هل يصبح البيض “قشرة الموز” التي تُسقط ترامب؟

500% زيادة في أسعار البيض.. هل يدفع ترامب الثمن؟

0 103

كتبت :بريجيت محمد

في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إثارة الجدل بقراراته التي تهز النظام الديمقراطي والمؤسسات الدولية، يواجه البيت الأبيض تحديًا غير متوقع قد يؤثر على مستقبله السياسي: ارتفاع أسعار البيض.

البيض.. أزمة تمس حياة الأمريكيين اليومية

لطالما كان البيض عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي للأمريكيين ورمزًا للقدرة الشرائية للطبقة المتوسطة والفئات الأقل دخلًا. وقد ساهم ارتفاع أسعاره في تراجع شعبية الرئيس السابق جو بايدن، وكان من العوامل التي أثرت سلبًا على فرص إعادة انتخاب الديمقراطيين.

لكن اليوم، يبدو أن نفس التحدي قد يتحول إلى خطر يهدد رئاسة ترامب نفسه.

في عام 2019، كان سعر عبوة من 12 بيضة يبلغ 1.54 دولار بالجملة، بينما قفز في ديسمبر الماضي إلى 4.15 دولار، بزيادة بلغت 170%. وفي نهاية فبراير 2025، وصل متوسط سعر العبوة في متاجر التجزئة إلى 7.86 دولار، مع تسجيل ذروة بلغت 13 دولارًا في كاليفورنيا، ما يمثل زيادة بنسبة 500% عن عام 2019.

ترامب وتعهداته الاقتصادية.. واقع مغاير

خلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بخفض تكاليف الغذاء “من اليوم الأول” في حال فوزه، إلا أن الواقع جاء مغايرًا. ووفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية (USDA)، فإن أسعار البيض مرشحة للارتفاع بنسبة 20% خلال 2025، بينما يقدر ارتفاع أسعار البقالة عمومًا بنحو 2.2% فقط.

البيض.. رمز اقتصادي لا يمكن الاستهانة به

يعد البيض جزءًا من الهوية الغذائية الأمريكية، حيث يستهلك المواطنون ما معدله 279 بيضة سنويًا. واعتاد العديد من محلات السوبر ماركت تقديمه بأسعار تنافسية لجذب الزبائن، إلا أن ارتفاع تكلفته أجبر المتاجر على تمرير هذه الزيادات إلى المستهلكين.

تأثرت المطاعم أيضًا بالأزمة، حيث فرضت سلسلة Waffle House الشهيرة رسومًا إضافية قدرها 50 سنتًا لكل بيضة لتعويض ارتفاع الأسعار. وأصبح سعر وجبة الإفطار التي تشمل بيضتين والخبز المحمص والطبق الجانبي 7.75 دولارًا. وقالت الشركة: “نأمل أن تكون هذه الزيادة مؤقتة، لكننا لا نستطيع التنبؤ بمدتها“.

الأسباب وراء أزمة البيض

يرجع ارتفاع الأسعار إلى مجموعة من العوامل، أبرزها انتشار إنفلونزا الطيور، التي تسببت في إعدام نحو 145 مليون طائر خلال السنوات الثلاث الماضية، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج. فقط في نوفمبر وديسمبر الماضيين، أُعدم 17.2 مليون دجاجة لمكافحة انتشار العدوى، وهو ما يعادل نصف عدد الطيور التي تم إعدامها خلال عام 2024 بأكمله.

ولتغطية العجز، لجأت الولايات المتحدة إلى استيراد البيض من تركيا، حيث يُتوقع أن تبلغ الواردات منها 420 مليون بيضة هذا العام، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.

كما أن نقص سائقي الشاحنات أدى إلى تعقيد عمليات النقل، مما فاقم الأزمة. وصرّح ريكي فولبي، أستاذ علوم الأغذية الزراعية بجامعة كال بولي، أن “نقل البيض المبرد يمثل تحديًا كبيرًا في الوقت الحالي، حيث ارتفعت تكاليف النقل لمسافات طويلة“.

جدل سياسي حول إدارة الأزمة

خلال مؤتمرها الصحفي الأول، ألقت المتحدثة باسم ترامب، بيانكا كارولين ليفيت، باللوم على إدارة بايدن في ارتفاع الأسعار، متهمة إياها بـ”القتل الجماعي لـ100 مليون دجاجة”، دون الإشارة إلى تأثير إنفلونزا الطيور.

لكن القلق الأكبر يأتي من احتمال تعيين روبرت كينيدي جونيور وزيرًا للصحة، وهو المعروف بمواقفه المناهضة للقاحات.

ويخشى الخبراء من أن يؤدي تقليص إجراءات الوقاية التي تتخذها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى تفاقم انتشار إنفلونزا الطيور، ما قد يزيد من نقص الإنتاج وارتفاع الأسعار.

مستقبل ترامب على المحك؟

مع استمرار ارتفاع أسعار البيض، يصبح هذا الملف محوريًا في المشهد السياسي الأمريكي. وبينما ينشغل ترامب بملفات أخرى مثل التعريفات الجمركية والسياسة الخارجية، يواجه المواطن الأمريكي تحديات اقتصادية يومية قد تكون العامل الحاسم في تقييم أدائه.

ويعكس تصريح السيناتور الديمقراطي مارتن هاينريش هذا الواقع بوضوح، إذ قال: “صوّت معظم الناس لصالح بيض أرخص، وليس لهذه الفوضى”. فهل سيكون البيض القشة التي تقصم ظهر رئاسة ترامب؟ الأيام القادمة ستكشف الإجابة.

Visited 16 times, 3 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق