أستاذ تاريخ بجامعة فرنسا: انتشار العمليات الإرهابية يعود إلي تبني فرنسا العلمانية بشكل كامل
ميلانو – نجاة ابو قورة
مازالت الردود تندد بالعمليات الإرهابية، وتساؤلات عدة أبرزها لماذا لا يكون للأزهر الشريف دور فى إرسال الائمة للمساجد في أوربا.. ولماذا لجأت فرنسا إلي اتفاق بينها ودول المغرب العربي في إرسال الائمه.. ؟
كان قد صرح الأمين العام للمركز الثقافى في روما، بأن الهجوم علي فرنسا والعمل الخسيس في فينا ليس إلا بادرة شيطانية يجب علي مجتمعنا الإسلامي ادانتها بدون تبرير، وأننا كمسلمين مدعوون ليس فقط لمواجهة أثارهذه الجرائم، بل الإلتزام بالقضاء علي هذه الأعمال الشيطانية مسبقا لحظة بذرها وتبرعمها .
كما أعلن أساقفة ايطاليا، الويل لمن يتجاهل هذه الوحشية التي تجتاح اوروبا، وأنه يجب تجنب العذر الديني كوسيلة لإفساد النسيج الإجتماعي بالعنف .
وأكد البابا فرنسيس في صلاة الأحد الماضي، أن الحرب فشل في السياسة والإنسانية بل استسلام مخزي للإرهاب وهزيمة في وجه قوى الشر قائلا “كلنا أخوة وأن علي الحكومات والمؤسسات السياسية تسعي لإفراغ ترسانتها الحربية وتعزيز التنمية العادلة المشتركة”، وأن كل شخص مدعو إلي العمل علي نزع السلاح من العقول والقلوب، وكان البابا رفع صلاة الأحد إلي ضحايا الإرهاب قائلا “انها تذكرنا بضحايا الإرهاب العزل” .
من جهته فقد أعلن وزير الخارجية الإيطالي، تشديد الضوابط علي المساجد بالتعاون مع الجالية المسلمة المعتدلة علي حد قوله وانه يتعين علي الاتحاد الأوروبي، رفع مستوياته الأمنية، حيث أشار وزير الخارجية إلي منفذي هذه الهجمات، أنهم ليسوا إلا وحوش وما يوحدهم هو الكراهية تجاه مجتمعنا، وأسلوب حياتنا .
وفى سؤال يفرض نفسه لمذا تحولت بلاد النور والأنوار هدف للمتشدين، حيث تعاني فرنسا من تنامي ظاهرة التطرف الإسلامي، وما هي أسباب تنامي هذه الظاهرة..؟ هل للعلمانية الفرنسية دور في تأجيج مشاعر العداء..؟ كلها أسئلة مطروحة علي الساحة تحتاج إلي إجابة وحلول .
كانت فرنسا قد تعرضت لـ ١٨ عملية إرهابية منذ ٢٠١٥ كان ضحيتها ٢٥٣ قتيلا، لتأتي جريمة قطع رأس المدرس بعد عرضه رسوم تسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم علنا لتلاميذ كانت نشرتها صحيفة “شارلي إبيدو الفرنسية” حيث اكد بعض الطلاب ان المدرس طلب من الطلبه المسلمين الخروج خوفا علي مشاعرهم، وفي تحليل لظاهرة الجماعات الإرهابية خاصة في فرنسا هوالإنعزال الذي تعيشه الجالية المسلمة في فرنسا، إذ تتركز في أحياء هامشية ترتفع فيها معدلات البطالة والانقطاع عن الدراسة، وتعيش منعزلة عن الثقافة الفرنسية، علي الرغم ان المسلمين في فرنسا هم ايضا ضحايا هذه العمليات الإرهابية .
ويري امام مسجد بير ببينان “ابراهيم المهالي” وهو جزائري وباحث في القضايا الإسلاميه بفرنسا أن اغلب المتطرفين في فرنسا ليسوا أبناء للمساجد ولا المراكز الثقافية الإسلامية فهم لهم سوابق قضائية لا علاقه لها بالدين وإنحدارهم من ضواحي يتنامي فيها التهميش .
يقول عادل اللطيفي “استاذ التاريخ بجامعة باريس” علي الرغم من التهميش في كثير من البلدان الأوربية ولم نجد هذا العدد من العمليات الإرهابية، بل تعود إلي تبني فرنسا العلمانية بشكل كامل وهي الدولة الوحيدة التي تفصل بين الدين والدولة، وكثير ماتعرضت هذه السياسة إلي إنتقاد من أوساط دينية، خاصة وانها من الدول التى منعت إرتداء إي شئ يرمز الي الدين .
وأضاف اللطيفي أن دور فرنسا في الحرب علي الإرهاب في العراق وسوريا وليبيا، فتح الباب أمام مقاتلي داعش للإنتقام، وكان القاضي الفرنسي السابق والمكلف بقضايا الارهاب “مارك تريد فيك” صرح ٢٠١٥ ان فرنسا هي العدو الأول لداعش، وكانت تلك التصريحات خلقت ضجة واسعة، فهم ينظرون إليها أنها بلد مسيحي استعمارى، ويربطون بين حاضرها مواضيعها الاستعماري، ومما زاد العداء تدخلها في مالي خاصة بعد اندحار داعش من العراق وسوريا، ثم التوتربين تركيا وفرنسا وقد قامت فرنسا بحملة توقيف وتحقيقات حول المنشورات التى تحض على الكراهية، وتتعاطف مع مفذي تلك العمليات الإرهابية، بل تستعد لطرد٢٣١ مدرجين علي قائمه التطرف منهم ٥١ خارج السجن، وتشديد الخناق علي جمعيات اسلامية لديها مصادر تمويل خارجية، بل وفرضت الاقامة الجبرية علي اشخاص باسم العقيدة الدينية في تلميح إلي متشددين يرفضون خروج زوجاتهم إلي الفضاء العام، وقد وصل عدد المدرجين علي قوائم المتطرفين ٨١٣٢، حسب وزارة الداخلية .
يذكر أن عادل اللطيفي “استاذ التاريخ بجامعة باريس” تونسي وله كتب متعدده منها الدولة والثورة والحداثة من الاستثناء العربي الي الخصوصية التونسية .
كان قد صرح ماكرون لمواجهة الانعزال الاسلامي بفرض قوانين صارمة علي التعليم المنزلي وانهاء جلب الأئمة من الخارج وخاصة الجزائر حيث اتفاقية بينهم بذلك.
التعليقات متوقفه