تحقيق – نجاة أبوقورة
الخائفون لا يصنعون الحرية والضعفاء لا يخلقون الكرامة، كلمات قالها الزعيم جمال عبد الناصر، و”إن أرضنا لا تقبل المساومة” جملة خلدها التاريخ للرئيس الراحل أنور السادات، ليأتي الرئيس عبدالفتاح السيسي ويعلن بأن مدينة سرت والجفرة في ليبيا “خط أحمر” وأن مصر تدافع عن أمنها القومي، مشيرا إلي أن الخيارات مفتوحة في التعامل مع أي تهديد خارجي، وقدرة الجيش المصري علي الردع وبقوة .
بينما أعلنت حكومة الوفاق في وقت سابق أنها لن تشارك في الاجتماع القادم لوزراء الخارجية، والمخصص لبحث النزاع الذي تخوضه ضد قوات المشير خليفة حفتر شرق ليبيا، حيث ذكرت وزارة الخارجية الليبية علي صفحتها الرسمية، عن موقف حكومة السراج الرافض دعوة مصر لعقد اجتماع طارئ للجامعة مشيرة إلي انه لم يتم التشاور معها مسبقا وأنها مبادرة أحادية الجانب علي حد قولها.
هذا وقد أبدت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تأييدهما لسعي مصر حماية أمنها وحدودها إلي جانب الولايات المتحدة.
يذكر أنه في وقت سابق من هذا الشهر، دعت مصر لوقف إطلاق النار في ليبيا في إطار مبادرة طرحت أيضا انتخاب مجلس لقيادة ليبيا، حيث كانت المبادرة المصرية التي أعلنت بعد الاجتماع الذي عقد في القاهرة بين الرئيس السيسي والمشير خليفة حفتر وعقلية صالح رئيس مجلس النواب وكانت اهم بنوده “وقف إطلاق النار، وانسحاب كافه المليشيات المسلحة والعناصر المرتزقة، ورفض التدخل الخارجي، وان تكون ليبيا لكل الليبيين” وقد ايد المبادرة المصرية كل من السعودية والإمارات وفرنسا وروسيا بل رحبت بها مشايخ قبائل ترهونة التي اثنت علي ما جاء في خطاب الرئيس وقالت في بيان “إن ما تقوم به مصر هو احترام للجهود الدولية التى تبذل الجهد لإنهاء الصراع الليبي ضد التدخل العثماني، وأكدت علي انه تدخل مشروع من منطلق الدفاع العربي المشترك وان ليبيا شاركت مصر فى حرب73 .
بالفيديو :الرئيس السيسي لقواتنا المسلحة .. كونوا مستعدون لتنفيذ أية عمليات قد نضطر لها خارج الوطن
جدير بالذكر أن التدخل التركي في ليبيا أصبح واضحا بعد ترسيم الحدود البحرية بين مصر وكل من اليونان وقبرص، وبعد ان أعلنت دراسة أمريكية ان المتوسط يحتوي علي مخزون كبير من الغاز، وتم تحديد دول المتوسط منها مصر وليبا وقبرص واليونان واسرائيل وغزة ولم تكن تركيا من هذه الدول مما أثار حفيظة تركيا وبالتالي استخدمت أسلوب البلطجة والاستفزاز ضد اليونان وقبرص ولكن الاتحاد الأوروبي رفض أسلوب التهديد بورقة الهجرة الشرعيه .
وعلي الرغم من العقوبات الأوروبية التي فُرضت على أنقرة بالفعل، فقد أصرت علي التنقيب عن الغاز في منطقة شرق المتوسط، زاعمةً أن اكتشافاته سيوفر لسياساتها الخارجية نوعًا من الاستقرار والاستقلالية السياسية.
بينما يبقي سؤالا يطرح نفسه علي الساحة.. ما حقيقه إصرار تركيا علي التواجد فى ليبيا ..؟
يقول المحللون ان ليبيا بعد اتفاق حكومة السراج والذي اتت به بعد اتفاق الصخيرات في المغرب ٢٠١٥ ، وتحت مظلة الامم المتحدة لم تنفذ بنوده واصبح فى ليبيا قوتين متصارعتين في الغرب، “حكومة الوفاق الوطني وفى الشرق حكومة المشير خليفة حفتر”، وعلي الرغم من تقدم قواته للاستيلاء علي طرابلس العاصمة، مما دفع السراج إلي الاتجاه لطلب العون التركي، مبرما اتفاق حمل اسم مذكرة التفاهم والتعاون الأمني والعسكري، مما يعطي أنقرة الحق في الشأن الليبي علما بأن حكومة السراج ليس لها الحق فى توقيع اي اتفاقات دولية.
وكان السراج الذى اوتى به وخالد المشرى القائد الإخواني ورئيس المجلس الأعلي في حكومة الوفاق وعبد الحكم بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة والمدرجة علي قوائم الإرهاب ومحمد عماري وزير التعليم مدرج علي قوائم الإرهاب “عبيد السلطان” قد اجتمعوا سرا بينهم للتوقيع علي ما اقترحه.
المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبي :أحلام أردوغان سوف تنتهى فى ليبيا
ويري بعض المحللين أن ما قامت به تركيا من تدخل عسكري ودعمها للعناصر المسلحة والميلشيات المرتزقة التي أتت من العراق وسوريا لم يكن يتم من قبل تركيا إلا بغطاء أمريكي وضوء اخضر من بعض الدول الاوربية، رغم القرار الصادر من مجلس الأمن بعدم وصول الأسلحة إلي ليبيا بل وأصبح واضحا أن روسيا أيضا تريد أن يكون لها دور فى ليبيا، وأن الحلم التركي بالإستيلاء علي الغاز الليبي والوصول إلي الهلال البترولي وميناء سرت البحري بل والوصول إلي أفريقيا، حيث التواجد الفرنسي، ازعج الرئيس الفرنسي الذى طالب الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بوقفه صارمة ضد التدخل التركي في ليبيا وأنها تحاول توريط الناتو علي اعتبار انها عضوة فيه بل وتهديد لأوروبا.
تقرير.. إسرائيل تساعد أردوغان في الحفاظ علي الفوضى في الشرق الأوسط
وأصبح الآن موقف الاتحاد الأوروبي وأميركا من الصراع في ليبيا غير واضح المعالم علي الرغم من الاجتماع الذي عقد فى برلين، والذى عقد في مطلع هذا العام وكانت مصر والإمارات وروسيا ممن دعي لهذا المؤتمر الذى استغرق بعض ساعات، حيث أعلنت وسائل إعلام المانية ان الطريق مازال طويلا .
وهذا يؤكد ان الصراع الليبي ليس إلا صراع مصالح بين الدول الكبري التي تتجه انظارها نحو الكعكة الليبية التي لديها مخزون هائل من النفط والغاز الطبيعي، وهو ماجعل الرئيس السيسي يعلنها بكل قوة وصراحة ان “أي تدخل من الجانب المصري في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية، خاصة مع مواصلة دول خارجية تسليح ميليشيات متطرفة”، مشيرا إلي أن “سرت والجفرة خط أحمر”.
التعليقات متوقفه