تهيمن دول محددة على أسواق هذه المعادن، مما قد يؤدي إلى تقلبات في الأسعار وقيود في التوريد.

اقرأ أيضا:

 

 

Visited 8 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق