راهب دومينيكي: قرار اردوغان بتحويل “آيا صوفيا” إلي مسجد يتيح للديكتاتوريين الحرية في ممارسة كل جنونهم
كتبت- مروة غنيم
أبدت وزيرة الثقافة اليونانية لينا مندوني اعتراضها علي قرار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بتحويل “آيا صوفيا” إلي مسجد، مشيرة إلي أن القرار التركي يمثل “استفزازا صريحا” للعالم المتحضر.
كان قد وقع الرئيس التركي أمس الجمعة مرسوما بإعادة متحف آيا صوفيا إلى مسجد، حيث ستقام أول صلاة فيه خلال أسبوعين، وذلك بعدما أبطلت محكمة عليا قرارا لمؤسس تركيا الحديثة بتحويل المبنى إلى متحف.
كما صرح كاهن إيطالي بأن الأمر خطير رمزيا، وأن اللحظة التاريخية التي يتم فيها أتخاذ هذا القرار مقلقة، كونه في لحظة ارتباك وقيود عامة في ظل حالة طوارئ فيروس كورونا. من جهته فقد ذكر الأب ألبرتو أمبروزيو “المتخصص بالتصوف الإسلامي والإسلام في تركيا” والذي أمضي أكثر من 10 سنوات بين الرهبان الدومينيكان في اسطنبول، حسبما أفادت وكالة “آكي” أن تركيا بلد ذات عدد قليل جدًا من المسيحيين في الواقع، وبالتالي لم يتخذ القرار لمعاقبة المسيحيين”، مبينا “كيف أن هذا القرار يمثل الموت النهائي للعلمانية في تركيا”.
وتابع أمبروزيو قائلا، أما عن حقيقة أن القرار يُقرأ في بعض أجزائه علي أنه انتصار إسلامي عظيم، هو في الواقع انتصار نسبي، في فترة كشف فيها الوباء أن الأديان لا تستطيع أن تفعل الكثير. وقال الراهب الدومينيكي، مرة أخرى نواجه استجابة من أشخاص يستخدمون الذكاء بشكل سيئ، وعلي هذا المنوال سيكون للديكتاتوريين الحرية في ممارسة كل جنونهم. هذا وقد توالت ردود دولية علي هذه الخطوة بالانتقاد، فقد أبدي الاتحاد الأوروبي أسفه بشأن قرار أردوغان، وقال جوزيف بوريل كبير مسؤولي السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن حكم مجلس الدولة التركي بإبطال أحد القرارات التاريخية لتركيا الحديثة وقرار الرئيس أردوغان بوضع هذا الأثر تحت إدارة رئاسة الشؤون الدينية مؤسفان .
جدير بالذكر أن آيا صوفيا (بالتركية: Aya Sofya) هو مسجد تاريخي مشهور في الضفة الأوروبية من مدينة إسطنبول، وقد كانت عند نشوئها كاتدرائية أرثوذكسية شرقية سابقًا ثم اشتراها السلطان العثماني محمد الفاتح وحولها إلى مسجد ودفع الثمن كاملا من حرّ ماله للرهبان الأرثوذكس، ليوقفه والأراضي المحيطة به وما عليها من مبانٍ لصالح المسلمين في كافة أنحاء العالم الإسلامي، ومن ثم إلى متحف ديني عام 1935، ثم وافقت المحكمة الإدارية على قرار إعادة التحويل إلى مسجد مرة أخرى يوم الجمعة الموافق 10 يوليو 2020. وتقع بمدينة إسطنبول بتركيا.
وتعد من أبرز الأمثلة على العمارة البيزنطية والزخرفة العثمانية. بدأ الإمبراطور جستينيان في بناء هذه الكنيسة عام 532م، واستغرق بنائها حوالي خمس سنوات حيث تم افتتاحها رسمياً عام 537م، ولم يشأ جستينيان أن يبني كنيسة على الطراز المألوف في زمانه بل كان دائما يميل إلى ابتكار جديد. فكلف المهندسين المعماريين «إيسودور الميليسي» (باليونانية: Ισίδωρος ο Μιλήσιος) و«أنثيميوس التراليني» (باليونانية: Ἀνθέμιος ὁ Τραλλιανός) ببناء هذا الصرح الديني الضخم وكلاهما من آسيا الصغرى ويعد ذلك دليلا واضحا على مدى تقدم دارسي البناء في آسيا الصغرى في عهد جستينيان بحيث لم يعد هناك ما يدعو إلى استدعاء مهندسين من روما لإقامة المباني البيزنطية.
التعليقات متوقفه