الجمهورية والعالم تلتقي بفنانة الكاريكاتير الكويتية سارة النومس..
حوار أجرته د. أمل درويش.
سارة النومس:
•قضيتي الآن هي المرأة والطفل..
• عملت كمعلمة للجيولوجيا ثم هربت للقطاع النفطي.
•قضيت معظم طفولتي في مصر.
الفن هو مرآة الشعوب ومقياس حضارتها، ووعيها..
ولكن حديثنا اليوم عن نوع مختلف من الفنون هو فن ساخر بطبيعته ينقل هموم الشارع والمواطن بشكل فيه بعض المبالغة لإبراز المغزى والهدف..
وضيفتنا اليوم فنانة برعت في هذا الفن وأبدعت فيه وأبرزت من خلاله العديد من المشاكل وخصوصًا هموم المرأة في مجتمع منغلق، سادته سيطرة الرجل حتى وقت قريب، ولكن هذه الفنانة لم تتحدى المجتمع فقط في اقتحام هذا المجال؛ بل اقتحمت مجالًا آخر كان حِكرًا على الرجال لوقتٍ طويل..
إنها الفنانة الكويتية سارة النومس..
تستهل الحوار بالتعريف عن نفسها بهذه الكلمات:
• سارة فرحان النومس، مواطنة كويتية مواليد ١٩٨٧ وُلدت وتربيت في الكويت من أب وأم بسيطان جدًا.. ظروفنا المعيشية وشخصية الأم والأب المختلفان بالأصول والزمان كونت شخصيتي المتنوعة القوية المختلفة الاهتمامات والمحبة جدًا للمعرفة..
– كيف اكتشفتِ موهبتك في رسم الكاريكاتير؟
وكيف استطعتِ تنميتها بجانب دراستك العلمية؟
• الرسم بشكل عام هو هواية تجمعنا في البيت فأنا وشقيقاتي نرسم ونحب الفن وكان والدينا يشجعاننا دائمًا على الرسم، لدرجة أنني في يوم مرضت ونمت في المستشفى وأنا في العاشرة من عمري.. فعندما زارني والدي رحمه الله لم ينس أن يجلب لي الكراسة والألوان كي أرسم، هذا التقدير شجعني على الاستمرار في الرسم ولأن شخصيتي تحب الضحك كثيرًا وكنت أبحث عن الرسوم الكاريكاتيرية في الصحف والمجلات، ومن دون تخطيطات وجدت أنني أعبر دائمًا عن حالتي النفسية ورأيي عن طريق رسومات ساخرة في الجامعة، ووجدت كل التشجيع من إدارة الجامعة وهيئة التدريس والطلبة حتى نشرت رسوماتي في جريدة آفاق الجامعية التي تُنشر من جامعة الكويت.
– لكل مبدع قضية.. ما هي قضيتك؟
• اليوم أكثر ما يهمني هو موضوع المرأة والطفل والتربية المشتركة تنصب جميعها في مواضيع اجتماعية.. مللت من المواضيع السياسية التي تتكرر ولا تتغير لذلك أجد نفسي اليوم في القضايا الاجتماعية وخاصة المرأة.
– نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الكاريكاتير الكويتية..
ماذا قدم لكِ هذا المنصب؟ وماذا قدمت له؟
• قدم لي الكثير هذا المنصب؛ فجمعية الكاريكاتير الكويتية ضمن جمعيات النفع العام في الكويت والتي تدخل في المشاركة بالحياة الاجتماعية، تعلمت أن أعمل ضمن المجموعة خلافًا عن السابق عندما كنت أعمل لوحدي وأنشر رسوماتي، اليوم التعاون الذي نقوم به أعطاني الحماس الأكبر لأنجز من أجل هذا الفن الرائع، ومهما قدمت فلن أوفي لزملائي الفنانين الذي كانوا ولا زالوا يدعموني فنيًا لنرتقي بهذا الفن المهضوم حقه.
– تعملين كچيولوچي في مجال البترول..
ارتبطت هذه المهنة بالرجال لوقت طويل، وجميعنا يتذكر سعاد حسني ونادية لطفي حين قدمتا هذا الدور في أحد أفلامهن..
احكي لنا عن بعض المواقف الصعبة/ والطريفة التي صادفتك في مجال عملك..
• أتذكر هذا الفيلم جيدًا وأتذكر عندما كنت صغيرة كانوا يقولون لنا بأن هذا المجال حكرًا على الرجال فكنت أغضب لماذا دائمًا يحصرون جميع الأمور على النساء وتصبح لديها اختيارات محدودة؟؟
لذلك قلت بأنني لست بحاجة لأن أعمل في البترول كي أتميز، وكان طموحي العمل في معهد الكويت للأبحاث العلمية لشغفي في القراءة والبحث وكتابة البحوث العلمية ولكن عندما كبرت ودرست الجيولوجيا تغيرت الكثير من الأمور وفرحت لدخول المرأة هذا المجال على الرغم من أن لا زال عدد النساء قليل في هذا القطاع لزيادة ساعات العمل والبقاء لمدة طويلة أمام شاشات عملاقة للعمل في الخرائط الجيولوجية والبحث في السجلات الجيوفيزيائية والبتروفيزيائية والجيولوجية ومقارنات لا تنتهي، عملت في البداية في شركة نفطية أخرى ثم التحقت بالعمل في قطاع خاص آخر يتعلق بالبحوث العلمية وخاصة فيما يتعلق في البيئة، ثم عملت كمعلمة للجيولوجيا في المرحلة الثانوية ولم أستطع احتمال البقاء فهربت لأعود للقطاع النفطي..
