اوروبا – نجاة ابو قورة
تتلاعب اثيوبيا بالمواثيق والإتفاقات الدولية المبرمة منذ الحقبة الاستعمارية علي حصة مصر من النيل، وقد كانت محكمة العدل الدولية أقرت في 1989م بما يعرف بأن الاتفاقات الدولية لدول النيل ثابتة لا تتغير مثلها مثل الحدود.
رصدت “الجمهورية والعالم” وقفة احتجاج المصريين في اوروبا، والتي عبروا فيها عن استياءهم من موقف الاتحاد إزاء مشكلة سد النهضة، والصمت الذي التزم به وكأنهم يباركون هذا التوتر في منطقة تنذر بالخطر، حيث كان ولابد للمصرين ان يعبروا عن احتجاجهم إزاء هذا الموقف من الاتحاد الأوروبي وان اختلف.
يقول مصطفى رجب “رئيس اتحاد الكيانات المصرية في اوروبا” ان مصر عقدت كثير من الاتفاقات التي تنظم العلاقة بين دول حوض النيل ١٩٢٩م، والتى تعتبر اهم الاتفاقات الدولية بين حوض النيل، بعدما أبرمتها الحكومة البريطانية بصفتها الاستعمارية، نيابه عن دول حوض النيل (اوغندا، كينيا ،تنزانيا) وتتضمن إقرارهم حق مصر المكتسب من مياه النيل، بل من حقها الاعتراض علي اي مشروعات تقام علي فروع النيل.
وأضاف رجب لـ “الجمهورية والعالم” ان مصر في ١٩٥٩م كانت معاهدة تكملة لـ 1929 مع السودان، وليست لاغية ولها احتفاظ مصر بصحتها المكتسبة من مياه النيل والتي تقدر بـ٤٨ مليارمتر مكعب، وحق السودان 8 مليار سنويا، بل تم الاتفاق بين الدولتين علي بناء السد العالي وقيام السودان بإنشاء خزان(الروصيرص) علي النيل الأزرق الذي ينبع من هضبه الحبشة، كما اتفقت الدولتان علي انشاء مشروعات مائية علي بحر الجبل وبحر الغزال.
وأشار رئيس اتحاد الكيانات المصرية في اوروبا، الي ان مشكلة سد النهضة بان اثيوبيا لاتعترف بهذه المواثيق الدولية في حصة مصر من مياه نهر النيل، بل ان مصر لا تعترض علي اقامه تنمية مستدامة في اثيوبيا وترحب بالطاقة النظيفة بعد تكملة بناء السد، وانما اعتراضها علي سنوات ملئ السد، حيث مصر ستفقد ٥١ % من اراضيها الزراعية اذا اصرت علي ملئ الخزان خلال ٣ سنوات وان التعبئة البطيئه للخزان وهى ٦ سنوات ستفقد مصر ١٧% من اراضيها الزراعيه لقد كان الملئ الاول للدفاع ٢٠١٧ وكان يقدر ٤ نصف مليار م٢ وقد حدث انهيار جزء من السد مما أدي الي فيضانات في السودان العام الماضي، وان الملئ الثاني في اغسطس والذى يقدر ١٣ مليار متر مكعب، وقد تكون الكمية اكبر من ذلك قد يؤدي الي تسونامي بارتفاع اكثر من١٣٠ متر، كما يقول خبراء هندسة بناء السدود وانه قد يؤدي إلى غرق مدن بأكملها في السودان.
كما يقول رجب، ان حرمان مصر من ٥ مليار متر سنويا يدخلها مرحلة الجفاف، ولقد رفضت اثيوبيا كل المقترحات التي قدمتها مصر خلال القاءات التي تمت بين وزراء الري للدول الثلاث، وكان لابد للمصرين في دول اوروبا ان يعبروا عن استياءهم من الموقف المتخاذل للدول الاوربية، وان نعلن ان مياه النيل “خط احمر” لمصر كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، ان مياه النيل شريان الحياه للمصريون.
