ادْعَمْ بلدَك

1٬011

بقلم -أ.د/ جودة مبروك محمد
لقد حانت الفرصة من جديد لتدعم بلدك في ظل التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة ودخول مصر في خِضَمِّ عالمٍ جديدٍ من التَّحدياتِ، ولكن هذه المرة من خارجها.

تتعرَّضُ مصر لتهديد من نوعٍ خاص في أمنها المائي، ولقد جرت المفاوضات على نحو عشر سنين بدون أي نتيجة تُذْكَر لتعنُّتِ الجانب الأثيوبي المتكئ على بعض علاقاته مع الدول المعادية حضاريًّا وسياسيًّا لمصر، رغم أن الجانب الأثيوبي سيفيق يومًا ويتعلم الدرس ويدرك أن مصلحته الحقيقة مع مصر بوابة أفريقيا، وسيصل إلى أن الملاذ الوحيد الخالي من المصالح هو في أحفاد الفراعنة بحكم الجوار والوجود في قارة واحدة وبحكم أخلاق المصريين التي هي معروفة عنهم، فإن مصير آبي أحمد وحكومته إلى زوال.

أما أنت أيها المواطن فدورك دعم بلادك في كل الخيارات المطروحة، وعليك أن تلتفَّ حول القيادة السياسية والعسكرية والدبلوماسية ، وليس شرطًا أن تُحاط خبرًا بكل ما يجري على سطح الأحداث أو المكاتب المغلقة أو ترجو إصدار بيان لتوضيح شيء، فإن الملف انتقل إلى شأن آخر، أصبح من المخاطر على الدولة الإفصاح عن كل ما جرى أو يجري أو ما سيجري، فما ينتظر ذلك الملف إما السلام أو الحرب، وهي خيارات معقدة، لكن الموقف النهائي هو ما أعلنه الرئيس السيسي أنه لن تتخلى مصر عن نقطة ماء واحدة، فالماء أمن قومي، وأن جميع الخيارات مطروحة.

وعلينا أن ندرك أن ثمة استفزازات متلاحقة سوف تجيئنا من الجنوب، هي ذاتها التي سوف نجدها حال اتخاذ موقف ما؛ لذا آن الآوان لنغلق الآذان عن تأثير ذلك علينا، وعلى نفوسنا أن تتقوى على بعض نفوسنا، ونثق في حكمة إدارة ذلك الملف من القيادة السياسية للبلاد، وأنها كفيلة به، فقد أدارت عشرات الأزمات منذ 2013 حتى الآن، حيث كانت الأزمة أخطر بكثير.

إن المطالبة الشعبية باتخاذ موقف سريع تجاه السد أمر يعود قراره إلى إدارة البلاد بالتشاور مع قادة الجيش وقادة الدول العربية، فطلقة واحدة من مدفع خارج البلاد له حتميته المدروسة ووقته وسياقه، ذلك يحدده القيادة السياسية للبلاد.

Visited 5 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه