حصري بالفيديو .. الجمهورية والعالم تحاور عازف التشيللو الكويتي المايسترو راشد النويشير
الكويت – حوار د. أمل درويش.
من الكويت درة الخليج العربي، وعاصمة الثقافة العربية نشأ ضيفنا وعشق الموسيقى وأقبل عليها بالدراسة فأقبلت عليه بالنجاح والشهرة. كدأب أي مجتهد لا يكتفي بالموهبة ولكن يبحث ويتعلم ليجيد ويرتقي. نلتقي اليوم بالمايسترو الفنان الدكتور راشد النويشير.
حدثنا عن بداية دخولك مجال الفن؟
البدايات كانت في سنه ١٩٨٩ م حين كنت أدرس في الثانوي نظام المقررات، “ولمن لا يعلم فهذا النظام يهتم باكتشاف المواهب الفنية للطلبة عن طريق إتاحة الفرصة لهم باختيار بعض المواد الفنية ودراستها بشكل مبسط” حيث سجلت في قسم الموسيقي آلة كمان وبدأت الهواية تكبر شيئاً فشيئاً حيث أنني كنت حتى في فترة الاستراحة في منتصف اليوم الدراسي أو وقت الفراغ في الجدول أذهب إلى قسم الموسيقى لأتعلم أو أتدرب على الآلة، وعندما أعود إلى المنزل كذلك أخصص وقتًا لممارسة عزف آلة الكمان.
ولا أنسى مساعدة والدي الذي وفر لي آلة كمان من النوع الجيد وبعدها عرفت المبادئ الأساسية للموسيقي من خلال دراستي في قسم الموسيقي وبعدها بعدة سنه اقترح علي صديق الانضمام إلى فرقه موسيقية مكونة من مجموعة شباب وكنا نلتقي مرتين في الأسبوع لعمل تدريبات وبعد فترة أصبحت هذه الفرقة تصاحب العديد من الفنانين ومنهم صلاح حمد خليفه وحمود ناصر والفنانة فطومه ومن هذه الفرقة بدأت الهواية تُصقل أكثر وبعدها جاءتني والدتي بإعلان عبر الصحف للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حيث إنه يرغب في عازفين، وعرفت أن هناك اختبار قدرات أمام لجنة للمتقدمين وبالفعل ذهبت أنا وصديق لي لإجراء المقابلة وفعلاً اجتزت الاختبار بنجاح وأبلغوني بأنني أصبحت عضوًا في فرقة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وسوف تصرف لي مكافاة شهرية وذلك لحضوري البروڤات مرتين في الأسبوع وفعلاً بدأت أذهب باستمرار حيث تعلمت مبادئ قراءة النوتة الموسيقية ونلت الكثير من الخبرات وذلك لوجودي مع أساتذة في الفرقة حيث كان يقود الفرقة المايسترو عبدالرؤوف إسماعيل ومن هنا بدأت فكرة التحاقي بالمعهد العالي للفنون الموسيقية سنه ١٩٩٧م.
أين درستم الموسيقى بعدها؟ ومن هو مثلكم الأعلى؟
درست في مصر في أكاديمية الفنون في معهد الموسيقي العربية من سنة ٢٠٠٨ لغاية ٢٠١٦ ثلاث مراحل دبلوم دراسات عليا وماجستير ودكتوراه.
ومثلي الأعلى والقدوة والأب الروحي هو استاذي ومعلمي في العزف والقيادة المايسترو د.عماد عاشور. حيث تتلمذت علي يديه في مرحلة الماجستير والدكتوراه.
لماذا اخترتم آلة التشيلو؟
عند التحاقي بالمعهد التحقت بقسم آلة الكمان وفي أول أسبوع بعد قبولي بالمعهد صدفة أخذني زميل إلى د. محمود فرج أستاذ آلة التشيللو بالمعهد وقد سمح لي بتجربة بسيطة للعزف على آلة التشيللو ومن حينها شدني صوت الآلة وكاريزما هذه الآلة الجميلة وأصبحت هناك علاقة حب بيننا ولم أستطع التوقف عن التفكير فيها وقررت أن أتعلم العزف علي آلة التشيللو وأحسست أنه الصوت الداخلي لي وفعلاً قمت بإجراءات التحويل من آلة الكمان إلى آلة التشيللو وبعد عناء لمدة أسبوعين سمحت لي ادارة المعهد العالي بتحويل التخصص وبدأت الرحلة مع آلة التشيللو وبأسلوب أكاديمي.
وما هو الفرق بين التشيللو العادي والكهربائي؟
الفرق أن الآلة الخشبية ( الأكويستك) تترجم إحساس وتعبير العازف وتتطاوع بكل أريحية من التشيللو الكهربائي ،أما التشيللو الكهربائي ترجمة الصوت فيه تعتمد على نوع الأجهزة المصاحبة للآلة لتعطيها نكهة تكنولوجية وهو ينفع في أماكن مفتوحة للسيطرة على تسريب الصوت في الأماكن المفتوحة.
ماذا تمثل لكم فرقة نغم الكويت؟
فرقة نغم الكويت فرقة لها مبادئها وأهدافها ولها مشاركات دولية ومحلية ومن أهم مبادئها: تطوير بعض الألحان الكويتية المعروفة ومحاولة مزجها بنظام توزيع يكون له صفة عالمية، أي يكون له نوعية من المصاحبة الموسيقية التي يتذوقها جميع البشر وضبطها لتدخل بلغة الموسيقى الواحدة لكي تكون مفهومة لدى الغرب وهناك اجتهادات بين فترة وأخرى لاختيار عمل شعبي كويتي ومن ثم الترتيب له بأفكار وهذه الأعمال يتم المشاركة بها في المهرجانات المحلية والدولية وبالفعل لاقت استحسانًا من الكثيرين سواء من الكويت أو خارج الكويت.
أيهما أقرب إليك العزف أم التوزيع الموسيقي وقيادة الفرقة؟
العزف والتوزيع والقيادة كلهم تخصصات مختلفة ولكن هناك ترابط بينهم حيث أن العزف هو الأساس لكسب الخبرة ومعرفة كيفية ترجمة الجمل الموسيقية لكي يكون العازف على دراية تامة بكيفية توصيل هذه الترجمة إلى العازفين بالفرقة إذا ما أخذ صفة القيادة وكذلك العزف يساعد المايسترو في التدوين الموسيقي حيث الآلة هي التي منها يتأكد من الإيقاع والنغمات، وأما التوزيع فهو تخصص تأليف موسيقي وهناك ألوان موسيقية، لدي الخبرة بكيفية صياغتها بحسب خبرتي في العزف للآلة والمشاركة بالحفلات أما القيادة الموسيقية لها كريزما خاصة وملكة مشمولة من حيث الموسيقي والإدارة والتنظيم وأسلوب حل بعض المشاكل سواء موسيقية أو في هندسة الصوت وعلى المايسترو أن يكون مدركًا تمامًا بما يريد قبل البدء بالبروڤات الموسيقية.
حدثنا عن مشاركتكم في مهرجان جرش للثقافة والفنون.
كانت مشاركة ناجحة بكل المقاييس حيث طلب مني الأمين العام المساعد د. بدر الدويش بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن أحضر أعمالًا كويتية للمشاركة في مهرجان جرش وهو سوف يكون رئيس الوفد وفعلًا تواصل رئيس مهرجان جرش السيد أيمن سماوي وعملنا جميع الترتيبات وقدمنا أول عرض في مسرح آرتميس في جرش وتفاعل الجمهور مع الفرقة والعرض الثاني بعد يومين في المسرح الملكي وكنت على يقين بأننا سنقدم ليالي موسيقية كويتية لها طابع خاص ومميزة وناجحة وبعد الانتهاء من الحفلات المقرر المشاركة فيها وفي الصباح فوجئنا بالعديد من منشورات الثناء عبر الصحف الأردنية وبعدها الصحافة الكويتية ومن هنا اتضح حجم النجاح ومن الله التوفيق كان أكثر من التوقعات.
[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=p7e0bdY-0xU[/embedyt]
من هو المطرب أو المطربة الذين تجد انسجام وتفاهم بينكم أثناء العرض على المسرح؟
أكثر مطرب يوجد بيننا تفاهم كبير هو الأخ والصديق الفنان الموهوب فهد السالم صاحب إحساس عالي ولديه من الشجن والروح الكلاسيكية الكثير وأتمنى له التوفيق ومع أمنياتي له بأن يكون علامة بارزة في سماء الأغنية الكويتية لأنه يملك الصوت والأداء المميز ولديه موهبة وحرفية عالية جداً.