وانتقلت “الجمهورية والعالم” الي سويسرا وتحديدا من جنيف يقول الصحفي جمال حماد “مراسل الاهرام فى جنيف” لابد ان يفهم العالم جيدا ان مصر لن تفرط في نقطة مياه، ولقد اقرت كل المعاهدات الدولية منذ الاحتلال البريطاني علي حق مصر المكتسب من مياه النيل، لأن حياة المصريين تتعلق بمياه النيل، والا سوف ندخل حرب.
وأضاف جمال حماد لـ “الجمهورية والعالم” لقد استغلت اثيوبيا احداث يناير ٢٠١٠ والأوضاع في مصر، وقام رئيس وزراء اثيوبيا، مليس زينباوى في ٢٠١١ بوضع حجر الأساس لسد النهضة الذى تغير اسمه اكثر من مرة، بل تعمدت اثيوبيا علي زيادة مضطرده في مواصفات المشروع، من حيث الارتفاع والتخزين، حيث كانت الدراسة الأمريكية السابقة تفيد بان سعة التخزين ١١ مليون متر مكعب وارتفاع ١٤٥ متر، ثم زادت تدريجيا لـ٦٢ مليون متر، ثم٧٠ مليون، واخيرا ٧٤ مليون متر، كما رفضت اطلاع مصر او السودان، علي تلك التصميمات الهندسية ورفضت ايضا تدويل المشروع، واصرت اثيوبيا ان يقوم الاتحاد الافريقي والذى يقع مقره في اديس ابابا، الوحيد بالتحكيم.
وأشار حماد الي ان اثيوبيا رفضت كل الاقتراحات التي قدمتها مصر والسودان وكأن هناك من يقف وراء هذا التعنت والإصرار الإثيوبي علي تنفيذ مشروع سد النهضة، حتي وان كان هذا تدمير دول المصب.
وبالانتقال الي فينا عبر بهجت العبيدي، عن صمت العالم او بمعني اخر الدول الكبري عن موقف اثيوبيا الرافض لكل الحلول التقنية والهندسية فيما يخص بناء سد النهضة، ولم يكشف رئيس الوزراء الاثيوبي بعد توليه السلطه ٢٠٢٠ ان هناك مشكلات تتعلق بالتصميم، واننا سلمنا مشروع معقد الي شركة تابعه للجيش الإثيوبي (شركه المعادن والهندسة).
من جهته فقد قال العبيدي لـ “الجمهورية والعالم” لقد فشلت الشركة في تركيب التوربيني الاولين، وكان مخطط لهما بدء توليد الكهرباء في ٢٠٢٠، واتهم ابى احمد الشركه التابعة لبلاده بأنها غير ناضجة وتفتقر الخبرة في بناء سد عملاق مثل سد النهض.
وأضاف العبيدي، ان آبى احمد، لم يكشف ايضا عن حجم الأخطار الفنية في تصميم السد وطبيعتها، بل لم يكشف عن احتجاز ٧٤ مليار متر دون عوامل امان قد يؤدي إلي انهياره، بل الى تسونامي يغرق مدينة كالخرطوم.
وتسائل قائلا، هل يدخل العالم الي الحرب من اجل الماء، مشيرا الي ما تحذيرات الرئيس السيسي من ذلك بعد ان دخلت مصر١٧ جولة تشاورية، مابين وزراء الري فى الدول الثلاث، ثم خبراء دولين، غير ان اثيوبيا ماضية في التعنت والإصرار علي الاستمرار علي تنفيذ مشروع السد دون سقف قانوني يحمي مصالح الشعب المصري والسوداني، مؤكدا علي تأييد المصريين بالخارج لما يفعله الرئيس السيسي تجاه الملف الاثيوبي.