– هل يستطيع الفنان تغيير الواقع؟
وهل طرحه للقضايا المحيطة به ونقده للمجتمع يلقى صداه المأمول؟
• قد يغير قناعات الناس ولكن لا يتغير الواقع إلا بتغير الكثيرين من الناس وتصميمهم على تغير واقعهم إما للأفضل أو للأسوء، أعتقد في الكويت لا زال الكاريكاتير ضعيفًا للأسف تمنيت لو كان قويًا جدًا لدرجة أن يؤثر في الساحة لكن للأسف ليس كما نتمناه..
– ما هو الكاريكاتير الذي رسمتيه وحقق ردود فعل إيجابية لم تكن متوقعة لديكِ؟
• عدة كاريكاتيرات.. لكن حديثًا رسمت كاريكاتير عن الكورونا ودور الكويت في تمويل العالم وخاصة الدول الفقيرة كي تساعد نفسها في التصدي للكورونا ومولت منظمة الصحة العالمية، كنت أرسم الرسمة وأنا خارج الكويت أشتاق للكويت، وشوقي لها جعلني أرسم بكل حرارة وفخر من موقف وطني إزاء هذه الكارثة ومساعدتها لغيرها .. هذا الكاريكاتير لقي صدى واسع حينها وكنت سعيدة جدًا بردود الأفعال الإيجابية.
– متى يقل شغف المبدع؟
• إذا أعطى الاهتمام لمن يهاجم إبداعه وفكره
– ماذا يمثل الأطفال بالنسبة لك؟
• أحب الأطفال حبًا شديدًا، لذا فأنا متعلقة بأبناء شقيقاتي وأشقائي حتى إن بعضهم يناديني ماما ولا أستطيع احتمال بكاء طفل فأبكي معه بدون تفكير.
– ما هي رؤيتك للمستقبل؟وماذا تتمنين تحقيقه؟
• أفكر بعمل مشروع أكبر يخص المرأة الكويتية وأعمل عليه حاليًا، وأطمح أن أؤسس مدرسة لتعليم طلبة العلم الفقراء وأسافر حول العالم، أتمنى أن أضيف بصمة إيجابية في المجتمع وأخدم
وطني بكل إخلاص ووفاء..
– ما هي المعارض التي شاركتي فيها؟
• في السابق كانت المعارض قليلة واليوم شاركت في الكثير من المعارض وأبرزها معرض المرأة الذي شاركت فيه رسامات من دول الخليج.. كانت مشاركة رائعة جدًا، في كل يوم وطني أشارك مع جمعية الكاريكاتير بمعارض وطنية، شاركنا أيضًا في معرض افتراضي عن الكورونا هذا العام، وكذلك شاركنا سابقًا في معرض الكاريكاتير الدولي الذي يقام كل عام في القاهرة.
– وكيف كان تكريمك في مهرجان الكاريكاتير في القاهرة؟
• كان التكريم رائعًا، وشرف لي وهناك العديد من المتابعين ممن حضروا للمعرض لأجلي حتى الطلبة الكويتيين الذين يدرسون هناك كانوا يأتون لتشجيعي.. تجربة جميلة وأتشرف أن أمثل الكويت خير تمثيل في كل مكان في العالم.
– ماذا تمثل لكِ مصر؟ خاصة وأن الوالدة حفظها الله من مصر..
• قضيت معظم طفولتي في مصر، أحبها كثيرًا وأحب حياة البساطة هناك، كل يوم صباحًا أذهب لشراء الإفطار من الشارع وأسلم على جميع من يقف في الشارع الناس بسيطة جدًا والجميع يضحك ويتمتع بحس فكاهي.. لذلك مهما سافرت كثيرًا أشتاق لمصر وإزعاج السيارات في الشارع وضحكات الناس في كل مكان والعروس التي تقف في الجسر فوق النيل تضحك مع زوجها لالتقاط صورة تذكارية والناس تغني وتصفق تلك الصور أشتاق إليها كثيرًا..
تعلمت الكثير من تلك الحياة في الكاريكاتيرلقد أضافت لي الكثير..
•• بالنهاية نتوجه بالشكر للفنانة الجميلة الروح والراقية الفن على هذا الوقت والحوار الشيق معها.
اقرأ أيضا:
المخرج والممثل مجدي عبيد لـ”الجمهورية والعالم: الفن هو الفاعل الرئيسي للتنوير
إيمان الهاشمي تحلق في سماءالإبداع..الجمهورية والعالم تحاور أول سيدة تعزف وتلحن وتؤلف أوركسترا بالإمارات
بالفيديو .. إبداعات فنية بأنامل نسائية.. الجمهورية والعالم تحاور الفنانة أماني فكري
” جريدة الجمهورية والعالم ” تحاور الشاعرة والاديبة اللبنانية نسرين بلوط
[…] والعالم تحاور المخرجة الكويتية فرح الهاشم الجمهورية والعالم تلتقي بفنانة الكاريكاتير الكويتية س… الجمهورية والعالم تحاور الشاعر الجزائري علاء الدين […]