شاركتم في العروض التي أقامتها دار الأوبرا في مركز الشيخ جابر بالكويت، حدثنا عن هذه المشاركة وكيف كان تفاعل الجمهور؟
نعم شاركت في سلسلة حفلات كلثوميات وليلة ورده وليلة محمد عبدالوهاب وليلة عبدالحليم حافظ وفي ليلة الأطلال وأكثر من ٣٠ حفلة كبيرة مع فرقة المايسترو د. عماد عاشور الموسيقية وكل الشكر الى أستاذي ومعلمي الكبير المايسترو د. عماد عاشور لمنحي فرصة المشاركة مع فرقته التي تضم أمهر عازفين في الوطن العربي حيث إنني اكتسبت خبرة سواء في العزف أو في طريقة إخراج مثل هذه الأعمال الفنية الأصيلة والضخمة مثل أعمال أم كلثوم أو عبدالوهاب أو عبدالحليم حيث من خلال العزف أو تركيزي على طريقة قيادة المايسترو أكتسب من الخبرة الكثير وقد أدركت كيفية إدارة وقيادة مثل هذه الأعمال الأصيلة والتي هي أساس الموسيقى العربية فكانت مشاركتي مع هذه الفرقة والمايسترو العظيم شيء أفتخر به ووسام أعتز فيه.
قمتم بتصوير كليبات لكم وأنتم تعزفون على آلة التشيللو، حدثنا عن هذه التجربة.
نعم كانت عبارة عن تجميع ألبوم موسيقي ولكن عن طريق طرح كل مقطوعة بانفراد حيث التركيز في تنفيذ واختيار العازفين من خارج الكويت وكذلك الدعم المادي يكون مريح بطريقة إنجاز كل مقطوعة على حدة وفعلاً أنجزت عدد مقطوعتين وقصة أرمنية والمساواة وبإذن لله قريباً سأكمل مشوار الألبوم وخاصةً أنه يحمل طابعًا خاصًا من حيث ستايل المقطوعة مع استراتيجية التشيللو وهي أن تضع التشيللو في إطار الفرح والإيجابية و المعروف عن آلة التشيللو أن لها طابع الحزن والشجن ووجود أكثر أدوارها في الموسيقى التصويرية في الأفلام والمسلسلات ولذلك أبذل مجهودًا كبيرًا عندما أبتكر طريقة لإخراجها من الإطار المعروفة به وأضعها في ستايل “فرايحي” وبطريقة البهجة والفرح.
ما هو جديدكم، وماذا تتمنى أن تقدم؟
هناك عملين من توزيعي وإشرافي الموسيقي للمطرب ناصر اليوسف والمطربة الواعدة شهد وكل الأعمال تحاكي الوضع العام في العالم عن أزمة كورونا لأن الفنان دائمًا يحاكي الواقع والأوضاع التي تمر فيها البشرية وهناك أيضاً مقطوعة لآلة التشيللو من ألبوم صوت من الصحراء.
على أي مسرح تتمنى أن يكون عرضكم القادم؟ومن هو الفنان الذي تتمنى العمل معه؟
لدي أحلامًا كثيرة، فقط أن يكون مسرحًا مغلقًا وليس خارجيًا، ليس لدي فيه أية مشكلة وأي مسرح و لكن التمنيات بفرقة موسيقية من عناصر معينة وتجميع من عازفين من الصف الأول من الكويت وتركيا ومصر وأذربيجان؛ فهناك مشروع بانتظار أن يرى النور بعد الأزمة بإذن الله كما أتمنى وجود دعم من هندسة صوتية تكون على مستوي عالمي وذلك لأنه في حالة العروض الموسيقية المباشرة هندسة الصوت هي أذن المستمع ويجب أن يكون على مهارة عالية لترتيب أصوات الفرقة بطريقة احترافية جداً وكثير من الأحيان الهندسة الصوتية تظهر فرقًا موسيقية جميلة بشكل سيئ، ولهذا دائماً تكون نوعية الهندسة الصوتية من الأولويات وأنا أعتبرها كعازف معي بالفرقة، ويجب أن يكون على مهارة واحترافية عالية لكي لا يهضم التعب والبروڤات ويظهرها بصوت لا يليق بها.
الفنان الذي أتمنى التعامل معه هو الفنان القدير الأستاذ عبدالله الرويشد.
كلمة توجهها للشباب الذي يهدر أوقاته دون اكتشاف مواهبه وتنميتها..
دائما مشوار الألف الميل يبدأ بخطوة وكل إنسان لدية موهبة فنية سواء موسيقي أو فنون أخرى عليه أن يكتشف هذه الموهبة ويخصص لها توقيتًا يوميًا لممارستها وتنميتها، واكتشاف كيفية تطويرها ومن ثم يضع أهدافًا صغيرة وأخرى كبيرة ويحاول أن يصارع بطريقة عقلانية وبتفكير منطقي للوصول إلى هذه الأهداف ومن ثم يمنح نفسه بعض الإحساس بالرضا عن النفس ويذهب في ابتكار أهداف جديدة ومختلفة من ناحية كثافة القيمة الفنية ويسعى في الوصول إليها.
بالنهاية نشكركم على هذا الحوار المثمر ونتمنى لكم المزيد من النجاح والإبداع
التعليقات متوقفه