أوروبا – نجاة ابوقورة
تلعب مصر دورا هاما بين دول العالم حيث أعادت الحضارة المصرية من جديد من خلال احتفالية مهيبة لنقل مومياوات ملوك وملكات مصر، وفرضت علي الجميع الوقوف تعظيما لتلك الحضارة وتقديرا لما قام به كل مصري وطني يحب بلاده وعلي رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث قالها مرارا وتكرا بأن مصر أم الدنيا وهتبقي أد الدنيا.
يقول بهجت العايدي “صحفي مقيم في النمسا” ان الصحف النمساوية افسحت لهذا الحدث التاريخي كثيرا من صفحاتهم وتحدثت عن أهم ملوك وملكات ضمهم الموكب، بل علي صفحات التواصل الاجتماعي تسابق المصريون في التعبير عن هذا الموكب الذي لا يليق الا لهؤلاء العظماء، وعلي الرغم انهم حكموا مصر منذ اكثر من ٣٠٠٠ سنة إلا ان حضارتهم وأثارهم مازالت تحكي عن مدي عبقريتهم خاصة فى البناء، بل ومازال تعامد الشمس فى شهر فبراير واكتوبر شهادة لهذه العبقرية في معبد ابو سنبل حيث الملك رمسيس الثاني، ومازلت اسطورة الملكة حتشبسوت اقوي امرأه حكمت علي الرغم من ان عادات عصرها لم تسمح للنساء بتولي الحكم.
وأشار العايدي لـ”الجمهورية والعالم” إلي ان السحر كان جزء من عبادتهم كما ذكر في القرآن الكريم فى سوره البقرة عن سحرة فرعون وارتباطه بالدين، ولذا كان للكهنة مكانة خاصة، ويقال ان السحر الفرعوني اخطر من السحر الأسود وان تصنيف بعض الدراسات ان مصر مهد للطقوس السحرية، وقد استخدموا السحر الابيض للحب كما استخدموه ايضا لطرد الأرواح الشريرة، بل ان لعنة الفراعنة مازال لغزا من الألغاز الفرعونية والتي يقال انها تصيب من يهدد سكونهم.
وذكرت مديرة عام منظمه اليونسكو، اودري ازولاي، التى تزور مصر لحضور احتفالية الموكب الملكي بأن إعادة المومياوات يمثل نهاية الكثير من العمل لتحسين الحفاظ عليها وعرضها بشكل لائق ليس المهم النقل ولكن نعيد اكتشاف تاريخ الحضارة المصرية.
وفي تساؤل عن سر تلك الأطباق البلورية التي ظهرت في العرض يقول الباحث الأثري، عماد مهدي، تمثل قرص الشمس الذي يشع نوره لينير الظلام وأن القدماء كانوا يستخدموه اعتقادا انه ينير الطريق امام موكب الملوك، فالمصري القديم كان يري ان الشمس تعني ميلاد جديد وان الغروب مرتبط بالموت، بل ان نقلهم إلى المتحف المصري في الفسطاط في مكان يليق بأسلوب عرضها، حيث انها كانت تعرض في متحف التحرير في غرفة صغيرة، بل انها نقلت بطريقة علمية في كبسولة خاصة بها مادة النيتروجين وخالية من الأوكسجين للحفاظ علي تلك المومياوات من الرطوبة.
الجدير بالذكر أن المتحف الوطني للحضارات شيد علي مساحه ٣٣ فدان وقد قام بتصميم المبني المصري استاذ العمارة في كليه الفنون الجميلة بالقاهره الدكتور الغزالى قصيبة، اما قاعات العرض الداخلي علي يد المهندس المعماري الياباني أرتا ايسوزاكي، بتمويل مصري خالص، ويقدم اليونسكو الدعم الفني.
ومن المقرر عقب نقل المومياوات لمتحف الحضارة إجراء مجموعة من الفحوصات ووضعها داخل وحده النيتروجين لتعقيمها لمده ١٠ ايام ثم وضعها داخل الفترينات وعرضها للجمهور يوم ١٨ ابريل يوم التراث العالمي، حيث يستوعب المتحف اكثر من ٥٠ الف قطعة اثرية تحكي قصة الحضارة المصرية حتي الوقت المعاصر.
التعليقات متوقفه