الجمهورية والعالم تبحث عن “بابا نويل”.. ولماذا لم يحمل هدايا لأوروبا هذا العام
أوروبا- نجاة أبوقورة
- حظر السفر من والي لندن
- “كورونا” يتحور إلي سلالة جديدة
- تدهور الوضع الإقتصادي في أوروبا والعالم
اكثر من٤٠ دولة تمنع السفر من المملكة المتحده واليها، بعد ان أجبرت كورونا بريطانيا ان تحتفل بأعياد الميلاد في جو من البأس، علي الرغم من شجرة عيد الميلاد التي تتوسط صالة كل منزل في اوروبا منذ 4 أيام، وهذا لا يدل علي أن سكان أوروبا سوف يقضون عيد ميلاد ككل عام، لكنه يقتصر هذا العام علي اقرب الأقرباء، بل حرم مواطني بريطانيا من السفر الي بعض الدول الأوربية .
يأتي هذا بعد فرض حظر السفر من والي لندن، التي اصبحت مدينة موبوءة، خاصة بعد ظهور السلالة الجديدة، والتي أعلن أنها قادمة من جنوب أفريقيا، مما جعل مات هانكوك “وزير الصحة البريطاني” يخضع كل القادمين من جنوب أفريقيا للحجر الصحي، حيث صرح الوزير أن السلالة الجديدة من فيروس “كورونا” والتي سبق تحدث عنها رئيس الوزراء البريطاني، قد خرجت عن السيطرة .
كان قد أعلن “هانكوك” منذ ايام أن السلالة المتحورة لديها القدرة علي الانتقال بنسبه ٧٠%، وأن الحجر الصحي هو الطريقة الوحيدة للسيطرة علي الوضع، حيث فرضت الحكومة البريطانية الإغلاق التام في لندن وجنوب شرق انجلترا، مما أجبر اكثر من 16مليون شخص علي البقاء في منازلهم، والتخلي عن الإجتماعات العائلية .
من جهته فقد طلب بوريس جونسون “رئيس الوزراء البريطاني” من المواطنين التضحية بلقاء الأحباء في أعياد الميلاد، حيث يعيش اكثر من ٣٨ مليون شخص بما يعادل ٦٨% من السكان في منطقه انذار عالية وكانت منطق “ويلز” قد فرضت الإغلاق التام، بما يوضح أن لكل منطقه استراجيتها الخاصة في مواجهة الأزمة الصحية .
كما أنه كان من المتوقع ان توافق وكالة الأدوية البريطانية يوم ٢٨ ديسمبر علي لقاح ثاني، وهواللقاح الذي طوره مختبر (استرازيك) الألماني مع جامعة أكسفورد، علما بأنها بدأت حملات التطعيم بلقاح ( فيزر/ بيوتتاك)، وكانت أمرأة تبلغ من العمر 90 عاما، اول من تلقي التطعيم، حيث أعلنت صحيفة وول استريت الأمريكية، ان إحدي شركات الطيران الأمريكية قد حصلت علي دعم خاص لشحن المصل برحلات جوية بين بروكسل مطار اوهير فى شيكاغو مع كميات متزايدة من الجليد الجاف الذي يعتبر اساسا في نقل اللقاح الذي يجب تخزينه عند درجة ٧٠ تحت الصفر، حيث يتم نقله الي مواقع في بلجيكا .
وأشادت المفوضية الأوربية انها حجزت ٢٠٠ مليون جرعة مع ١٠٠ مليون جرعة اضافيه، بإجراءات أمنية مشددة، خوفا من حدوث حالات ارهابية، حيث كانت فرنسا أول من فرضت الحظر علي السفر الي بريطانيا وعلقت الرحلات البحرية ايضا مع مرفأ كاليه الفرنسي ودوفر الإنجليزي، مما جعل كثير من السائقين الأوربين عالقين حول ميناء دوفر الإنجليزي، واكثر من ١٢٥٠ شاحنة الي جانب ٢٨٠٠ شاحنة في ميناء مانسون قرب مرفأ دوفر، ثم سمحت فرنسا بعد ذلك باستئناف الحركة التجارية وعوده بعض المسافرين من بريطانيا شرط ان يقدموا نتائج الفحوصات التي اجريت قبل٧٢ ساعة علي الأكثر، وتثبت عدم اصابتهم بالسلالة الجديدة .
وكانت شركة بايوتيك الألمانية وفايزرالأمريكية، اتفقتا علي توريد ١٢ مليون جرعة للإتحاد الأوربي قبل نهاية 2020 المنقضي، ويعطي اللقاح علي جرعتين بفارق ٣ اسابيع من الجرعة الأولي .
وصرح المدير التجاري، لبايونتك الألمانية، أنه في غضون أيام ستسلم الجرعات للدول التى طلبتها في الاتحاد الأوروبي وعددهم ٢٧ دولة، وقد رأي خبراء اقتصاديون، أن أداء الدولة كان الأسوء من نظيراتها في اوروبا، حيث سجلت اأعلي نسبة وفاة بسبب الفيروس المستجد نتيجة اعتمادها علي الخدمات والانخفاض التام للمستهلكين، ونتيجة الغلق التام، بل ان وزير الخزانة، ريشي سوناك، كان قد اعلن من قبل ان لديه اكبرخطة لمكافحة البطالة بين الشباب منذ عقود، مشيرا إلي ان الشباب هم الأكثر ضررا، وأنهم يعملون في القطاعات الأكتر تضررا، معلنا عن ضخ دعم مالي قدره ٣٠ مليار إسترليني، لدعم اعانات لتجديد المنازل ومساعدات لتوظيف الشباب، وكان هذا هو ثاني ضخم مالى قدمته الدولة بـ٣٠ مليار إسترليني فى بداية الجانحة .
هذا وقد فرض رئيس الوزراء البريطاني، عقوبات مالية باهظة علي المخالفين للحجر الصحي تصل الي الف إسترليني، وتتضاعف حالة عدم الإلتزام مرة اخري، وكان رئيس الوزراء أصيب بالفيروس، مما الزمه تطبيق قواعد الحجر الصحي لمده١٣ يوما، ليخرج من خلال رسالة متلفزة للبريطانين ان كل بريطاني ملزم بالعزل المنزلي ذاتيا في حالة اصابته .
الوضع الإقتصادي لـ “بريطانيا” في زمن كورونا
تشهد بريطانيا أسوأ ركود اقتصادي في تاريخها، بعد تسجيل استمرار حاله الانكماش والذي وصل في الربع الثانى من هذا العام الي ٢٠% من الدخل العام بسبب الاقفال التام نتيجة تفشي الفيروس في المملكة المتحدة التى سجلت أعلي وفيات في اوربا بسسب الموجة الثانية .
كان قد فقد كثير من البريطانين عملهم بسبب اتجاه بعض الشركات الي تهديدات في حالة الحجر الصحي الي تسريحهم من وظائفهم، بل ان كثير من الآباء اضطروا لترك وظائفهم لرعايه أبنائهم، وكانت الحكومه قد ضخت عشرات المليارات من خلال قروض او مساعدات للحفاظ علي الوظائف فقد انخفض اعداد العاملين في الدولة الي ٧٣٠ الف موظف ولا يمر يوم دون ان تعلن الشركات عن إلغاء ألاف من الوظائف لشعور الشركات بالقلق من وقف برنامج الحكومة لدعم البطاله الجزئية وبدعم اجور الموظفين.
في الوقت الذى تحاول بريطانيا تدارك الوضع الاقتصادى بعد الخروج من الإتحاد الأوربي، جاءت تداعيات ازمة كورونا لتصبح ظروف استثنائية، مابين ٢٠١٩ / ٢٠٢٠ ، كانت هناك المفاوضات المتعثرة ببنهما حيث الخروج النهائي يناير ٢٠٢١، وكان علي حكومة جونسون الخروج بلا اضرار مع الاحتفاظ بعلاقات اقتصادية متميزه مع الاتحاد الأوربي .
كما كان هناك محاولات من البعض في الاتحاد توقيع بعض الضرر لإنجلترا ردعا لدول اخري، حتي لا تفكر في الخروج ويشير الخبراء الاقتصاديون ان قطاع الخدمات المصرفية فى بريطانيا سيتأثر بشكل كبير خاصة البنوك التي تتعامل مع الاتحاد الأوروبي، وستفقد لندن مركزها وقيمتها كأكبر مركز مالي فى اوروبا، بينما يري المتفائلون بالخروج ان بريطانيا ستتخلص من أعباء دعم اقتصاديات بعض الدول الأكثر ضررا مثل ايطاليا واسبانيا، الا ان بعض الشركات الماليه المسجلة في بريطانيا ستخسر حرية الحركة التى كانت تسمح لها ببيع الأصول والديون لزبائن من الاتحاد الاوربي دون عراقيل .
كما اشترطت بروكسل علي البريطانيين مما يريدون تقديم خدماتهم للأوربين ان يتم هذا من داخل الإتحاد، ومارست الضغط علي البنوك بنقل موظفيها الي اوروبا مما أدي الي نقل اكثر من ٧٥٠٠ وظيفة من لندن داخل الإتحاد فارتفع نسبة البطالة في المدينة الي ٤%، بل كان مجال صيد السمك في البحار البريطانية اكثر تعقيدا، حيث تم الاتفاق علي تقاسم ٦٥٠ مليون يورو من المنتجات التي يصطادها الاتحاد الأوربى كل عام من مياه المملكة المتحدة، وستخضع التجارة بينهما لقواعد منظمة، مما يعنى فرض بعض الرسوم الجمركية وقد يسمح الإتحاد لبريطانيا الدخول غير المسبوق لإسواقها بدون رسوم جمركية، ففي الوقت الذي تصدر المملكة المتحدة الي الإتحاد الاوربي ٤٧%من انتاجها بينما يصدر الاتحاد الاوربي ٨% عبر بحر المانش .
التعليقات متوقفه