عبدالله منتصر
شهدت مصر خلال الفترة القليلة الماضية عدة جرائم متنوعة، حيث كان العامل الأكبر هي “الجرائم الأسرية” وقد زادت بشكل ملحوظ لتتفاقم تلك المشكلة التي يجب الوقوف علي أسبابها والعمل حلي معالجتها، فبعد أيام من حادث الأسماعيلية والذي قد انتشر علي المستوي المحلي والدولي، لما أقدم عليه شاب وسط الشارع بذبح آخر وفصل رأسه عن جسمه والتجول بها قبل أن يتم ايقافه والقبض عليه، وإصدار قرار النائب العام مؤخرا بإحالته إلي محكمة الجنايات المختصة في محاكمة جنائية عاجلة.
وعلي صعيد آخر فقد قام أحد الشباب بقتل والدية داخل مسكنهما في منطقة الحضرة بمحافظة الأسكندرية، حيث أنه قد وصل اخطارا إلي مديرية أمن الأسكدندرية يفيد بوجود جثتين لمسن وزوجته داخل شقتهما مذبوحين دون وجود أي آثار لفتح الشقة عنوة، وأن نجلهما ٤٠ عاما وراء الجريمة، حيث تم الفحص من قبل الجهات المختصة ليتبين العثور علي رجل وزوجته مذبوحين داخل شقتهما، وبسؤال ابنتهما قررت بأنها تلقت اتصالا من زوجة أخيها تفيد بوجود خلاف مع والديه وأنه ذهب إليهما وهو في حالة عصبية ومزاجية حاده، وقامت علي إثر ذلك بإرسال ابنها للاطمئنان علي والديها بعد عدة محاولات للاتصال بهما وبأخيها ولم تتلق اي إجابة ، وفوجئت أن ابنها يخبرها بقتل امها وأبيها داخل الشقة.
من جهتها أفادت خبيرة العلاقات الأسرية، الدكتورة أمل رضوان، أن الجريمة ترتبط بظروف المجتمع نفسه، مشيرة إلي أن ضعف الوازع الديني والفهم الخاطئ للدين سبب رئيسي لانتشار تلك الجرائم، موضحة أننا الآن نترنح ما بين الإفراط أو التفريط فإما تشدد واهتمام بالمظهر وليس الجوهر وصحيح الدين، وإما تفريط وبعد عن الدين.
وأضافت لـ”الجمهورية والعالم” أن التربية تعد نواة الشخصية ولابد من معرفة الأخطاء التي تحدث في التربية حتي ينشئ الشخص تنشئة سوية، منوهة أن دور الأب رئيسي ووجوده ضمن الأركان الرئيسية في الأسرة وأن انشغاله الدائم بتوفير متطلبات الحياة والماديات يقابله بذلك إهمال الإشباع العاطفي لأبنائه، فاذا اجتمعت أخطاء في التربية وغاب الإشباع العاطفي كانت الأبناء أقرب إلي جيل منحرف.
كما أكد الدكتور محمد هاني ” أخصائي نفسي” أن الظروف الإقتصادية والضغوط النفسية نتيجة “فقر وقهر وظلم” علي المستويين الأسري والإجتماعي، يتسبب في ارتفاع معدلات الجريمة، إضافة الي عوامل أخري يتفق عليها الجميع منها “الإدمان والتربية غير السوية وانهيار الأسرة وزيادة العنف في الدراما المصرية” .
الجدير بالذكر أنه يتم الإفصاح عن بعض حالات العنف الأسري وارتكاب الجرائم بشكل عام، فيما لا يزال الجريمة في مؤشر الصعود، مما يشكل خطرا علي الأجيال القادمة وانحصار نظرتهم علي تلك الجرائم أنها شيئ معتاد عليه.
التعليقات متوقفه