أمستردام – نجاة أبو قورة
مع مرور 47 عاما علي ملحمة أكتوبر العظيمة، ظلت تلك الحرب وكل تفاصيلها رمزا للفخر والعزة للمصريين خاصة والعرب عامة، حيث كان للدول العربية دور لا ينسى في مساندة ودعم الجيش المصري لهزيمة إسرائيل، حيث كانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولي للمعارك، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح ثم حطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقا داخل سيناء، فيما تمكنت القوات السورية من الدخول إلى عمق هضبة الجولان، وصولًا إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا .
كما لم يتوقف الأمر عند الجيش وإنما امتد إلي كل مصري يدافع عن وطنه بشكل مختلف، ومن خارج الحدود يحكي لنا يسري الكاشف (أحد أبناء سيناء من “هولندا”) حيث يقيم منذ عقود، إلا أن ذاكرته لازالت تحتفظ بتفاصيل قام بها المجاهد صباح الكاشف “أحد مجاهدي ابناء العريش” حيث يقول بأن صباح الكاشف أسطورة حقيقية من ابناء العريش والذي كان لهم دور بطولي علي أرض سيناء.
يقول يسري الكاشف لـ “الجمهورية والعالم” لابد ان يعرف ابناؤنا واحفادنا حكايات من ارض سيناء ونحن نحتفل بالعيد الـ 47 للعبور وعودة سيناء الي حضن الأم، حيث عانينا كثيرا من سطوة الإحتلال، ودور الصليب الأحمر فى توصيل رسائلنا الي ذوينا في العريش بعد هجرتنا الي القاهرة .. أهل العريش لعبوا دورا عظيما بمساعدة المخابرات المصرية، واتمني عمل درامي لتجسيد هذه الملحمة .
كانت المخابرات المصرية تضع اللمسات الأخيرة لخطة العبور إلا انه ظهرت مشكلة العدو الإسرائيلي حيث أنشأ مركز تنصت اليكترونية متقدمة بمنطقة محمية على ساحل شمال سيناء، وتستطيع الإستماع إلي الإشارات المتبادلة بين وحدات الجيش المصري وقياداته فى جبهة قناة السويس ولذلك كان لابد من تدميره قبل بدأ الحرب، لذلك فقد عهدت المخابرات المصرية تلك المهمه الخطيرة الي احد الفدائين الحاج صباح الكاشف والذي كان قد تجاوز الستين من عمره وكان قائدا لمجموعة من الفدائين الذين كبدوا العدو خسائر فادحة، وكان همزة الوصل بين الفدائين والمخابرات المصرية .
ويضيف يسرى الكاشف انه علي الرغم من خطوره تلك العمليه بسبب الحراسة المشددة وكانت نسبة نجاحها ٥ % إلا انه بإصرار الفدائين تم تدميره في فجر الخامس من اكتوبر قبل الحرب بساعات .
وفى الثامن من اكتوبر قاموا بنسف كابل الاتصالات اللاسلكي الرئيسى للعدو في اربع مواضع متباعده، فأصبح إصلاحها شبه مستحيل، ليصبح العدو في الأيام الأولي من الحرب فاقد الاتصال بين الإمدادات والمؤن مما كان له الاثر العظيم فى حسم المعركة لصالح المصريين .
بينما توجد قصة بطولة أخري لايعرفها الكثير، حيث قام الفدائيين بوضع عبوات ناسفه شديده الإنفجار لنسف كوبري السكة الحديد الممتد من إسرائيل إلي الجبهة، ليقطعوا خطوط امداد العدو، ليصبح ابناء العريش في خندق واحد مع قيادات الجيش المصري .
ولا تزال كثير من البطولات التي نفخر بها جميعا داخل ذاكرة الأبطال محفورة تحكي لنا قصصا عن تلك الحرب العظيمة واسترداد جزء غالي من الوطن وقهر عدو قال عن نفسه أنه لا يقهر .
التعليقات متوقفه