نكاح المتعة بين الفقه السني والفقه الشيعي
يميل الفقه الشيعى إلى الحفاظ على حق الإناث فى المواريث.
يوسف زيدان
يرى معظم الشيعة أن الزواج المؤقت (للمتعة فقط) هو أمرٌ مباحٌ شرعاً، فالرجل يمكنه إذا قضى فترة فى بلد، أن يتزوَّج فيها زواجاً مشروط المدة بحسب الفترة التى ينوى بقاءها فى هذا البلد، ويعطى للمرأة أجر هذه المدة (المتعة)..
وهو الأمر الذى أشارت إليه الآية القرآنية، إشارة صريحة، بقوله تعالى فى سورة النساء (فما استمتعتم به منهنَّ، فآتوهنَّ أجورهنَّ) وهى الآية التى يتفق على صحتها السنة والشيعة، معاً، ولكن علماء الشيعة يقولون : إنه سقط منها عند كتابة المصحف جزءٌ مهم، لأن الآية فى الأصل كانت: فما استمتعتم به منهنَّ إلى أجلٍ مسمى، فآتوهنَّ أجورهنّ! وكان ابن عباس يقرؤها دوماً على هذه الصيغة الأخيرة.
ولكن أهل السنة يرون أن هذه الآية مهما اختلفت صيغتها، نُسخت (أُلغيت) ضمن كثير من الآيات المنسوخة، ويستندون فى ذلك إلى أن الحديث النبوى نَسَخَها. فيرد عليهم الشيعة بأن الحديث الشريف مهما بلغت درجة صحته، لا يلغى القرآن أو ينسخه.
كما يستدلون على صحة الآية، بأن الصحابة كانوا يتزوَّجون زواج الاستمتاع، حتى منعه الخليفة «عمر بن الخطاب» . . ومعروف أن الشيعة، لا يحبون الخليفة «عمر» ناهيك عن رفضهم لأحكامه.
وكان الإمام جعفر الصادق، يؤكد صحة زواج المتعة بقوله: «ثلاث لا أتقى فيهم أحداً، مُتعة الحج ومُتعة النساء والمسح على الخفين».. ومع ذلك، فقد تورَّع علماء الشيعة وأشرافهم دوماً عن زواج المتعة، بنوعٍ من الاستغناء والعفة، وليس لأنه محرَّم مثلما يقول أهل السنة على اختلاف مذاهبهم الفقهية.
ويتصل بفقه النساء والزواج عند الشيعة الإمامية، وبعض فرق الشيعة الأخرى، قولهم إن الطلاق لا يصح إلا مع حضور الشهود، وإذا تلفظ الزوج بالطلاق وهو منفرد بزوجته، أو معهما شاهد واحد فقط، لا يقع فى هذه الحالة طلاق (لا يصح) ويمكن للزوج الرجوع إلى زوجته إذا أرادا، من دون احتسابها طلقةً، ولا يجوز عندهم، وعند بعض فقهاء السنة، قول الرجل لزوجته إنها طالقة بالثلاث لأن ذلك يعدُّ طلقة واحدة، تجوز المراجعة بعدها من دون احتياجٍ للمحلِّل.
وفى شأن النساء أيضاً، يرى معظم فقهاء الشيعة أن البنت إذا لم يكن لها أخٌّ شقيق، ترث النصف مما ترك الوالد (مثلما هو الحال فى فقه السنة) ولكن إن كان للمتوفى ابنتان وليس له ولد، ترث كل منهما ثلث ما ترك الأب المتوفى. وبصورة عامة، يميل الفقه الشيعى إلى الحفاظ على حق الإناث فى المواريث.
اقرأ أيضا:ماذا قال الكاتب الكبير يوسف زيدان عن دكتوراة محمد رمضان الفخرية
التعليقات متوقفه