دُعَاة الهدم والثالوث اللعين
كتب – محمد غنيم ….
كل الداءات التى ابتليت بها الأوطان مرجعها الى الثالوث اللعين ـ الجهل والفقر والمرض وربما يكون الفقر والمرض سببين من أسباب الجهل وربما يكون الجهل هو السبب فى الفقر والمرض، وأنا أرجح هذا حتى لا أدور فى الحلقة الجهنمية وهى حلقة لا إجابة لها ـ أيهما اسبق البيضة أم الفرخة؟
فالجهل هو الذي يطرح الإنسان إلى فراش الفقر أو المرض.
سوف ادع جهل العامة جانباً لأنه من أخطر أنواع الجهل الذي يصيب الأغلبية التي تشكل أيادي الوطن وسيقانه.
هذه الأيادي والسيقان تُغل إذا لم تكن هناك الرؤية واضحة، فمنها من يسخر فى البناء تحت قيادة خبيرة عالمية رشيدة ،ومنها من يسخر فى الهدم تحت قيادة جاهلة مغرورة ،وبما ان الكونية أوجدت تلك القيادتين احدهما للهدم والأخرى للبناء فلا يستطيع احد ان يقضى على هذا الناموس الكوني قضاء مبرماً .. فقط عليه ان يتعامل بخبرة ليغلب اتجاه البناء على اتجاه الهدم.
ولأن النفس تنزع دائماً الى البناء باستمرار فهي فى حرب مستمرة مع دعاة الهدم ،وإذا كانت الدول تحولت الى إدارة هدم فى مواجهة أفراد وأخذت الدول الأخرى بذنب أفرادها فان دلالة هذا واضحة للعيان بان أصحاب هذه الدولة دافعهم الوحيد هو الجهل والغرور.
الجهل عبارة عن آلة معصوبة العينين ربما تساعدها الجموع البناءة التي لا تساعدها الظروف للسيطرة على اندفاعه هذه الآلة لتجهيل دورها او طمسه بفضل سيطرة جهل النخبة كما حدث مع النخبة التي أشعلت الحرب العالمية الأولى والثانية والتي ألقت القنبلة النووية. أو التى دمرت البلاد العربية بحجة الجهاد .. وحطمت الفن والآثار والتي تدل على ان حضارة مازالت باقية تشهد على عظمة صناعها .او كالذين جعلوا الصحراء قاحلة وجعلوا فيها ساحة للاقتتال وزرع الألغام لهدف قطع السيقان والسواعد والتخلص من الإنسان الذي صانت الأديان حرمة دمه وعرضه وماله.
اقرأ أيضا للكاتب
محمد غنيم يكتب :الالتقاء الثقافي والحضاري بين الشعوب
قصة سمير الإسكندرانى مع أنيس منصور والبرنامج الإيطالي
«أخر حوار مع الراحل ».. العبقري المخرج العظيم شادي عبدالسلام ……
أهمية التعرف على الثقافات الأخري والتعايش مع الشعوب بمختلف جنسياتها
صراع المتاهات، وإقحام الأديان في السلوك البشري
الإسلاموفوبيا وصورة الإسلام في الغرب
مقال فلسفى رائع يلخص مشكلة العقل المخدوع الذى قال عنه سيجموند فرويد الأفكار أوهام تخدعنا بها الرغبة الإنسانية لتصل الى أهدافها ، واجب العلم هو تعريتها من صبغة الحق التي يلصقها بها العقل المخدوع