يذكر ان المصريين في 24 ابريل قاموا بوقفة احتجاجية من ميلانو ، ضمت كل ابناء مصر تعبيرا عن رفضهم عن صمت الدول الكبري والاتحاد الاوربي عن تعنت اثيوبيا ورفضها كل الحلول الدبلوماسية، وكأن العالم يبارك حربا من اجل المياه فى منطقة مشتعلة.
وتحدث الدكتور اشرف الزيات “احد المنظمين لهذه الوقفة” قائلا، كان لابد ان نعلن عن رفضنا لتعنت اثيوبيا وموقف الاتحاد الاوربي المتخاذل الصامت لمصلحة من نريد ان نعرف..؟
اذا كانت اثيوبيا قد استغلت وضع مصربعد ٢٠١٠ وعدم الاستقرار السياسي، واسرعت ببناء السد الا انها تعهدت بالرجوع لمصر كما تنص الاتفاقات الدولية الخاصة بالانهار الدولية.
وتسائل الزيات من خلال “الجمهورية والعالم” لماذا ترفض اثيوبيا تدويل هذا النزاع والتحكيم الدولي، فعندما قامت بملئ السد في عام ٢٠١٧ دون الرجوع لمصر كحق قانوني، ورفضت استمرار الخبراء الدوليين، أدي ملء الخزان فى المرحله الاولى الى منسوب المياه في بحيرة ناصر مما سيؤثر سلبا علي توليد الطاقة الكهربائية، ومايزيد من شكوك الجانب المصري تلك التصريحات من الجانب الإثيوبي ومحاولاتها كسب الوقت.
يقول اشرف الزيات، لقد وصلت المفاوضات الي طريق مسدود، وفي سؤال عن مدي تفهم ايطاليا عن حق المصريين في وقفة احتجاج ضد تخاذل الاتحاد الأوربي اوضح اننا عرضنا وجهة نظر مصر في هذا الحق وقد كان معنا نائب محافظ ميلانو عن الحزب الديمقراطي، الذي ايد حق مصر المشروع في الحفاظ علي حصتها المائية، بل اقر أن ماتقوم به اثيوبيا هو غير قانوني ولابد من الاتفاق الثلاثي بين مصر والسودان واثيوبيا، وان مصر من حقها اللجوء إلي مجلس الأمن وكل المحافل الدولية لعرض قضيتها.
وفي سؤال عن الشركات الايطالية التى تقوم بتنفيذ المشروع اوضح ان ايطاليا لها مشاريع اقتصادية في مصر واهمها الشركات التي تعمل فى مجال التنقيب عن الغاز، واننا كمصريون في ايطاليا سنحاول الضغط علي الحكومة من هذا الجانب لان الدول مصالح.
وأكد ان هذه الوقفه البداية واننا سوف نحاول طرق كل الأبواب دفاعا عن حياة ١٥٠ مليون انسان، وان قطرة ماء تساوى حياه.
من جهته فقد افاد الدكتور فايز عيسي ” محاسب قانوني” ويمثل مشتشارا لكل المصريين بدون مقابل لمعرفه كل حقوقهم فى بلد الغربة، وعن تلك الوقفة قال ان مصر دولة قوية ولن نفرط في نقطة ماء.
يقول عيسي لـ”الجمهورية والعالم” اننا هنا نمثل جميع المصرين ونعلن رفضنا لأسلوب فرض الأمر الواقع من الجانب الإثيوبي، ونهر النيل هو شريان الحياه للمصريين، وكان محل تقديس من أجدادنا الفراعنة، حيث سجلوا هذا علي جدران معابدهم، ولقد وصلت المفاوضات الدبلوماسية مع الجانب الإثيوبي الي طريق مسدود، ولابد من التأكد ان هناك دول تقف وراء اثيوبيا بل تدعمها، ولكن كما قال الرئيس السيسى لن اسمح بأن تنقص حصة مصر من مياه النيل، ونحن هنا فى هذه الوقفه نعلن تأييدنا للقيادة السياسية.
التعليقات متوقفه